في اليوم العالمي لمكافحتها.. "وهدان" عن موقف الإسلام من عمالة الأطفال: إثم عظيم

كتب: دينا عبدالخالق

في اليوم العالمي لمكافحتها.. "وهدان" عن موقف الإسلام من عمالة الأطفال: إثم عظيم

في اليوم العالمي لمكافحتها.. "وهدان" عن موقف الإسلام من عمالة الأطفال: إثم عظيم

12 يونيو من كل عام، يوما خصصه العالم لإحياء مناسبة مواجهة عمالة الأطفال، التي تعتبر من الأزمات التي تتصدى لها مختلف البلدان، حيث إن ذلك، ينتهك حقوق الإنسان الأساسية بالحق في الحياة الكريمة.

وقالت منظمة العمل الدولية، إن هناك 152 مليون طفل، تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، تعتبرهم "ضحايا عمالة الأطفال"، ويتعرضون لعمل غير مدفوع الأجر، وينخرط حوالي نصفهم، بما يعرف بالعمل الخطر، أي العمل في أنشطة خطرة أو في ظروف غير صحية، وهو الاتجاه الأكثر شيوعا في أفريقيا.

ويعتبر الالتزام العالمي بالقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025، هو جزء من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لذلك انخفضت الأرقام باستمرار، وفقا للمنظمات المختلفة التي تراقب عمالة الأطفال في العالم.

وفي هذا الصدد، أطلق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، نداء إلى مكافحة عمل الأطفال، مناشدا بـ"مكافحة الظاهرة التي تحرم الأطفال من طفولتهم وتهدد نموهم الكامل"، حيث أكد أن الجميع مسؤولون عن ذلك.

وطالب بابا الفاتيكان، "جميع المؤسسات لكي تبذل كل جهد ممكن من أجل حماية القاصرين، وسد الفجوات الاقتصادية والاجتماعية التي تقوم عليها هذه الديناميكية المشوهة التي وللأسف تطال الأطفال. الأطفال هم مستقبل الأسرة البشرية، وبالتالي تقع علينا جميعا مهمة تعزيز نموهم وصحتهم وسلامتهم".

وهدان: الإسلام منح الأطفال حقوقهم كاملة.. وأبناء السلف الصالح لم ينخرطوا في العمل

اتفق الإسلام بشدة أيضا مع تلك الدعوة، حيث أكد العالم الأزهري الدكتور محمد وهدان، أن الدين الحنيف ضد عمالة الأطفال، بل يعطي للطفل الحق في المعاملة الطيبة التي ترضي الله تعالى وأن يتمتع بطفولته، وألا يكلف بأي أعمال شاقة أو يستخدم في حالة الحرب مثلما تفعل بعض الجماعات المتشددة لأن الأطفال فلذات أكباد أبائهم.

وأضاف وهدان، لـ"الوطن"، أنه وفقا للإسلام، فإن الأطفال هم الذين سوف توكل إليهم أهمية الأمور بالمجتمع فيما بعد، لذلك اهتم الدين بالتربية الصحيحة، وأورد الله سبحانه في القرآن الكريم بوصية لقمان لولده، مشيرا إلى أن الرسول المصطفى كان يمر بالصبيان وهم يلعبون وهو ما يعني أن السلف الصالح لم ينخرط أولادهم بالعمل في سن صغيرة.

ووجه التحية لبابا الفاتيكان على هذه الدعوة الكريمة لتحريم عمالة الأطفال، مشيرا إلى أن الأديان السماوية جاءت برسالة واحدة وهي عبادة الله الواحد، وكل نبي جاء صالحا لزمانه لذلك فجميعهم ضد عمالة الأطفال، حيث إن الإسلام يدعم القيم وطهارة المجتمع والعيش في أمان ومن بينها عمالة الأطفال فالدين يحرص على الاهتمام بالأطفال طوال أيام العام وليس بيوم واحد فقط.

نصير: الرسول المصطفى اعتبر إهمال الأطفال إثم عظيم

وشاركته في الرأي نفسه، الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، مشددة على أن الطفولة لها حق الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتربية الكاملة للطفل طالما والديه يستطيعان ذلك، وفقا لقول الرسول الكريم "كفاك آثما أن تضيع من تعول" وفي رواية أخرى "من تقود".

وأردفت نصير أنه وفقا للحديث النبوي فإن المصطفى حذر إهمال الطفولة وعدم إعطائها التربية الصحيحة وحسن تنشأتها، حيث اعتبر أنه لا توجد مساحة لذنب أكبر كمن تجاوز إهمال الوالدين في تربية الأطفال في أشكاله المتعددة، ومنها عمالة الأطفال المنتشرة بالمناطق العشوائية، فهي ذنب عظيم.

وترى أنه يجب تقنينها من خلال التوجيه الديني والتربوي من قبل أصحاب الرأي والفكر في المساجد من الأئمة وعبر القنوات الفضائية، كبرنامج لتوجيه الأسر مهما كانت ظروفهم قليلة أو ضئيلة، لابد أن تكون الأولويات برعاية من هم في مسئولية الوالدين، بتوعية من الإعلام المرئي وخطاب المساجد يمكن توجيه الأباء الذين يستهونون بإهمال تربية الأولاد، وضياعهم لاحقا.


مواضيع متعلقة