هل توجد عدة سلالات من كورونا في مصر؟.. أطباء يجيبون

كتب: دينا عبدالخالق

هل توجد عدة سلالات من كورونا في مصر؟.. أطباء يجيبون

هل توجد عدة سلالات من كورونا في مصر؟.. أطباء يجيبون

منذ ديسمبر 2019، يسيطر على العالم بمفرده، بين الأخبار والأحداث والتطورات، ليتجاوز عدد ضحاياه 7 مليون فرد و400 ألف حالة وفاة بمختلف البلدان، بينما تبذل جميع الأطراف جهودا مضنية لوقف نزيف الفيروس الشرس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وخلال تلك الفترة كثفت المراكز البحثية تركيزها عليه، لترجح وجود عدة سلالات منه.

بين الدعم والتأييد، تعددت الدراسات بشأن سلالات كورونا، حيث إنه قبل يومين أكدت دراسة أمريكية علمية نقلها موقع"Medical news today"  وجود عدة سلالات لفيروس كورونا، حيث تسببت الطفرات الجينية في تغييرات متعدة حول مدى انتشارها وقوتها وأعراضها.

أكثر من سلالة بالعالم

في بداية مارس الماضي، ظهر لأول مرة الحديث عن سلالات جديدة لكورونا بالعالم، وفرض نفسه بقوة، حيث أكد علماء ما لا يقل عن ثماني سلالات من فيروس كورونا المستجد الآخذة في الانتشار حول العالم، بحسب موقع نيكستسترين Nextstrain الذي يرصد التسلسل الوراثي لكيفية انتقال الفيروس وانقسامه منذ رصده في بؤرة انتشاره بمقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر الماضي.

وبحسب موقع "نيكستسترين"، الذي يعتبر قاعدة بيانات مفتوحة لتطور وانتقال الفيروس جغرافيا، أكد الباحثون أن سلالة الفيروس قادرة على التحور والتغير كل 15 يوما، بينما أن طفرات التغير لفيروس كورونا المستجد محدودة جدا لدرجة أن السلالة الجديدة للفيروس ليست أكثر ضررا من سابقاتها.

وبعد شهر من ذلك ، رسم باحثو جامعة كامبريدج خريطة التاريخ الجيني للعدوى، من ديسمبر إلى مارس، ووجدوا 3 متغيرات متميزة، ولكنها وثيقة الصلة، وأظهر تحليل السلالات أن النوع A من الفيروس الأصلي الذي يُعتقد أنه قفز إلى البشر من الخفافيش، لم يكن الأكثر شيوعا في الصين، ولكنه الأكثر انتشارا في أستراليا والولايات المتحدة.

بينما ظهر في بؤرة الوباء بشكل أساسي النوع  B، الذي حقق انتشارا واسعا منذ عشية عيد الميلاد، المنتشر في المملكة المتحدة وسويسرا وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا، فضلا عن نوع آخر مميز هو  C، ينحدر من النوع  B، انتشر إلى أوروبا عبر سنغافورة.

وبعد أيام، اكتشف العلماء في الصين أكثر من 30 طفرة لفيروس كورونا الجديد، واعتبروا أن ذلك ربما يفسر جزئيا سبب كونه أكثر فتكا في أجزاء معينة من العالم.

وفي 9 مايو الماضي، أعلنت الإمارات رصد نوعين من سلالات فيروس كورونا بين المرضى، وذلك عقب تسجيل التسلسل الجيني الكامل لـ25 مريضا من حالات الإصابة الأولى في مستشفياتها.

وبعد تأكيد عدة دراسات بوجود تحورات جينية ظهرت بفيروس كورونا أدت لظهور سلالات جديدة بعضها أكثر عدوانية، أكدت دراسة أمريكية لجامعة جونز هوبكنز، أن الفيروسات في سعيها للبقاء تتطور بمرور الوقت وتخضع لتغييرات وراثية أو طفرات تنتج عند البعض العديد من الاختلافات، وعند البعض الآخر القليل فقط، ولحسن الحظ، لم يطور كورونا حتى الآن اختلافات كبيرة، كما زعمت الدراسات السابقة، وفق ما نقلت "العربية".

 

هل تؤثر السلالات على العلاج؟

أجاب الدكتور جون جبور، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، عن ذلك الأمر، قائلا إن اللقاح للفيروس يستغرق فترة طويلة بسبب سلالات كورونا، فضلا عن مدى الدقة التي يحتاجها الأمر، خلال مداخلة تليفونية ببرنامج "مساء dmc"، المذاع على فضائية "دي إم سي".

 

 كم سلالة في مصر؟

وتعليقا على ذلك، الدكتورة جيهان العسال، نائب رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، قالت إنه تم اكتشاف سلالتين من الفيروس في مصر حاليا، أظهرتها العينات التي تم دراستها من المرضى بالعزل بعد فحصها، لذلك يتم تحليلها لمعرفة كافة التفاصيل بشأنها، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف 3 سلالات رئيسية للفيروس بالعالم وكل منهم تحتوي على سلالات أخرى فرعية.

وأضافت العسال، لـ"الوطن"، أنه من المرجح خلال البحث أن يتم اكتشاف أكثر من سلالتين في مصر للكورونا، مشددة على أنه يتم حاليا بحث كافة التفاصيل بشأن السلالاتين لمعرفة الفرق بينهم على يد علماء الفيروسات، حيث إنه عادة تختلف سلالات الفيروس الواحد في صورة وشدة وطريقة ظهور المرض، وهو ما سيتم الإعلان عنه بعد انتهاء الدراسة بشكل وافي.

وأوضحت أن مرضى السلالتين يحصلون على البروتوكول العلاجي نفسه المتبع بوزارة الصحة والسكان، لافتة إلى أن اللقاح النهائي الذي يخضع لتجارب حاليا سيكون لكورونا بشكل عام.

 

أستاذ مناعة: الفيروس يشهد تحورات ولن تؤثر على اللقاح المنتظر

فيما يرى الدكتور أشرف عقبة، رئيس وحدة المناعة والحساسية بطب عين شمس، أن ما يشهده العالم هو تحورات مختلفة لفيروس كورونا وليس سلالات، حيث لا تغيير من طبيعة الفيروس نفسه.

وأردف عقبة أنه تم تسجيل أكثر من 11 تحور لكورونا حتى الآن بالعالم، ولكن لم يتم حسم ذلك الاختلاف بين مريض وآخر، من هلال تغييرات بالشكل أو الإصابات أو الأعراض أو قوة انتشار للفيروس، حيث يتفقون جميعهم في الأمر نفسه، وهو ما يخضع لدراسات دقيقة حتى الآن أيضا.

وذكر أن عدة دراسات علمية عالمية أفادت بأن كل تلك التحورات لن تؤثر على اللقاحات المزمع تحضيرها خاليا بالمعامل.

من جانبه، نفى الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية، ما تردد عن وجود أكثر من نوع كورونا في مصر، وذلك خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية سارة حازم في برنامج "اليوم"، المذاع عبر فضائية "dmc": "مفيش حاجة تثبت ده لحد دلوقتي ويمكن القصة دي جت من وجود حالات شديدة وبسيطة وشديدة جدا وده موجود من الأول".

وأشار تاج الدين إلى أن فيروس كورونا موجود بالفعل ومعروف منذ فترة وتسبب في السارس والالتهاب الرئوي الحاد عام 2004 وتسبب عام 2014 في متلازمة الشرق الأوسط، لافتًا إلى أن كوفيد 19 هو الموجود حاليًا.


مواضيع متعلقة