صور.. "مركز الوعي البيئي".. هنا تتحول المخلفات إلى "ذهب"

صور.. "مركز الوعي البيئي".. هنا تتحول المخلفات إلى "ذهب"
- البيئة
- الوعي البيئي
- الحفاظ على البيئة
- النباتات الطبية والعطرية
- تدوير المخلفات
- دودة الكومبوست
- البيئة
- الوعي البيئي
- الحفاظ على البيئة
- النباتات الطبية والعطرية
- تدوير المخلفات
- دودة الكومبوست
في حي حدائق القبة الذي تتصدره الآن الأبراج الشاهقة التي صعدت على أنقاض "فيلاته" القديمة الأنيقة وحدائقها العامرة، وبقايا الحقول التي كانت قائمة حتى أوائل الثمانينات، وتحديدا بأحد الشوارع المتفرعة من شارع مصر والسودان، يقع "مركز الوعي البيئي" التابع لجمعية "ازرع شجرة" الأهلية، حيث يعزف القائمون على الجمعية والمركز هناك لحنا مختلفا تماما عن ألحان المدينة الصاخبة والقاسية.
على مساحة نحو فدان كان قبل أعوام قليلة أكبر مقلب للقمامة ومخلفات الهدم بحدائق القبة، يقع الآن المركز الذي قرر عدد من المهتمين بالبيئة تحويله إلى رئة للمنطقة، ونموذج للتنمية المستدامة والاستغلال الأمثل للموارد، حيث أصبح يضم مركزا لإعادة تدوير المخلفات وتحويلها إلى سماد عضوي من أفضل أنواع الأسمدة، ومزرعة للنباتات الطبية والعطرية، ومشتل للنباتات النادرة، ومزرعة سمكية، ومنحل.. إلخ، ثم، وهو الأهم، مركزا تعليميا وتدريبيا للأطفال وأهالي المنطقة والمناطق المجاورة.
داخل المركز الذي تحول لما يشبه الواحة في منطقة حدائق القبة التي حاصرها الزحام والتلوث، بدأ نبيل محروس، رئيس مجلس إدارة جمعية ازرع شجرة ومدير المركز، يحكي عن البدايات الأولى للفكرة، عندما كان في زيارة لجمعية سنابل الخيرية التابع لها الأرض والمهتمة بالخدمات الصحية، وعرض على مجلس الإدارة تأجير الأرض وتحويلها من مقلب ضخم للقمامة يضم مخلفات الجمعية والمنطقة المحيطة إلى مركز للوعي البيئي، وكان هناك ترحيبا إلى الدرجة التي قيل له فيها "لو هتنضفوها خدوها من غير إيجار".
كانت الفكرة الرئيسية التي تُحرك رئيس مجلس إدارة جمعية ازرع شجرة، الذي لم يفارقه حب البيئة والطبيعة منذ صغره وخلال تدرجه في وزارة التعليم حتى أصبح مدير مدرسة ثم عمله في المكتب الفني لوزير التربية التعليم، هي: "علاج الفجوة الكبيرة بين التعليم الورقي الذي يتحدث عن الحفاظ على البيئة والشجرة، وبين التطبيق على أرض الواقع والأطفال اللي بيقطعوا الشجر، ويسيئوا للبيئة ويحرقوا الزبالة"، وإدراكه أن هذه المفاهيم لايمكن إيصالها للأطفال بالكلام المجرد، ولابد من وجود مكان نشرح فيه هذه الأفكار عمليا، ونربطه بالزيارات البيئية للمدارس".
هكذا بدأ العمل على قدم وساق من جانب مجموعة من المتطوعين المهتمين بالبيئة، على مدار ثلاثة أشهر من العمل المتواصل بداية من أول مارس 2016، وهي الفترة الي يقول عنها "محروس": "كنا فريقا من حوالي 40 شخصا، منهم قيادات في وزارة التعليم وأماكن كتيرة، ومجانين بفكرة البيئة، وكلنا مقاتلين على فكرة إننا نغير ونطور وننضف ونعمل حاجة حلوة للبلد، كنا بنيجي من الساعة 8 صباحا لـ6 مساء، لمدة 3 شهور متواصلين، طلعنا فيهم 140 كونتينر زبالة، ويوم 1 يونيو 2016، إدينا تمام لبعض إن المكان جاهز للافتتاح وبالفعل افتتحناه".
