أستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية: علاجات "كورونا" ستكون متاحة الخريف المقبل

كتب: كريم رومانى

أستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية: علاجات "كورونا" ستكون متاحة الخريف المقبل

أستاذ بجامعة كارولينا الجنوبية: علاجات "كورونا" ستكون متاحة الخريف المقبل

أكد الدكتور فيصل رضوان، أستاذ التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية، بالجامعة الطبية بولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن تعافى الصين من فيروس كورونا المستجد لا يعنى توصلها لعلاج خفى عن العالم كله.

بداية.. ما حقيقة المعلومات المتواترة حول التوصل إلى علاجات لفيروس كورونا؟

- هذه المعلومات تم نشرها دون أدنى تحقيق بحثى مُنضبط بمعايير المراجعة المهنية، أو إثبات تدعمه التجارب المؤكدة، وحتى الآن ليس هناك علاج مؤكد ثبتت فاعليته لعلاج فيروس كورونا، وبالنسبة للموقف فى مصر فإن الحكومة حرصت على تقديم الدعم الكامل للأطباء، وتوفير المستلزمات الطبية الكافية للمواطنين، وهو ما يمكنها من عبور الأزمة.

وماذا عن دراساتكم البحثية فى الجامعة الطبية حول طبيعة الفيروس؟

- ندرس فى معاملنا بالجامعة الطبية ومعامل الكيمياء والبيولوجيا الجزيئية بوكالة علوم المحيطات (NOAA)، الفروق العرقية الموروثة بيننا كبشر، التى نشأت عنها اختلافات تركيبية بسيطة ولكن مؤثرة للأجسام المضادة لمكافحة الميكروبات والخلايا السرطانية داخل الجسم البشرى، وربما يمكننا معرفة الاختلافات الفردية، أو ربما العرقية لاستجابة الجسم مناعياً عند الإصابة بالفيروس، ولمعاملنا خبرة كبيرة ودراسات سابقة على فيروسات الهربس البشرى HCMV الشائع سهل العدوى، ولدينا دراسة بالتعاون مع فرق بحثية كبيرة، تركز بشكل كبير على العوامل الكيميائية المساعدة التى جعلت من فيروس كورونا أكثر التصاقاً ونفوذاً إلى الخلايا المستضيفة.

وكيف تعافت الصين من الفيروس؟

- ربما تأخرت الصين فى الإعلان عن وجود المرض قليلاً، ولكن حينما خرج الأمر عن السيطرة اتخذت إجراءات صارمة فى عزل المدن بشكل كامل وتتبع المصابين وبناء مستشفيات ضخمة للحجر الجبرى والكشف السريع عن الإصابة، وسيطر الصينيون على الفيروس بشكل كبير أينما وجد، دون أدنى اعتبار للحريات الشخصية، كما نراها فى الدول الغربية، كما وفرت الصين وسائل الحماية والفحص السريع والتوعية، وكذلك القانون الصارم، ولا صحة لتوصلها لعلاج خفى لا يعرف العالم عنه شيئاً، لأن إنتاج العلاج يتم وفق معايير وضوابط علمية دولية، وأغلب الأبحاث والاختراعات، ومنها ما هو فى الصين، يتم الإعلان عنها لغرض فحص مصداقيتها وتجريبها بشفافية.

إلى أى مدى تم إجراء تجارب سريرية على نتائج الأبحاث؟

- هناك علاجات سابقة كثيرة تمت تجربتها على مرضى بالفعل، ولكن وجد أن نتائجها باهتة وغير مؤكدة، وتسببت فى الوفاة، وذلك نتيجة لتدخل عوامل كثيرة أخرى فى الشفاء أو تدهور الحالة، أما عن التجارب السريرية للعلاجات المكتشفة لكورونا فهى شاقة، حيث يتطلب إعطاؤها لمتطوعين أغلبهم من الناس الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ثم إذا تمت إصابتهم وأصبحوا إيجابيين كيف لهذا العلاج التمكن من حمايتهم من الدخول فى الحالة الحرجة وشفائهم، فالتجارب السريرية تتطلب وقتاً كبيراً، هناك أكثر من علاج حالى فى مراحل متأخرة من التجارب وقد يكون متاحاً للتصنيع خلال الخريف المقبل.

وكيف يتم العلاج ببلازما الدم؟

- يقوم الجسم بالتعرف على الغلاف الخارجى للفيروس أثناء وجوده بالجسم وتخليق أجسام مضادة بالدم تلتصق بجسيمات الفيروس وتمنعه من مواصلة العدوى، وعليه فإن المريض يتم شفاؤه تماماً، ونقول حينئذ «إن جسم هذا الشخص قد اكتسب مناعة ضد كورونا»، ووجود نسبة من هذه الأجسام المضادة فى الدم لمدة ما قد تحمى من ظهور أى أعراض إصابة، ووجد أن فصل بلازما دم من متطوعين تم شفاؤهم من كورونا وإعطاءه لمرضى فى حالات حرجة سبب تجاوباً وشفاء بشكل معنوى، وصعوبة هذا النهج فى العلاج تكمن فى قلة المتبرعين الأصحاء وكذلك صعوبة احتياطات الأمان، والحل الأمثل هو تخليق أجسام مضادة صناعياً، ملائمة للفيروس باستخدام الهندسة الوراثية، وقد تم بالفعل والآن تجرى تجارب سريرية متقدمة على بعض منها.

وماذا عن إنتاج لقاحات لمواجهة الفيروس؟

- اللقاح هو خليط من جسيمات الفيروس يتم تثبيطها حتى لا تكون لها القدرة على إحداث المرض، أو حتى أجزاء من غلاف الفيروس الخارجى يتم حقنها مع منشطات مناعية أخرى تحت جلد المتطوعين، وبذلك يتم استفزاز الجهاز المناعى لتكوين أجسام مضادة تماثل تلك التى تتكون فى الأشخاص أثناء إصابتهم وشفائهم بشكل طبيعى، وتجرى حالياً التجارب السريرية على أكثر من لقاح محتمل، وربما يكون متاحاً أوائل السنة القادمة.


مواضيع متعلقة