في ذكرى رحيل شهدي عطية الـ60.. شعبان يوسف يروي قصة رواية "حارة أم الحسيني"

كتب: إلهام زيدان

في ذكرى رحيل شهدي عطية الـ60.. شعبان يوسف يروي قصة رواية "حارة أم الحسيني"

في ذكرى رحيل شهدي عطية الـ60.. شعبان يوسف يروي قصة رواية "حارة أم الحسيني"

تمر اليوم الاثنين، الذكرى الـ60 لرحيل السياسي المصري شهدي عطية الشافعي (1911-1960)، ويحتفي الناقد والمؤرخ شعبان يوسف، بهذه المناسبة، بالكشف عن جانب كان خافيا على البعض، عن شهدي عطية، فيما يخص الموهبة الأدبية.

يحكي الناقد، قصة بحثه وعثوره على رواية للسياسي الراحل تحمل عنوان "حارة أم الحسينى" قبل أن يدفع بها إلى النشر في المجلس الأعلى للثقافة، كما كشف شعبان، عن نيته في العمل على التراث الأدبي لشهدي عطية، وتقديمه للأجيال الجديدة.

وأضاف شعبان يوسف، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": فى عام 2009، كنت أيقنت أن شهدى عطية الشافعى، كان أديبا وكاتبا للقصة القصيرة، وناقدا أدبيا فى العقد الرابع من القرن العشرين، حيث نشر مقالات عن توفيق الحكيم و"هـ. ج. ويلز"، كما أنه نشر بعض قصصه فى مجلات ذلك الزمان، وفاز بالمركز الأول بجائزة مرموقة آنذاك، وكانت اللجنة التى منحته الجائزة تضم الدكتور طه حسين ومحمود تيمور وتوفيق الحكيم وآخرين من عمالقة ذلك الزمان.

وواصل "شعبان"، وقصة استشهاده ليست خافية على المثقفين ولا على الباحثين، أما جنوحه الأدبى، لم يكن معروفا إلا بين فئة ضيقة من المثقفين اليساريين، فكتبت مقالا عن قصصه القصيرة، ونشرته فى جريدة أخبار الأدب، ولكننى اكتشفت أن لشهدى رواية منشورة فى الصحف بدون اسمه عنوانها "حارة أم الحسينى"، ولم أكن أعرف أين نشرها، فذهبت للراحل الدكتور رفعت السعيد وسألته عن الرواية، فقال لى بأنه كان يملك مخطوطتها، ولكنه أرسلها إلى هولندا مع تراث ضخم للحركة الشيوعية، وهذا لكى لا تضيع هنا مثل وثائق كثيرة ومثيرة، وخاب أملى ومسعاى فى الحصول على الرواية.

وتابع: لكننى توجهت بالسؤال إلى عمنا صنع الله إبراهيم، الذى كان قريبا من شهدى، فقال لى بأنها نشرت فى جريدة المساء فى أوائل صدورها، لكنه لا يعرف التاريخ بالضبط، وكان هذا الخيط عظيما، وتوجهت إلى الشاعر يسرى حسان، وقلت له بأننى أريد الاطلاع على أرشيف جريدة المساء منذ صدورها فى 6 أكتوبر عام 1956، فقال لى: بسيطة.

ويستكمل شعبان يوسف: وذهبنا إلى مركز الدراسات بجريدة المساء، وكان يرأسه العزيز مؤمن الهباء، ورحب الرجل بالسماح لنا بالتعامل مع الأرشيف، بعد أن سددنا مبلغ 20 جنيها، دفعها يسرى حسان (جدعنة) ولم يقبل أن أردها له، وعندما جلسنا فى رواق الأرشيف، وبدأنا نتصفح الجريدة منذ صدورها، لم نستمر كثيرا فى البحث، حيث عثرنا على الكنز الرهيب، وياله من كنز، فالرواية نشرت دون اسم، لأن اسم شهدى كان ممنوعا من الكتابة، وجدير بالذكر أن مقالاته التى كان ينشرها فى الجريدة فى ذلك الوقت، كان يوقعها باسم (أحمد ناصر).

وأوضح: وكانت الرواية منشورة على عدة حلقات، برسوم الفنان النوبى العظيم حاكم، وتم تصوير الرواية بالرسومات، وكانت التكلفة (هدية من الأستاذ مؤمن الهباء)، فلم ندفع مليما واحدا فى التصوير النقى، وبالتالى كانت الرواية اكتشافا عظيما بالنسبة لى، ولا أبالغ لو قلت بأنها من أجمل ما قرات فى فن الرواية.

ويؤكد شعبان يوسف: أن الرواية المكتشفة لا تقل بأى شكل من الأشكال عن رواية (قنطرة الذى كفر)، فالروايتان كتبتا بالعامية المصرية، وشهدى الذى كان حاصلا على درجة الماجستير من جامعة مانشيستر فى الأدب الانجليزى كانت معرفته بالأساليب الأدبية الحديثة بالغة الرقى، وذلك قبل انخراطه فى العمل السياسى الثورى، فى عقد الأربعينات، وتزعمه للنضال العظيم (الرفيق سيف) فى تلك المرحلة.

وقاد انشقاقا واسعا هو ورفيقه أنور عبد الملك، احتجاجا على توغل القيادات اليهودية للحركة الشيوعية، وشارك فى الكتابة السياسية والفكرية فى تلك الحقبة، وأعد برنامجا مهما تحت عنوان (أهدافنا الوطنية)، وتم القبض عليه وحكم عليه بعشر سنوات، وخرج فى منتصف الخمسينات، وأسس مركزا للترجمة العلمية، وكتب كتابه المهم (تطور الحركة الوطنية المصرية منذ 1882 حتى1956)، وصدرت طبعة جديدة له من تقديمنا مؤخرا عن دار المحروسة.

وعن نشر الرواية قال: كانت فرحتى بالرواية بالغة للغاية، وبالتالى أعددت لها تقديما ودراسة، للكشف عن تراث شهدى الأدبى، وأعطيتها للعزيز حلمى النمنم الذى كان مشرفا على إدارة النشر بالمجلس الأعلى للثقافة، وتم نشر الرواية، وعقدنا فى مثل هذا اليوم 15 يونيو 2010 ندوة موسعة عن الرواية، حضرها الراحل العظيم د فخرى لبيب، والراحلان الدكتور أحمد القصير، والدكتور رفعت السعيد، كما حضرها لفيف من اليسار المصرى فى ذلك الوقت، وأبلغنا السيدة حنان ابنة شهدى بميعاد الندوة، فجاءت على نفقتها الخاصة من موسكو لحضور الندوة، وقالت كلمة مؤثرة للغاية ألهبت القاعة بتصفيق حاد.

ويختتم شعبان يوسف منشوره: وها هى ذكرى رحيله الـ60 تحل علينا، وفى القريب العاجل سوف أعد كافة أوراق الراحل الأدبية، حتى يتسنى للأجيال الجديدة أن يتعرفوا على أحد المناضلين الأشاوس، الذين أعطوا الحياة النضالية معنى وجوهرا عظيمين، حتى لو كانت أفكاره محل اختلاف، ذلك هو شهدى عطية الشافعى العظيم.


مواضيع متعلقة