عمال النظافة يواجهون تراكمات القمامة ويتحدون مخاطر "كورونا"

عمال النظافة يواجهون تراكمات القمامة ويتحدون مخاطر "كورونا"
- هيئة النظافة
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد19
- covid 19
- هيئة النظافة
- فيروس كورونا المستجد
- كوفيد19
- covid 19
عمال النظافة جنود مجهولون يعملون فى صمت رغم مهامهم الشاقة فى الشوارع طوال ٢٤ ساعة، يتحملون كل تقلبات الجو ومتاعب ومخاطر العمل، يواصلون الليل بالنهار فى العمل لمواجهة تراكمات القمامة ورفع أطنان من المخلفات يومياً من الشوارع للحفاظ على المظهر الحضارى للعاصمة من أجل توفير بيئة نظيفة.
وأقصى طموحاتهم تقدير معنوى ومادى قدر المستطاع، ومعاونة المواطنين لهم لإنجاز أعمالهم على الوجه الأكمل.
ورغم دعوة «خليك بالبيت» لمكافحة كورونا يقفون كحائط صد فى الشوارع، رغم لهيب الصيف والنظرة الدونية التى تواجههم من بعض المواطنين وسلوكياتهم السلبية بإلقاء القمامة فى الشوارع.
والمعروف أن أغلب عمال النظافة بالقاهرة يأتون من الأقاليم ويعملون باليومية ويقعون فريسة سهلة بين مطرقة مورِّد العمالة «سمسار أنفار»، وسندان لقمة العيش، معظمهم بلا أى مظلة رسمية أو تأمينية تقيهم سوء الأقدار أو نوائب الزمن، كل سلاحهم فى الحياة هو مكنسة يعتمدون عليها لإزالة مخلفات الآخرين من الشوارع والكبارى والمحاور والأنفاق.
«الوطن»، قضت ساعات مع عمال النظافة فى الشوارع للتعرف على طبيعة العمل ومشكلاتهم.
قال مجدى الدسوقى، عامل نظافة: «أعمل منذ عام ٢٠١٤ فى فرع النظافة بالجمالية، ورغم تعرضنا للكثير من المخاطر والأمراض لا يوجد بدل عدوى، وأنا من المنوفية أدفع مواصلات يومياً ٢٣ جنيهاً يعنى ثلث راتبى يتم إهداره فى المواصلات».
"مجدى": لا نصرف بدل عدوى
وأضاف: «نعيش فى قلق ورعب فى ظل أزمة فيروس كورونا والخوف أن العدوى تصيب أحد عمال النظافة وينتشر المرض بيننا ونحن بلا حول ولا قوة وربنا يسترها علينا».
"حسين": "الزبالة" بؤرة أمراض
وأضاف أشرف حسين، عامل نظافة، ٤٠ سنة: «لدىّ ٣ أولاد وكنت أعمل فى الشركة الإيطالية قبل انتهاء تعاقد شركات النظافة الأجنبية بالقاهرة، والوضع اختلف تماماً حالياً، ففى فترة عملى بالشركة الأجنبية كانت لنا مزايا منها الحصول على أربعة أيام إجازة شهرياً بمقابل، أما حالياً أى يوم إجازة على حساب العامل، ومورِّد العمال يصرف لنا يومية ٧٠ جنيهاً فقط». مضيفاً أن «الزبالة بؤرة أمراض، ونتمنى الناس تساعدنا بعدم إلقاء القمامة فى الشوارع بشكل عشوائى».
"أشرف": تعرضت لإصابة فى وجهى
وتحدث أشرف سيد، سائق فى هيئة النظافة، عن تعرضه لإصابة فى وجهه، قائلاً: «سببها قيام أحد المواطنين بإلقاء كيس قمامة من إحدى البلكونات به زجاج مكسور وكانت النتيجة ٣ غرز فى الأنف، ونحن نعمل ٢٤ ساعة متواصلة فى تنظيف الشوارع فهى مسئوليتنا ونحن فى قلب الأمراض، وفى الوقت الذى يلتزم المواطنون بيوتهم نحن موجودون فى الشارع». واستطرد: «لدينا مشكلة مع هيئة النظافة فنحن أصحاب العقود الشاملة وحالياً الهيئة تريد تعديل العقود لتجدد سنوياً ما يعنى ضياع حقوقنا، وأنا من الوراق بالجيزة أدفع ٣٠ جنيهاً يومياً فى المواصلات ورواتبنا ضعيفة»
من جانبه، قال المهندس فرج محمود، مدير المنطقة الغربية بهيئة النظافة بالقاهرة، إنه «مسئول عن ٩ أحياء هى منشأة ناصر وحى وسط والوايلى والموسكى وعابدين وبولاق أبوالعلا وحى غرب القاهرة والزمالك وباب الشعرية، وعمال النظافة أبطال لا يقل دورهم وأهميتهم عن رجال الجيش الأبيض من الأطباء فى مواجهة جائحة كورونا، ونحن كما أطلق البعض علينا الجيش البرتقالى».
وأضاف أن عمال النظافة فى وقت الشدائد يظهر معدنهم الأصيل فهم مقسمون ٣ ورديات طوال ٢٤ ساعة فى الشوارع لخدمة المواطنين الأولى من ٧ صباحاً إلى ٣ عصراً، والثانية من ٣ عصراً لـ١١ مساء، والثالثة من ١١ مساء لـ٧ صباحاً، وكان عمال النظافة يلقون كل الدعم والمؤازرة من اللواء عادل أبوحديد رئيس هيئة النظافة بالقاهرة الذى وافته المنية منذ أيام قليلة جراء إصابته بفيروس كورونا.
وأشار «فرج» إلى وجود سلوكيات خاطئة بالشارع تؤدى إلى زيادة تراكمات القمامة وإلقاء المخلفات فى كل مكان، داعياً المواطنين إلى الحفاظ على عامل النظافة ومد يد العون له بعدم إلقاء القمامة فى الشوارع والالتزام بالأماكن المخصصة لها، مؤكداً أن عامل النظافة يأتى فى الصف الثانى بعد الجيش الأبيض الذى يواجه خطر كورونا.
وأكد أن عمال النظافة مطالبهم بسيطة لأنهم فى حاجة إلى من يحنو عليهم فهم أصحاب بيوت ولديهم مسئوليات وأجرهم لا يتساوى مع مجهودهم، وينتابهم شعور بالإحباط حينما يعاملهم بعض المواطنين بإهانة واستخفاف وينادونهم بكل تهكم وسخرية بـ«الزبال».
وحول مطالب العمال بصرف بدل العدوى، أوضح «فرج» أنه أحياناً يصاب العامل فى أوقات العمل، فمثلاً هناك من تخترق جسده سرنجة خلال جمع المخلفات وتنتقل له العدوى والفيروسات أو يصاب بحادث فى الطريق أثناء عمله أو يصاب بالفيروس، ورغم ذلك لا يوجد بدل عدوى لعامل النظافة، ونأمل من لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان ووزير التنمية المحلية نظرة إلى تلك النقطة فهى تعطى بارقة أمل لكل عامل شريف يسعى لخدمة بلده بأمانة وإخلاص، لافتاً إلى أن عامل النظافة يواجه المخاطر يومياً ولا يمر يوم دون وجود إصابات ويصل الأمر للوفاة فى صفوف العمال جراء حوادث الطرق الرئيسية أو من يسقط من أعمدة إنارة أو أثناء تهذيب شجرة.