يعقوب الشاروني: لأول مرة منذ 70 عاماً تُمنح جائزة "تقديرية" لأدب الطفل

كتب: إلهام زيدان

يعقوب الشاروني: لأول مرة منذ 70 عاماً تُمنح جائزة "تقديرية" لأدب الطفل

يعقوب الشاروني: لأول مرة منذ 70 عاماً تُمنح جائزة "تقديرية" لأدب الطفل

عبر الكاتب الكبير يعقوب الشارونى، عن بالغ سعادته بالحصول على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، قائلاً: «مصدر سعادتى أن الجائزة تعتبر تقديراً لكل كُتاب الأطفال، وليس لى فقط»، مؤكداً أن ذلك يعكس تغيراً فى نظرة الثقافة لأدب الطفل، «هذه هى المرة الأولى منذ 70 سنة التى تُمنح فيها التقديرية لكُاتب الأطفال».

وأضاف «الشارونى» فى حواره لـ«الوطن»: «مردود الجائزة ظهر منذ الإعلان عن الفوز، فقد تواصل معى عدد من الناشرين لعمل طبعات شعبية من كتبى لعرضها بأسعار خاصة، وهى فرصة لتنبيه الجمهور بأهمية القراءة».

* فى البداية، ما تعليقك على الفوز بالجائزة؟

- أنا حصلت على أهم جوائز فى العالم العربى والعالم كله، وهذه المرة أقول إن هذه جائزة أدب الأطفال، ولكل من يكتب أو ينشر أو ينقد هذا الفرع، فعلى مدار سبعين سنة تمنح جوائز الدولة بجميع أفرعها لكتاب الأطفال، ولأول مرة تُمنح لكاتب أطفال إحدى هذه الجوائز، وأعتبره تحولاً كبيراً جداً فى النظرة النقدية والثقافية من وزارة الثقافة لأدب الأطفال، بعد أن كان يعتبر من قبل أن أدب الأطفال شىء منفصل عن أدب الكبار، ولذلك أعتبر أن الأمور تم وضعها فى موضعها الصحيح وأشكر لجنة الجوائز هذا العام كونها أعادت الحق لأصحابه فهى جائزة لجميع أدباء الأطفال فى مصر، وهذا يعنى أنها كانت وجهة نظر تغيرت فى الثقافة، وأصبحت متماشية مع اتجاه العالم كله، أمريكا والأمم المتحدة والمجلس العالمى لكتب الأطفال، لديها منذ مائة سنة جوائز ضخمة جداً لأدب الأطفال.

* ما الجهة التى رشحتك للجائزة؟

- النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وأظن أنها رشحت الدكتور أحمد مرسى أستاذ الأدب الشعبى الذى حصل على جائزة النيل، وأنا راضٍ عن الجوائز هذا العام ليس بالنسبة لى فقط ولكن لعدد كبير من الذين حصلوا على الجوائز المستحقة، التى ذهبت لأهم مبدعى ومفكرى مصر.

* كيف كان مردود الجائزة فى مجال الكتابة للطفل؟

- عشرات الكتاب يقولون: مبروك لنا- لأنهم رغم حصول كثير منهم على جوائز خارج مصر- إلا أنهم يعتبرون أن جائزة مصر هى رمز مهم بالنسبة لهم فهى تمثل رأياً نقدياً، وتحولاً يمثل تقديراً حقيقياً لما يقدمه الأديب من أعمال إبداعية، كما بدأت بتحريك الجانب الاقتصادى من خلال توزيع كتب الأطفال، فعندما علم عدد من الناشرين بخبر الفوز اتصلوا بى لعمل طبعات شعبية من كتبى لعرضها بأسعار خاصة وطرحوا أفكاراً لعمل دعاية، وعمل ربط بين الجائزة والكتب، وقالوا إنها فرصة فى فترة العزلة، لتنبيه الناس لوجود كاتب كبير وتوفير الكتب للفئات المستهدفة من الأولاد والشباب، وهى من أول الأخبار التى أسعدتنى بعد إعلان الفوز، لتنبيه الناس إلى أهمية القراءة، والمسألة ليست كتب يعقوب الشارونى، لكن فى استثمار ظروف الجائحة، فلابد أن تأخذ الكتب مكانها الحقيقى فى مجال اهتمامات الناس، باعتبارها نشاطاً من أهم الأنشطة التى ينبغى أن يقضى فيها الشباب والأطفال أوقاتهم، وهو فى المجمل يمثل منحنى فى الاهتمام بالطفل.

* كيف يمكن أن نشجع فئات الشباب والأطفال على القراءة؟

- هى مسألة تحتاج عدة جهات، منها تنشيط حركة النشر، وأتمنى أن تطبع هيئة الكتاب مؤلفاً جديداً كل 15 يوماً، وأن توفر دور النشر الكتب بالوسيلة المناسبة للقارئ، خاصة أن الأولاد موجودون فى البيوت هذه الأيام، وعلى الاتجاه الثانى عند العودة هناك دور مهم لمكتبات المدارس، ومن المفترض أن يتم فى هذه الفترة تهيئة ميزانية كافية جداً لتحديث المكتبات، فلدينا حوالى 50 ألف مدرسة، تحتاج إلى إحياء مكتبات المدرسة، والاهتمام باختيار الكتب المناسبة لكل فئة عمرية، فحين ألغيت الامتحانات وتم طلب أبحاث، فهل الأبحاث يتم عملها بدون قراءة؟! وأن تبنى المؤسسات الكبرى توفير دوائر معارف للأطفال، ويتم تحديثها وتوفيرها للقارئ، كما أن هناك دوراً للأسرة بحيث يكون الكبار قدوة فى هذه المسألة، ولا بد أن تتنوع القراءة وتمتد إلى القراءة العلمية إضافة إلى الأدبية والفنية، وكذلك الحوار مع الطفل حول ما تتم قراءته، ولو كل نصف ساعة فى اليوم، ففى أمريكا يتم عمل برنامج قراءة صيفى كمنهج دراسى يتم قراءته فى الإجازة الصيفية، يحصل الطالب على درجات تضاف للمنهج الدراسى، كما أن على الكاتب أو الرسام أن يكون على استعداد لعقد لقاءات مباشرة مع قرائه، وأنا لا أتأخر عندما يتم توجيه دعوة لى لعمل لقاء مع الأطفال من أى جهة.

* كيف يحتفظ يعقوب الشارونى بحيوية الأطفال فى هذه السن؟

- عمرى 89 سنة، وأنا أجلس مع الأطفال وأتفاعل معهم وأفكر بطريقتهم، وأستفيد منهم بشكل كبير كما يستفيدون منى من خلال الحوار التفاعلى معهم.


مواضيع متعلقة