بعدما شعر بقرب الموت وودع أسرته.. عاملة بمستشفى تنقذ حياة مريض كورونا

كتب: مصطفى الصبري

بعدما شعر بقرب الموت وودع أسرته.. عاملة بمستشفى تنقذ حياة مريض كورونا

بعدما شعر بقرب الموت وودع أسرته.. عاملة بمستشفى تنقذ حياة مريض كورونا

فترة صعبة عاشها رجل أمريكي أصيب بفيروس كورونا المستجد، وكانت حالته حرجة، إذ عزله الأطباء في غرفة بمستشفى الدكتور بي فيليبس في أورلاندو، وبدا أنه على وشك أن يخسر المعركة، ولكن بفضل عاملة في المستشفى، ليس بينهما سابق معرفة، اجتاز المحنة وانتصر.

في البداية، عندما وصل جيسون ديني إلى المستشفى بعدما أصيب بكورونا، ظن أنها النهاية، لدرجة أنه ودع عائلته واستدعى كاهن كاثوليكي لإدارة طقوس أخيرة عليه عبر موقع المكالمات FaceTime، لكن كوينتيروس، إحدى العاملات في المستشفى، حثت ديني على عدم فقدان الأمل، وأخبرته أن حياته في أيد أمينة "الأطباء والله"، وشجعته على مواصلة القتال، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويقول خبراء الرعاية الصحية، إن جائحة الفيروس التاجي أجبر المستشفيات على فرض قيود صارمة على الزوار ورجال الدين، لذا أصبح عمل أشخاص مثل كوينتيروس أكثر أهمية، فهم لا يحافظون فقط على نظافة الغرف من الجراثيم الضارة، إنما يحاولون أيضا تخفيف الحالة المزاجية للمرضى بالابتسامات أو النكات، والتشجيع عندما يفقد المرضى الأمل.

وهكذا اجتمعت مدبرة منزل من غواتيمالا وكولونيل متقاعد في غرفة مستشفى في فلوريدا، وببطء، بدأت كوينتيروس تتحول إلى سبب من أسباب شفاء ديني، إذ قال ديني في مقابلة أجريت معه مؤخراً "لا أعتقد أنها أدركت في ذلك الوقت ما كانت تفعله من أجلي، أنقذت حياتي".

مدبرة المنزل والعقيد المتقاعد

ولد ديني، البالغ من العمر 52 عامًا، في إنجلترا لأب أمريكي وأم اسكتلندية، وقضى حياته في الخدمة العسكرية، أما كوينتيروس، البالغة من العمر 33 عاما، فولدت في جنوب جواتيمالا، حيث كان والدها مزارعًا، وانتقلت إلى الولايات المتحدة منذ حوالي 15 عامًا، وهي متزوجة ولديها طفلان، وعملت في فندق منذ سنوات قبل انضمامها إلى طاقم المستشفى قبل 7 أشهر.

عندما بدأ مرضى كوفيد-19 يصلون إلى مستشفى دكتور فيليبس، أدركت ميليندا بلوملي، مديرة الكنيسة، أن موظفيها لن يتمكنوا من القيام بعملهم كالمعتاد، وجعلت المخاوف من العدوى من المستحيل إجراء محادثات وجها لوجه يمكن أن تساعد المرضى على معالجة العواطف الصعبة.

لذا لجأت بلوملي إلى مدبرات المنزل وغيرهم من الموظفين الذين يزورون غرف المرضى كل يوم، وقالت "دربناهم على الحديث مع المرضى، والآن لدينا مرضى يقولون إنه لولا المرأة التي تنظف غرفتي، لكنت ميتا".

في البداية، تحدث كل من كوينتيروس وديني عن الطقس، وهي محادثة صغيرة لإبعاده عن المعاناة، وقال ديني، إنه كان يعاني من ألم لا يوصف، لذا من الجميل التحدث عن شيء آخر غير مرضي، سئمت وتعبت من الحالة السيئة التي كنت فيها".

تحول الأمر بسرعة وأصبح ديني ينتظر زيارات كوينتيروس القصيرة كل صباح أثناء تنظيف غرفته، وقال "لم تكن خائفة من أن تكون قريبة مني".

بعد أيام قليلة بدأوا يتحدثون عن مواضيع أكثر جدية، مثل أطفالهم وإيمانهم، فلدى كوينتيروس طفلان، وديني لديه 3، بما في ذلك ابنه تبلغ من العمر 16 عامًا أصيب أيضًا بفيروس كورونا.

وتابع ديني "اعتقدت أنني مذنب جدا بسبب إصابة ابني بكوفيد-19"، وذلك لأنه ظن أنه ربما يكون قد نقل المرض إليه.

وذكرت كوينتيروس أنها لاحظت خوف ديني وشعوره بالذنب على الفور "شعرت بالسوء تجاهه، وأردت التأكد من أنه يعلم أنه ليس وحده".

وعلى الرغم من أن اللغة الإنجليزية ليست لغتها الأولى، إلا أن كوينتيروس قالت إنها وديني تفاهما بسرعة لمدة 6 أيام، وأصبحت شعاع ضوء في ظلامه الخانق، ولفتت إلى أن "عندما تعامل مريض برأفة وحب، فإن اللغة ليست عائقًا".


مواضيع متعلقة