360 ألف طفل في العالم يموتون سنويا بسبب الإسهال الناتج عن التلوث

كتب: خالد عبد الرسول

360 ألف طفل في العالم يموتون سنويا بسبب الإسهال الناتج عن التلوث

360 ألف طفل في العالم يموتون سنويا بسبب الإسهال الناتج عن التلوث

أكدت الدكتورة أمل سعد، أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي ورئيس شعبة البيئة السابق بالمركز القومي للبحوث، أن هناك كميات هائلة ومتنوعة من الملوثات البيئية قد تصل إلى الأطفال والكبار أيضا من خلال التغذية، مشيرة إلى أن هناك 360 ألف طفل أقل من 5 سنوات يموتون سنويا بسبب الإسهال الناتج عن التلوث، ومن بينه تلوث الطعام وتعرض الأطفال من خلال المأكل والمشرب إلى كيماويات خطيرة من خلال الهواء والبيئة المحيطة وطرق الطهي، مشيرة إلى أن التحكم في مصادر التلوث وتقليل التعرض لها يخفض معدل الوفيات في الأطفال بمقدار 26% حسب منظمة الصحة العالمية.

وأوضحت أستاذ الطب الوقائي ورئيس شعبة البيئة السابق، في كتيب حديث للتوعية أعدته ليصدر عن "المركز القومي للبحوث" بالاشتراك مع "الجمعية الطبية النسائية"، أن أنواع الملوثات البيئية للغذاء منها: الملوثات البيولوجية والتي تشمل البكتريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وغيرها، والملوثات الكيميائية حيث تعتبر الكيماويات كلها ملوثة وتشمل المبيدات والمواد الحافظة ومكسبات الطعم والرائحة وغيرها، والملوثات الفيزيائية التي تشمل مصادر الكهروماغنطيسية والحرارة والرطوبة والإشعاع وغيرها.

وقد تم التركيز فى هذا الكتيب على مصادر التلوث البيولوجي، حيث أشار إلى أنه يمكن للميكروبات النمو في اللحوم النيئة المكشوفة وغير المغلفة في المحال المختلفة، وكذلك نتيجة لوضع اللحوم النيئة بجوار الخضراوات أو الفاكهة في سلة واحدة أو على مائدة واحدة بدون فاصل يحمي من انتقال الميكروبات من وإلى اللحوم غير مطهية، أو ترك الأغذية خاصة النشوية مثل المكرونة والأرز والبطاطس بعد الطهي بدون غطاء في الهواء خاصة في الأجواء الدافئة أو المتربة، ولتقليل هذه المخاطر يجب تغطية الطعام حتى تهدأ حرارته بمجرد رفعه من على النار لضمان عدم تلوثه بعد طهيه ثم يوضع فى الثلاجة اذا لم يؤكل مباشرة.

وشددت أستاذ الطب الوقائي، في هذا السياق، على ضرورة التأكد من سلامة المأكولات البحرية والطيور عند الشراء، مشيرة إلى أن الطريقة المُثلى لتخزين الأسماك والمنتجات البحرية هي تغطيتها بالثلج، والنظر إلى عين السمك والتأكد من نضارته، والتأكد من تماسك جسم السمك بالضغط بالأصبع على نسيجه وعدم ترك أي علامة عليه بعدها، والتأكد من نضارة الخياشيم وأن لونها فاتح.

أما فيما يتعلق بالطيور، فلفتت إلى أنه لا يجب أن يتم بيع الطيور الحية في نفس مكان المذبوحة أو بجوار أي لحوم نيئة، حتى لا يتم تلوث اللحوم من فضلات الطيور الحية، وعند شراء الطيور الحية يجب التأكد من نضارة العينين واستقامة رقبة الطائر وأن تكون حركته طبيعية.

وبالنسبة لشراء وتخزين البقوليات، أشارت الدكتورة أمل سعد، إلى ضرورة التأكد من التخزين في أماكن جيدة التهوية، بعيدا عن الرطوبة والحرارة، وإذا ظهر وجود أي تكتلات أو عفن أو بودرة في الكيس أو الشوال أو دولاب التخزين يتم التخلص من هذه البقول لأنه علامة على ظهور أحد انواع الفطريات التي قد تفرز سموما فطرية غير مرئية تلوث البقول ولا يمكن التخلص منها بالحرارة أو الغسيل، وهذه السموم الفطرية لها مضار صحية عديدة قد تصل إلى الإصابة بالفشل الكلوي والسرطانات، ولذلك لزم اتباع نفس الاشتراطات عند التخزين المنزلي، وإذا ظهرت مشكلة في دولاب تخزين البقوليات بالمنزل يجب تفريغه وتنظيف الجدران بالخل المخفف بالماء وتنشيفه جيدا قبل وضع أي شيء به.

وأوضحت أن مظاهر الخطر في البقوليات، تشمل: تغير لون الحبوب أو التصاقها، وظهور عفن ظاهر على سطح الحبوب وبين الحبوب، علما بأنه قد يكون العفن بألوان وأشكال مختلفة حسب نوع الفطر، ويجب التخلص من الكمية المصابة مع التأكد من سلامة مكان التخزين.

وأكدت أن هناك أماكن يمكن أن تجمع الفطريات والجراثيم في المطبخ، كما هو الحال بالقرب من مقابض الحنفيات التي تتجمع عليها الرطوبة ومظاهر الاتساخ والأحواض، والأركان، والتكييف، والسباكة أسفل الأحواض.

وأوصت أستاذ الطب الوقائي قبل الدخول لإعداد الطعام، بـ"تقليم الأظافر للشخص الذى يعد الطعام حتى لا يكون حاملا للميكروبات تحت الأظافر وتنتقل أثناء إعداد الطعام إليه، مع التأكد من عدم وجود تقيحات باليدين، ويفضل ارتداء جوانتي أثناء إعداد الطعام، وغسل اليدين بالماء والصابون جيدا مع فركهم والتأكد من نظافتهم عن طريق تكرار نفس الحركات لكلا من اليدين، وتغطية الشعر".

وتشدد سعد على أنه أثناء إعداد الطعام يمنع وضع اللحوم النيئة بجوار الخضراوات التي لن توضع على النار، وممنوع استخدام نفس السكين إلا بعد التأكد من غسلها جيدا، ويجب مراعاة أن تكون القطع المقطعة كبيرة الحجم لتقليل فقد القيمة الغذائية، ويتم التقطيع قبل الأكل مباشرة للحفاظ على القيمة الغذائية بدون تأكسد، مع الحرص على تنوع ألوان مكونات طبق السلطة لتتكامل العناصر الغذائية من فيتامينات والمعادن الضرورية للصحة والمناعة.


مواضيع متعلقة