فى معركة «الكورونا» الستات تكسب

ما الذى تشترك فيه البلدان التى لديها أفضل استجابات لمواجهة الفيروسات التاجية «فيروس كورونا»؟ هذا عنوان دراسة أحدثت نقاشاً واسعاً ولفتت النظر إلى القيادات النسائية فى العالم، حيث رصدت الدراسة أن الدول التى واجهت الكورونا بنجاح وأقل خسائر فى الأرواح والاقتصاد كان السمة المشتركة بينها أن رأس الدولة امرأة، نتج عن هذه الدراسة عدد كبير من أوراق ومقالات ناقشت الأمر، وهل هذا عامل حقيقى يشجع على توسعة المجال للقيادات النسائية؟

تشرح الدراسة كل الخطوات التى اتبعتها القيادات النسائية، ففى ألمانيا، أثبتت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل)، أنها الأكثر مقدرة على إدارة الأزمة، وبذلت ميركل مجهودات كبيرة منذ اليوم الأول لظهور الأزمة، حيث قامت بتحريك الأطقم الطبية، وإلقاء خطاب عاطفى للشعب الألمانى، حذرت فيه من أن ٧٠٪ من الشعب قد يصاب بالفيروس. واتخذت إجراءات صارمة أدت إلى أن تبقى أرقام الوفيات فى ألمانيا أقل بكثير من بقية الدول الأوروبية المجاورة.

فى نيوزيلندا، قررت جاسيندا أرديرن، رئيسة الوزراء، إغلاق البلاد فى وقت مبكر وكانت واضحة تماماً على الحد الأقصى من التنبيه الذى كانت تضع تحته البلاد، ولماذا فرضت عزلتها الذاتية على الأشخاص الذين يدخلون نيوزيلندا عندما كانت الإصابة 6 حالات فقط فى البلد بأكمله، وحظرت على الأجانب تماماً الدخول بعد ذلك بوقت قصير. الوضوح والحسم أنقذا نيوزيلندا من العاصفة، كما قررت التواصل كل أسبوع على السوشيال ميديا لايف مع متابعيها وتكلمهم بحميمية من الكنبة وتتكلم بالعاطفة كعضوة من الشعب. وفى الدول الاسكندنافية الخمس (السويد والدنمارك والنرويج وأيسلندا وفنلندا)، التى تحكمها جميعاً سيدات ما عدا السويد، فقد تفوقت البلاد الأربعة التى يحكمها النساء على السويد. فرئيسة الوزراء الفنلندية (سانا مارين)، وهى أصغر رئيس دولة فى العالم، استخدمت المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعى كعوامل رئيسية فى محاربة الأزمة، وقد تواصلت مع الشعب والقيادات على مواقع التواصل الاجتماعى، إدراكاً أن هذه أدوات العصر فدعوا المؤثرين من أى عمر لنشر المعلومات القائمة على الحقائق حول إدارة الوباء. وفى أيسلندا، قامت رئيسة الوزراء (كاترين جاكوبسدوتير) بتوفير فحوص مجانية لجميع مواطنيها، مع إنشاء نظام تتبع شامل للمخالطين، مما مكنهم من الاستمرار دون الإغلاق العام أو إغلاق المدارس. وفى النرويج، تحدثت رئيسة الوزراء (أرنا سولبرغ) مع الأطفال مباشرة عبر الإذاعة والتليفزيون، إلى أن عملت فكرة مبتكرة لاستخدام التليفزيون للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها. رئيسة وزراء الدنمارك (ميت فريدريكسن)، التى عقدت مؤتمراً صحفياً مخصصاً للأطفال، قدمت لهم النصح والتوعية بالفيروس، وأجابت فيه عن تساؤلاتهم. كما تصدت سيدة أخرى وهى الألمانية (أورسولا غيرترود فون دير لاين)، رئيسة المفوضية الأوروبية، لإعادة التماسك للاتحاد الأوروبى، وللتخفيف عن الإيطاليين من المرارة التى يشعرون بها. وقفت لتعتذر للشعب الإيطالى عن التقصير والخذلان وعدم التحرك لمساعدتهم أثناء الأسابيع الأولى لانتشار الجائحة. ووعدت بأن ذلك لن يتكرر أبداً، وأن أوروبا سوف تظل متحدة فى مواجهة الأزمات والكوارث.

ماذا عن مصر

نُشر مقال بعنوان «رأس الحربة ضد كورونا من النساء»، للكاتب منصف السليمى، منشور فى DW الألمانية ألقى الضوء على الشخصيات النسائية فى شمال أفريقيا التى حققت نجاحاً ملحوظاً فى مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد. وأشاد الكاتب بدور د. هالة زايد، وزيرة الصحة المصرية، وكذلك طبيبات فى موقع المسئولية فى كل من تونس والجزائر والمغرب. نفس الموضوع قامت بتغطيته كل من شبكة CNN، ومجلة فوربس الأمريكيتين.