مراقبو الثانوية العامة: التكليف واجب وطني.. ومشهد الاعتذارات غير مقبول

كتب: محمد سعيد الشماع

مراقبو الثانوية العامة: التكليف واجب وطني.. ومشهد الاعتذارات غير مقبول

مراقبو الثانوية العامة: التكليف واجب وطني.. ومشهد الاعتذارات غير مقبول

أبدى عدد من المعلمين المُكلفين بمراقبة لجان امتحانات الثانوية العامة، استيائهم الشديد من مشهد تدافع العشرات من المدرسين لتقديم الاعتذار عن التكليف بالعمل داخل لجان الامتحانات.

واتفق المعلمون على أن العمل باللجان سواء في المراقبة أو الكنترول أو تصحيح الأوراق واجب وطني، ولا يصح الهروب منه في ظل الظروف التي تمر بها الدولة حاليًا ومواجهتها لانتشار فيروس كورونا "كوفيد - 19".

"أشرف": دورنا في لجان الامتحانات لا يقل عند دور الاطباء في المستشفيات

أشرف الممتاز، 32 عامًا، مدرس لغة عربية، من محافظة المنيا ومقيم بالقاهرة، أوضح أنه لا يتفق مع الاعتذار عن تلك التكليفات، وأنه مهما كانت الظروف التي يمر بها المعلمون لكنهم يجب أن يقفوا جميعًا إلى جانب الدولة وطلاب الثانوية العامة خلال الفترة الحالية، قائلًا: "الاعتذار في الوقت الحالي هيأثر نفسيًا على الطلبة وعلى امتحاناتهم، وممكن يبقى فيه عجز في عدد المدرسين، وده واجب وطني ودورنا في امتحانات الثانوية العامة ميقلش حاجة عن دور الأطباء في المستشفيات".

وأكد "أشرف" أنه سيلتزم بكافة الاحتياطات والإجراءات الاحترازية، سواء باستعمال الكحول أو ارتداء الكمامة الطبية، مضيفًا: "الرأي الآخر من المدرسين شايفين إن المراقبة موضوع مش مُجزي ماديًا، وكمان خايفين على بيتهم وعيالهم بشكل كبير من الوباء اللي منتشر دلوقتي".

"مجدي": يجب أن نكون قدوة أمام الطلاب الصغار حتى يطمئنوا بشكل أكبر

ويتفق معه محمد مجدي، 26 عامًا، مدرس كيمياء، يسكن بمنطًقة السيدة زينب، قائلًا: "ده واجب وده شغلنا، ومسؤليتنا إننا نراقب الامتحانات، وإذا كان الطلاب نفسهم هينزلوا يمتحنوا في ظل الإجراءات الاحترازية مينفعش إحنا بقى نصدر المشهد ده، ونقول إننا كمان خايفين".

 وأكد أن المعلمين يجب أن يكونوا قدوة أمام طلاب الثانوية العامة الصغار، حتى يجعلهم يطمئنون بشكل أكبر في الظروف الصعبة التي يعيشها الجميع.

ويرى "مجدي" أن مشهد تدافع المعلمين من أجل تقديم الاعتذارات غير مقبول تمامًا، "مش معقولة خايفين من العدوى وواقفين بالشكل ده والتجمعات دي كلها"، موضحًا أن هناك فريقين من هؤلاء المعلمين، الأول لديه ظروف تمنعه من القيام بتكليفات الوزارة، والآخر خائف من انتشار العدوى بالفيروس، متابعًا: "بصراحة الوضع صعب وخطير، بس مينفعش أبدًا نهرب من مسؤليتنا تجاه الدولة والطلاب".

"عباس": لو كلنا اعتذرنا مين اللي هيراقب ويصحح الامتحانات

فيما أوضح أحمد عباس، 30 عامًا، مدرس لغة عربية، أن القيام لأعمال امتحانات الثانوية العامة تكليف من جانب وزارة التربية والتعليم للمعلمين، ولا يجب الاعتذار عنه نهائيًا إلا من كان يُعاني فعليًا من ظروف تعيقه عن العمل باللجان في تلك الفترة، قائلًا: "لو كلنا اعتذرنا مين اللي هيراقب ويصحح الامتحانات، وهجوم المعلمين بالشكل ده في تقديم الاعتذارات هيبقى مقلق جدًا بالنسبة للطالب اللي سنه صغير ومضغوط بسبب الامتحانات والمرض".

وأضاف مدرس اللغة العربية: "إذا كان الأطباء والممرضين اللي بيتعاملوا مع الحالات المصابة بشكل مباشر ما اعتذروش، إحنا اللي هنسيب شغلنا ومسؤليتنا بقى في الوقت ده"، مشيرًا إلى أن أي مواطن مُعرض للإصابة بفيروس كورونا بأي مكان وفي أي وقت، ولجان الامتحان ليست المكان الوحيد، بل على العكس تمامًا من الممكن أن تكون أكثر سلامًا نتيجة الإجراءات الاحترازية والوقائية بها. 


مواضيع متعلقة