رغم الاحتجاج العراقي.. تركيا تطلق عملية عسكرية برية شمال العراق

كتب: آلاء عوض

رغم الاحتجاج العراقي.. تركيا تطلق عملية عسكرية برية شمال العراق

رغم الاحتجاج العراقي.. تركيا تطلق عملية عسكرية برية شمال العراق

بعد تدخلاتها العسكرية في سوريا وليبيا، تواصل تركيا عربدتها في المنطقة بهجوم سافر على شمال العراق، وشنت طائرات حربية تركية سلسلة من الغارات على القرى والسلاسل الجبلية الحدودية الواقعة بالقرب من بلدة حاجي عمران التابعة لمحافظة أربيل في شمال العراق، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف لقوات الحرس الثوري الإيراني على المنطقة نفسها، وذلك بعد يوم واحد من اجتماع بين وزيري خارجية تركيا وإيران.

ووفقًا لشبكة "سكاي نيوز" أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم، انطلاق عملية مخلب النمر، في منطقة هفتانين، شمالي العراق، ضد عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، وذلك بعد ساعات من إدانة العراق لضربات جوية تركية حدثت قبل يومين ضد أهداف كردية على أراضيها، فيما توغلت قوات الاحتلال التركية، فجر اليوم، داخل أراضي إقليم كردستان العراقي قرب منطقة باطوفه الحدودية التابعة لبلدة زاخو في اقصى شمال محافظة دهوك، كما نفذ العدوان البري التركي قصف جوي ومدفعي مكثف طال 10 قرى حدودية في منطقة حفتنين قرب الشريط الجبلي الفاصل بين العراق وتركيا، الأمر الذي تسبب في نزوح عشر عائلات من القرى وإلحاق خسائر مادية بحقول المزارعين في تلك القرى.

وأكدت الوزارة أنّ العملية العسكرية المعروفة باسم "مخلب النسر" تسير بنجاح كما مخطط لها، كما أنها تستهدف مناطق اخرى لم يتم الكشف عنها، ولم ولم يتضح ما إذا كان الهجوم الأخير سيستهدف مدينة سنجار أم لا، بحسب التصريحات التركية التي تفيد بأنها أصبحت قاعدة جديدة لحزب العمال، مضيفة أنّ العملية تأتي بعد زيادة المضايقات ومحاولات شن هجمات في المواقع أو القواعد العسكرية بالقرب من المنطقة الحدودية.

وبحسب قناة "العربية"، قال مسؤول عسكري تركي إنّ العملية بدأت باستهداف وحدات المدفعية نحو 150 موقعًا مشتبهًا به لحزب العمال، أعقبه هجوم جوي شاركت فيه طائرات إف 16 وطائرات دون طيار ومروحيات هجومية، مصرحًا بأن بعض وحدات الكوماندوز عبرت الحدود برًا بينما تم نقل وحدات أخرى بالمروحيات ، وأكد أن القوات بدأت في دخول مخابئ حزب العمال الكردستاني في هفتانين.

وعلى خلفية القصف التركي الذي طال عددا من المناطق الواقعة شمالي العراق، استدعت وزارة الخارجية السفير التركي في العراق، فاتح يلدز، أمس، وسلمته مذكرة احتجاج تضمنت إدانة الحكومة العراقية لانتهاكات حرمة وسيادة الأراضي والأجواء العراقية، واعتبرت أنه مخالف للمواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي، فيما جددت العراق دعوتها إلى تركيا لوقف العمليات العسكرية الأحادية، وأعربت عن استعداد الحكومة العراقية التعاون المشترك في ضبط الأمن على الحدود بالشكل الذي يؤمن مصالح الجانبين، في حين تجاهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاج العراقي وأطلق أول عملية عسكرية برية في العراق ليوم آخر.

ووفقًا لبيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة القبرصية، دعا الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس إسبانيا، اليوم، لاتخاذ إجراءات حاسمة على مستوى الاتحاد الأوروبي للرد على الأعمال غير القانونية التي تقوم بها تركيا ضد بلاده وفي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا دعمه الشخصي ودعم حكومة اسبانيا وتضامنها مع القضية القبرصية

وبحسب صحيفة "مونت كارلو الدولية"، ذكر مسؤول بوزارة الدفاع الفرنسية، اليوم، أنه ينبغي لحلف شمال الأطلسي ألا يدفن رأسه في الرمال في ما يتعلق بتصرفات تركيا الأخيرة تجاه أعضائه، واتهم البحرية التركية بالتحرش بسفينة حربية فرنسية تنفذ مهمة للحلف، قائلًا "لقد مررنا بلحظات معقدة في الحلف، لكن لا يمكن أن نكون نعامة ولا يسعنا التظاهر بأنه لا مشكلة بخصوص تركيا في الحلف. يتعين علينا التعرف عليها والإفصاح عنها والتعامل معها".

وعن ذلك، قال المحلل السياسي العراقي، الدكتور وسام صباح، "إنّ العراق يمر بمرحلة صعبة خاصة بعد انتخابه لمصطفى الكاظمي رئيسًا للوزراء، لذلك تصر المليشيات التابعة لإيران وتركيا والتي تسمي نفسها باسم المقاومة على إحراج الكاظمي أمام المجتمع الدولي"، لافتًا إلى الصراعات السياسية الموجودة داخل الساحة والمتمثلة بالسبع كتل، مشيرًا إلى أنّ لها أجندات سياسية تؤتمر بأوامر خارجية، معتقدًا أنّ القصف التركي الإيراني حدث في هذا الوقت بالتحديد، في ضوء مساعي الكاظمي الرامية إلى إصلاح العلاقات العراقية مع إقليم كوردستان الذي يتمرد عن الحكومة المركزية ويسعى للانشقاق عنها.

وأوضح المحلل العراقي أن الحكومة المركزية طالبت، رئيس إقليم كردستان من قبل بطرد حزب العمال الكردستاني من العراق، نظرًا لما يفتعله من مشكلات، موضحًا أن الأمر يزيد من فجوة الخلاف بين الحكومتين هو أنّ كوردستان بها 10 منافذ للنفط، تعلم الحكومة المركزية عن 6 فقط منها، بينما يتم توريد النفط الموجود بالـ4 منافذ الأخرى إلى إسرائيل.

وعن العدوان التركي الإيراني المشترك على العراق وانضمام الجانبين في هذا الوقت، يرى صباح أن إيران لديها النية  للتصالح مع الشيطان  نفسه في سبيل زعزعة أمن المنطقة وطرد القوات الأمريكية الموجودة في العراق بل وفي الخليج، حتى تسيطر على المنطقة بأكملها، لكن الجهود الأمريكية تجهض تلك المساعي دائمًا، مشيرًا إلى دور إسرائيل غير المباشر في تلك العدوان باعتبارها المستفيد الأكبر من النفط العراقي الذي لاتسلمه مردستان للحكومة وتبيعه لها، لافتًا إلى أنّ الدليل على الوجود الإسرائيلي هو سهولة انتقال الأكراد إلى إسرائيل والزيارات والاجتماعات المتبادلة منذ سنوات.


مواضيع متعلقة