أساسها الغدر والخيانة.. كيف بدأت الدولة العثمانية؟

كتب: حسام حربى

أساسها الغدر والخيانة.. كيف بدأت الدولة العثمانية؟

أساسها الغدر والخيانة.. كيف بدأت الدولة العثمانية؟

لم يكن التدخل التركي السافر في الأراضي الليبية، السابقة الأولى للنظم التركية المتعاقبة منذ عهد الدولة العثمانية التي انقلبت وخانت المواثيق والمعاهدات الدولية لتحقيق أطماعها.

ووفقًا لكتاب تاريخ الدولة العثمانية، فلقد اشترى السلطان العثمانى سليم الأول ولاء أمراء المماليك فى الشام وعلى رأسهم خاير بك الجركسى والي حلب، وجان برد الغزالى والي حماة، ليستخدمهم كحصان طروادة فى قلب الأمة العربية.

وفي مطلع عام 1516، وصلت الأخبار إلى السلطان قنصوه الغورى فى القاهرة باستعداد العثمانيين فى إسطنبول للحرب، فأعد جيشه وخرج به إلى حلب بالشام، وأرسل خطابًا إلى سليم الأول يؤكد رغبته بالصلح وعدم الحرب، لكن السلطان العثمانى قتل الرسل إلا واحدا حمله رسالة نصها: «قل لأستاذك يلاقينى على مرج دابق».

وحسب المؤرخ ابن إياس، فإن العوامل والأسباب التى أدت إلى هزيمة قانصوه الغورى فى مرج دابق عام ١٥١٦، وأكد أن سبب الهزيمة المباشر هو خيانة خاير بك وجان بردى الغزالي، وتواطؤهما مع السلطان سليم الأول، وانسحابهما من ساحة المعركة، وأمرا الفرق العسكرية التابعة لهما بالتقهقر، مما أسفر فى النهاية عن موت السلطان المملوكى وضياع الشام ووقوع الخليفة العباسى المتوكل على الله فى يد العثمانيين.

العثمانيون يستخدمون الخيانة للدخول إلى القاهرة

لم ينتهِ مسلسل الخيانة عند العثمانيين، إذ استخدم سليم الأول أمراء الغدر ليدخل القاهرة حاضرة الخلافة بعد سقوط بغداد، فعندما قاد السلطان طومان باى المقاومة المصرية استعدادًا لمعركة فاصلة، اشترى خاير بك ولاء فرق المماليك بالذهب قبل معركة الريدانية ١٥١٧.

واصل الأمير جان بردى الغزالى مهمة الخداع الاستراتيجي، وأعلن استمرار ولائه للمماليك، وانضم إلى جيش طومان باي، لكنه كان يرسل كل خطط وتحركات الجيش المصرى إلى العدو العثماني، وتكررت نفس مأساة مرج دابق فى معركة الريدانية، بحذافيرها، مانتج عنه تفوق كاسح للجيش المصرى المكون من ٩٠ ألف جندى نصفهم من المصريين والنصف الآخر من المماليك، حتى أن طومان باى قتل عددًا من قواد السلطان سليم، وأمسك بالصدر الأعظم سنان باشا وجذبه من فوق فرسه وأوقعه أرضًا وقتله، واقتحم مخيم سليم الأول وكاد أن يقتله، لولا انسحاب جان برد الغزالى ومماليكه من ساحة القتال فوقعت الهزيمة فى ٢٢ يناير ١٥١٧.

دخل سليم الأول القاهرة ثم وجه فرق الإنكشارية لقتل ١٠ آلاف مصرى فى شوارع العاصمة، لإسكات الشعب المصرى الثائر والملتف حول سلطانه طومان باى، حتى نال منه بالخيانة أيضا وأعدمه على باب زويلة.

كافأ سليم الأول الخائن خاير بك بمنحه ولاية مصر ومنحه لقب الأمراء، فبدأ خاير بك فى نهب ثروات مصر وقدمها قربانا تحت قدمى سليم، وأشرف على ترحيل ١٨٠٠ من الصناع والحرفيين المصريين المهرة إلى إسطنبول، كما أنه استولى على أوقاف الأزهر والمساجد والمدارس وضمها للخزانة السلطانية، وعزل قضاة المذاهب الأربعة المصريين، كما فرض رسوما باهظة على عقود الزواج.

كما كافأ جان بردى الغزالي، على خيانته وعينه واليًا على صفد والقدس وغزة والكرك ونابلس فى ٢٥ سبتمبر ١٥١٧، ثم حاكما لدمشق فى ٨ فبراير ١٥١٨.


مواضيع متعلقة