عضو مجلس النواب الليبي: الرئيس التركي صبي صغير في مشروع الدولة العثمانية الجديدة

كتب: محمد حسن عامر

عضو مجلس النواب الليبي: الرئيس التركي صبي صغير في مشروع الدولة العثمانية الجديدة

عضو مجلس النواب الليبي: الرئيس التركي صبي صغير في مشروع الدولة العثمانية الجديدة

شدد عضو مجلس النواب الليبى «على السعيدى» على رفض الشعب الليبى للاتفاق البحرى والأمنى الذى أبرمه رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فايز السراج مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وقال «السعيدى»، فى حوار، لـ«الوطن»، إن «هذا اتفاق أحادى ينتهك السيادة الليبية ويهدد الأمن القومى العربى»، داعياً الدول العربية، عبر الجامعة العربية، إلى التوحد وسحب الاعتراف بهذا المجلس الرئاسى. ولفت «السعيدى» إلى الدعم التركى المفتوح للميليشيات فى ليبيا، والذى تصاعد خلال الأشهر الثمانية الأخيرة مع تقدم الجيش الوطنى فى عملية تحرير «طرابلس».. وإلى نص الحوار.

بداية، ما رأيك فى إقدام تركيا على توقيع الاتفاق البحرى والأمنى مع «السراج» وموافقة الأخير عليه؟

- هذا اتفاق أحادى الجانب لا مشاركة للشعب الليبى فيه، وما قام به «السراج» هو انتهاك للسيادة الليبية، وكذلك انتهاك لسيادة الأمة العربية. نحن ندرك أن «السراج» لا يملك شرعية محلية أو داخلية لكى يقوم بما قام به، كما أننا لا نعرف شيئاً فيما يتعلق بتصرفاته فى هذه الوثيقة، ولا نعرف ما جاء فى الاتفاقية وما وافق عليه «السراج». الشعب الليبى يرفض ما قام به «السراج» تماماً، سواء كان وثيقة أو معاهدة تصب فى مصلحة الليبيين أو لا تصب.

إذاً، ما الذى تخشاه من هذا الاتفاق؟

- أنا شخصياً، كعضو مجلس النواب الليبى، أخشى على الأمن القومى العربى قبل الأمن الليبى، ما يحدث من تركيا هو تدخل سافر فى الأمن القومى العربى، وعلينا اليوم أن نتحدث عن جامعة الدول العربية بالدرجة الأولى، عليها أن تتدخل وأن تحاول التنصل من المجلس الرئاسى وسحب الاعتماد من هذا المجلس. آن الأوان لجامعة الدول العربية أن تتدخل وتسحب البساط من تحت هذا المجلس المعترف به دولياً فقط وليس محلياً. هذه الحكومة التى تصب فى مصلحة دول غربية وليس مصلحة ليبيا. وأيضاً البرلمان العربى له دور كبير فى هذا الموقف، عليه التواصل مع الدول العربية، ويجب سحب البساط من هذه الحكومة. وإذا تحقق هذا التحرك من خلال الجامعة العربية والبرلمان العربى ومنظمة المؤتمر الإسلامى لن يكون هناك شىء يسمى المجلس الرئاسى لحكومة «الشقاق واللا وفاق». كل الليبيين غير راضين عما قام به «السراج» على مستوى العموم، سواء القبائل أو سياسيون أو غيرهم، هناك رفض لهذه الاتفاقية. وأعتقد أن جزءاً من تحركات المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، يهدف لمجابهة الخطوة التى قام بها «السراج» والتى تشكل تهديداً للأمن القومى العربى.

وماذا تريد تركيا من ليبيا؟

- أولاً، عندما نتحدث عن تركيا فإن علينا التوقف عند رجب طيب أردوغان «الصبى الجديد» فى ما يسمى بـ«العثمانية الجديدة» فى تركيا، إذ باعتقادهم أن تكون هناك خريطة جديدة يعاد رسمها لاستعادة ما يسمونه أمجاد الإمبراطورية العثمانية فى الوطن العربى، والواهم «أردوغان» يعتقد أنه قائد هذا المشهد.

على السعيدى: الإخوان يعتقدون أن ليبيا "بيت مال الجماعة".. وتركيا ساعدتهم بقتلة من "إدلب" السورية

إذاً، ماذا عن ليبيا فى هذا المشروع الذى ذكرته؟

- ليبيا دولة صغيرة من حيث عدد السكان، إلا أنها كبيرة المساحة كما لو كانت دولة قارة، وجماعة الإخوان المفسدين تعتقد أن ليبيا يمكن أن تكون «بيت مال لهم»، ولكن بفضل الله أولاً ثم الشعب الليبى والجيش الوطنى الليبى ورجاله بقيادة المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر استطعنا محاربة الإرهابيين المطلوبين محلياً ودولياً. واليوم الجيش الوطنى الليبى على أبواب العاصمة «طرابلس». كل هذه التحركات من الجيش الليبى تحبط مخططات الإخوان وتركيا. أنا شخصياً، كما قلت، لا أخشى على ليبيا، لأن الليبيين كلهم متفقون ضد ما فعله «السراج» مع «أردوغان» العثمانى الجديد المتلون.

ليبيا بشبابها ونسائها مستعدة لمواجهة الغزو الذى تتعرض له.. والجيش سيُنهى هذه الأمور خلال الأيام القادمة

سمعنا أنه ربما تكون هناك قاعدة عسكرية تركية فى ليبيا أو لنكن أكثر دقة فى المناطق الخاضعة للميليشيات، ما تعليقك؟

- أعود بك قليلاً إلى سنة 2011 عندما خرج القيادى الإخوانى على الصلابى الذى ظهر عبر منصة «الجزيرة»، المنصة المضللة إعلامياً التى قتلت الشعب الليبى والشعب العربى، ونادى وقتها بأن هناك عرقاً تركياً فى «مصراتة»، ونادى تركيا بمساندة هؤلاء والوقوف معهم. بالنسبة لقضية القاعدة العسكرية التركية، أنا أؤكد أنه لا مخاوف بالنسبة لليبيا، فمع وجود الجيش الوطنى الليبى على مشارف «طرابلس» والتصدى لهذه المخططات سوف تنكسر هذه المخاوف، ولكن أخشى على مشهد الأمن العربى الذى ليبيا جزء منه.

وإلى أى مدى بلغ الدعم التركى للميليشيات فى ليبيا هذه الفترة؟

- منذ عام 2011، لم يتوقف الدعم التركى قط، ولكن كان يتدرج من سنة لأخرى. وعموماً، أكبر دعم قدمته تركيا كان فى عام 2014 عندما سقط تيار الإسلام السياسى فى ليبيا وفشل الأخير فى الحصول على المقاعد اللازمة فى مجلس النواب. وقد تصاعد الدعم التركى منذ نحو 8 أشهر مع بدء الجيش الوطنى الليبى العملية العسكرية لتحرير العاصمة «طرابلس» من قبضة الميليشيات الإرهابية. الأتراك ساندوا ودعموا هذه الجماعات على الأرض فى ليبيا بطائرات مسيَّرة ومصفحات، وأيضاً أرسلوا بعض القتلة والمجرمين الذين أتوا بهم من «إدلب» إلى ليبيا. ومن حوالى شهر تقريباً، كانت هناك مجموعات إرهابية أُرسلت إلى تونس وتعد العدة للانتقال إلى ليبيا ومقاتلة الجيش الوطنى الليبى، لكن أقول لهم إن ليبيا بشبابها ورجالها ونسائها مستعدة لمواجهة هذا الغزو.


مواضيع متعلقة