محمود قدو.. قصة قاصر سوري اعتقله الجيش التركي أثناء بحثه عن لقمة عيش

محمود قدو.. قصة قاصر سوري اعتقله الجيش التركي أثناء بحثه عن لقمة عيش
"أقيم بمنطقة الشهباء شمال حلب، وضعي المادي كان سيء للغاية حيث إنني أنا المسؤول عن والدي ووالدتي، وقررت الذهاب إلى عفرين، ليتم القبض علي من قبل دورية شرطة عسكرية تركية كانت تمر في ساحة الحرية، واتهموني بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات ضد القوات التركية في الشمال السوري"، بهذه الكلمات بدأ الشاب السوري محمود قدو ترندة، رواية معاناته لـ"الوطن" عن الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال التركي بالشمال السوري.
محمود قاصر سوري من أسرة بسيطة لا ينتمي لأي فصيل سياسي في بلاده، ويبلغ 16 عاما، بسبب ضيق الحال قرر الذهاب إلى عفرين بالقرب من الحدود السورية – التركية، أملا أن يجد لقمة عيش سواء في سوريا أو بلد آخر، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ألقت الشرطة العسكرية التركية ضمن القوات المحتلة لشمال سوريا القبض عليه وأودعته في مدرسة التجارة الثانوية التي حولها الأتراك والمرتزقة إلى سجن لأهالي شمال سوريا.
قدو: ألقيت في حبس انفرادي لا أستطيع الجلوس داخله
ويقول محمود: "منذ الدقائق الأولى لاعتقالي تعمد الجنود الأتراك ضربي بمؤخرة السلاح على رأسي بعنف غير مسبوق، أتذكر وجوههم حتى الآن، كان عددهم يقرب من 15 جندي وضابط، وحين وصولي إلى المعتقل زجوا بي في حبس إنفرادي لا استطيع الجلوس داخله، نظرا لضيق مساحته".
ثمانية أشهر قضاها الشاب السوري داخل المعتقل مورست ضده جميع أنواع التعذيب، وتحديدا من شهر يوليو 2019 وحتي مارس 2020 وبالرغم من صراخه الدائم (أنا مدني معي الهوية ولا أنتمي لأي فصيل) كانت جرعة التعذيب تزداد يوما تلو الآخر.
قدو: علقوني لمدة 12 يوما بالسلاسل من قدمي
ويضيف: "الهدف من تعذيبي كان إرغامي على الإعتراف، لكن أنا كنت مصرا على أنني جئت لكي أعمل فقط، وقاموا بتعليقي لمدة 12 يوما بالسلاسل من قدمي، حتى وصلت إلى درجة فقدان البصر، ولمدة شهر ونصف قاموا بتعذيبي صعق بالكهرباء وصلبوني، وحرق خراطيم المياه على جسدي".
ويتابع: "وضعي الصحي سيء جدا حاليا، بسبب التعذيب والطعام الشحيح الذي كان يقدم لي كل فترة به شوائب وأتربة وخبز عفن، والمياه ملوثة، وأصبت بفقر الدم وإلتهاب بالأمعاء ومشاكل في فقرات الظهر، ورمد وضعف البصر".
أهلي دفعوا 4 ملايين ليرة سورية مقابل إخلاء سبيلي
يختتم الشاب السوري حديثه لـ"الوطن": "أهلي دفعوا 4 ملايين ليرة سورية مقابل إخلاء سبيلي، والدفع كان للمرتزقة بتعليمات وتحت إشراف جيش الاحتلال التركي".