"زي النهاردة".. 11 عاما على إطلاق ناسا مستشكف القمر المداري

"زي النهاردة".. 11 عاما على إطلاق ناسا مستشكف القمر المداري
أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مستكشف القمر المداري "LRO" في مثل هذا اليوم 18 يونيو عام 2009 أي قبل 11 عاما، وهو مسبار فضائي أطلقته ناسا بصاروخ أطلس 5 من قاعدة كيب كانافيرال باتجاه القمر.
وكان يأمل خبراء ناسا، بحسب ما نشر، الحصول على معلومات بواسطة الـLRO التي قد تساعد على تحديد مواقع مناسبة للإنزال ولإقامة محطات استكشاف قمرية وبإجراء عمليات مسح لسطح القمر بتفصيل لم يسبق له مثيل مع اهتمام خاص بالمناطق القطبية غير المستكشفة نسبياً، أما المهمة الثانية، مسبار المراقبة واستشعار الحفر على سطح القمر (إلكروس)، فتتلخص في قصف سطح القمر بقذيفة قصد الحصول على شظايا وغبار للتأكد من إمكانية وجود ماء مجمد، كما ذكر أن المسبارين هما باكورة برنامج جديد يهدف إلى إعادة رواد فضاء إلى القمر بحلول عام 2020.
وتحدد الهدف من الاطلاق بأن تتولى بعثة استطلاع الفوهات البركانية القمرية وأقمار الاستشعار الصناعية غير المأهولة مهمة إطلاق الصاروخ على سطح القمر بسرعة تفوق مرتين سرعة إطلاقة الرصاص، على أن تقوم مركبة فضائية مرافقة بالدوران حول القمر لمدة عام بحثا عن مواقع لإنزال رواد فضاء فوقها، ورسم خريطة لسطح القمر تتضمن أدق تفاصيل لم يسبق مشاهدتها من قبل، وأن الغرض من هذه المهمة هو التحقق مما سيكشفه التفجير من آثار قد تدل على وجود مياه في سطح القمر.
ومن بين الاهداف أيضا، أن تقوم ناسا بتحليل السحابة الناجمة عن انفجار الصاروخ لالتقاط أي إمارة تدل على الماء أو البخار هناك، وتوقع العلماء أن يحدث الانفجار سحابة هائلة من الغبار والغاز وجليد الماء المتبخر قد يصل ارتفاعها إلى ستة أميال على الأقل بحيث يمكن رؤيتها من على الأرض، وإذا ما أثبتت التجربة نجاحا فإن ذلك قد يضمن توفير إمدادات حيوية للقاعدة المقترح إنشاؤها على سطح القمر.
والقمر في معظمه عبارة عن صحراء قاحلة، لكن الفوهات البركانية التي لا يصلها ضوء الشمس ربما تكون تحتجز جليدا، وقد ظل الاعتقاد السائد لأمد طويل لدى علماء الفلك أن الأمطار التي تهطل من المذنّبات هي التي ظلت تجلب المياه إلى سطح القمر القاحل المقفر عبر مليارات السنين، وبذلك تكون هذه المركبة أول سفينة فضاء أميركية تقوم برحلة إلى القمر منذ عام 1999.
وتعتبر هذه المهمة، الخطوة الأولى في خطة ناسا للعودة إلى القمر، ثم الذهاب للمريخ، ستستخدم المعلومات التي سيجمعها المسبارين ويرسلاها للأرض في بناء قاعدة على القمر. من بين المعلومات التي سيجمعها المسباران ويرسلاها لناسا على الأرض، درجات الحرارة في الليل والنهار، والخرائط، والألوان، والأشعة فوق البنفسجية وانعكاساتها.
ووصل مسبار الاستطلاع الأمريكي "ال ار أو" بنجاح إلى مدار القمر بعد رحلة استمرت أربعة أيام ونصف اليوم في الفضاء وخلال رحلته إلى القمر أجرى مهندسو الناسا تصحيحا لمسار المسبار لوضعه على الطريق المناسب للوصول إلى هدفه، ثم سيمضي المسباران حوالي عام كامل في مدار قطبي منخفض حول القمر، ثم يثبت في مدار على بعد 50 كيلومتراً من سطحه.
ونقلت محطة تلفزيون وكالة الفضاء الأميركية صورا حرارية لمواقع زرقاء اللون أكثر برودة وأخرى حمراء أكثر سخونة على سطح القمر، لكن لم تظهر أي ومضة واضحة عند ارتطام الصاروخين، ووضعت الكاميرات على متن مركبة فضائية تزن 891 كيلوغراما وخصصت لنقل صور مباشرة للارتطام الأساسي فيما كانت المركبة تخترق غبار البقايا المتناثرة، وتجمع البيانات الأساسية وترسلها إلى الأرض قبل أن تصطدم بدورها بسطح القمر، وأعلنت ناسا عن نجاح المهمة، واستطاعت الوكالة الحصول على المعلومات التي أرادتها من هذا التفجير.