موهبة متفردة وأعمال خالدة.. أفلام سينمائية صنعت أسطورة أحمد زكي

موهبة متفردة وأعمال خالدة.. أفلام سينمائية صنعت أسطورة أحمد زكي
- أحمد زكي
- أفلام أحمد زكي
- محمد رمضان
- البيه البواب
- أيام السادات
- أحمد زكي
- أفلام أحمد زكي
- محمد رمضان
- البيه البواب
- أيام السادات
لم يكن الفنان الراحل أحمد زكي ممثلا فقط، لكنه امتلك أسلوبا خاصا في الأداء التمثيلي جعله يتحول لأسطورة في الفن والأداء المصري والعربي، لتعدد الأدوار التي جسدها خلال مشواره الفني، من حيث التركيبة النفسية وخلفية كل شخصية وتاريخها، لكنه استطاع أن يقدمهم بشكل صادق وحقيقي يجعله من النادر أن تجد فنانا آخر مثله.
بعد نجاحه في مسرحية "مدرسة المشاغبين" بمشاركة أبناء جيله "عادل إمام ويونس شلبي وسعيد صالح"، اتجهت نظرات أحمد زكي إلى السينما وبالفعل قدم أدوارا صغيرة في عدد من الأفلام مثل "بدور، أبناء الصمت، صانع النجوم ووراء الشمس".
حتى جاء عام 1978 ليشارك أحمد زكي في فيلم "شفيقة ومتولي" أمام سعاد حسني، وكتب السيناريو والحوار له صلاح جاهين وإخراج علي بدرخان وإنتاج يوسف شاهين، وجسد زكي خلال أحداث هذا الفيلم شخصية "متولي" التي لفتت الأنظار تلتفت لبزوغ نجم جديد في عالم السينما.
وفي العام التالي كان موعد أحمد زكي مع السينما والدراما التلفزيونية ليؤكد موهبته، فقدم شخصية "كمال" في المسرحية الخالدة "العيال كبرت" كما قدم مسلسل "الأيام" والذي جسد من خلاله شخصية عميد الأدب العربي طه حسين، وحقق نجاحا كبيرا ليثبت بذلك موهبته الحقيقية ويحصل على النجاح الجماهيري.
ومع بداية فترة الثمانينيات ركز أحمد زكي في خطواته السينمائية بشكل كبير، وشارك في فيلم "إسكندرية ليه" للمخرج العالمي يوسف شاهين، "الباطنية" أمام نادية الجندي، وفي عام 1981 يبدأ مشواره مع صديقه المخرج محمد خان بفيلم "موعد على العشاء" أمام سعاد حسني وحسين فهمي، وفي نفس العام يتعاون مع المخرج الكبير رأفت الميهي في تقديم فيلم "عيون لا تنام" المأخوذ عن مسرحية لـ يوجين أونيل والتي شارك فيها الفنان الكبير فريد شوقي ومديحة كامل.
في نفس العام يعرض الفيلم السينمائي "طائر على الطريق" والذي جمع الثلاثي أحمد زكي، بشير الديك، محمد خان في تجربتهم السينمائية الثانية بعد "موعد على العشاء".
وخلال النصف الأول من الثمانينيات نجح أحمد زكي في تقديم العديد من الأدوار التي تعاون خلالها مع كبار المخرجين والنجوم، في بعض الروايات الأدبية الشهيرة مثل "الراقصة والطبال" كما تعاون مع عدد من المخرجين مثل خيري بشارة وأشرف فهمي.
ومع النصف الثاني من الثمانينيات يبدأ أحمد زكي مرحلة جديدة مع السينما الواقعية والتي يعتبر أحد روادها، فقدم عددا من الأفلام مع المخرج عاطف الطيب كانت بدايتها بفيلم "التخشيبة"، تأليف وحيد حامد والذي شاركته البطولة فيه الفنانة نبيلة عبيد.
وبدأ أحمد زكي بطولة الأفلام السينمائية المطلقة والتي حققت نجاحا جماهيريا مثل "شادر السمك، سعد اليتيم، الحب فوق هضبة الهرم، البرئ، البيه البواب"، وفي عام 1988 تعاون مع محمد خان وقدما واحدا من أهم أفلام "زكي" في مسيرته السينمائية والفنية بفيلم "زوجة رجل مهم"، وشاركه البطولة ميرفت أمين، وأهمية ذلك الفيلم تأتي من أنه أكد أنّ أحمد زكي فنان يستطيع أن يتلون ويؤدي الشخصيات كافة مهما كانت معقدة.
ومع بداية فترة التسعينيات قدم "زكي" أفلاما واقعية جسد خلالها شخصيات قريبة من الجمهور، وتعاون من خلالها مع عدد من المخرجين، فقدم "كابوريا" مع خيري بشارة، "مستر كاراتيه" مع محمد خان عن حياة الشباب وأحلامهم والطبقة المهمشة، كما قدم فيلم "البيضة والحجر" والذي ناقش من خلاله قضية الشعوذة والدجل، ومع المخرج الراحل عاطف الطيب قدم "ضد الحكومة، الهروب".
مع النصف الثاني من فترة التسعينيات يعود أحمد زكي لتقديم السيرة الذاتية والشخصيات التاريخية بعد أن قدمها من قبل في الدراما التلفزيونية، لكن تلك المرة بتجسيده شخصية الزعيم جمال عبدالناصر في فيلم "ناصر 56"، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري والنقاد، كما حافظ في تلك الفترة على تقديم الأفلام القريبة من الناس والشخصيات المصرية البسيطة، وأبرزها تقديمه لشخصية الشاب المطرب في فيلم "هيستريا".
ومع عام 2000 قدم "زكي" مع المخرج داوود عبدالسيد واحد من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية "أرض الخوف"، والذي قدم فلسفة صراع الإنسان مع نفسه في إطار الجريمة والأكشن، وفي عام 2001 جسد شخصية الرئيس الراحل أنور السادات في فيلم "أيام السادات" واللذي ظل أيقونه في مسيرته الفنية.
ودوما ما كان يراود أحمد زكي حلم أن يجسد شخصية المطرب الراحل عبدالحليم حافظ بفيلم سينمائي، وبالفعل قدمه في آخر أعماله السينمائية والذي لم يكمله فيلم "حليم" من إخراج شريف عرفة والذي عرض عام 2006 بعد أن استكمل تصويره نجله الفنان الراحل هيثم أحمد زكي.
ورحل عن عالمنا الفنان أحمد زكي في 27 مارس عام 2005 عن عمر ناهز 56 عاما بعد صراعه مع المرض جراء إصابته بسرطان الرئة، وبعدما قدم مشوارا فنيا مليء بالنجاحات والإنجازات.