ومع التحديات الكثيرة التي قابلوها، أخذت تتداعى الأفكار تباعا: "وإحنا بنشيل الزبالة وبنرفع مخلفات المكان جات لنا فكرة إعادة تدوير المخلفات واستغلالها، ولقينا خشب عملنا منه تكعيبة عنب، وحديد عملنا بيه استاندات التكعيبة، وإطارات سيارات قطعناها نصين وزرعنا فيها، وكذلك زجاجات المياه البلاستيكية، وتم استخدامها لعمل حوائط خضراء في الأماكن التي لاتوجد بها مساحات للزراعة، وهكذا كان أول تحدي يقابلنا في المكان هو أول محطة لينا، وعملنا محطة إعادة تدوير أو استثمار المخلفات العادية من إطارات السيارات، والبلاستيك، والكارتون".
ولم يخل الأمر طبعا من مزيد من التحديات، حسبما يروي محروس: "بعد أن تم تنظيف المكان من المخلفات، احلو في عين اللي مأجرينه لنا، وبعد ما كان ببلاش، لقينا ناس جايه تقيسه وقالوا بنشوف المكان يستوعب كام عربية تركن، عشان يتعمل جراج، ثم بعد ذلك فرضوا إيجار شهري 12 ألف جنيه للمكان، وهو الأمر الذي كان يصعب الوفاء به بالنسبة لأصحاب المبادرة الوليدة الذين دفعوا من مدخراتهم الشخصية من أجل تحقيق حلمهم، في ظل عدم وجود مصادر تمويل أخرى داخلية أو خارجية، وبعد مفاوضات قلت لهم فيها اعتبروا إننا عملنا لكم جنينة، وإننا جناينية في المكان، اقتصر الإيجار على 3 آلاف جنيه شهريا".
فرض هذا التحدي على أصحاب المبادرة تحويل فكرتهم إلى جمعية أهلية باسم "مؤسسة ازرع شجرة للتنمية الاجتماعية"، المشهرة برقم 10/475، لتكون مظلة رسمية لحماية مبادرتهم، فضلا عن محاولة استثمار المكان لتغطية الإيجار وغيره من المصاريف الضرورية، "جاءت فكرة زراعة النباتات الطبية والعطرية عالية القيمة ومحاولة نشرها وبيعها بنصف الثمن، ومعها شجرة المورينجا ذات الفوائد العديدة، وبعدها جاءت فكرة عمل منحل ليتغذى على رحيق زهور هذه النباتات، وينتج من المكان الذي كان أكبر مقلب زبالة بالحدائق أحد أفضل وأجود أنواع العسل عالميا، وغيرها من المشاريع الإنتاجية التي تشمل تربية طيور وماعز".
يتذكر رئيس مجلس إدارة "ازرع شجرة" هذا التاريخ بينما يمر بجوار المنطقة المخصصة للنباتات الطبية والعطرية، مستعرضا أنواعها بداية من نبات "الاستيفيا" الذي تُستخدم أوراقه في التحلية كبديل صحي للسكر، مرورا بالزعتر، والروزماري، والريحان، والعطر، وكف مريم، والغار الذي يُنتج ما يعرف بـ"ورق اللورا" الشائع استخدامه في الطعام، وهي النباتات التي قرأ الكثير عن فوائدها الصحية.
ولم تتوقف ثروات مركز الوعي البيئي من النباتات النافعة عند هذا الحد، وفي كل بقعة، كان مدير المركز يتوقف ليشير لواحدة منها، ومنها شجرة "الدراجون فروت" أو فاكهة التنين، التي تشبه التين الشوكي، وتنتج فاكهة تباع الثمرة الواحدة منها في "الهايبر ماركت" بـ 160 جنيها، وشجرة الجتروفا التي تنتج ثمرة 47% من وزنها زيت من المقرر أن ينتج منه وقود للطيارات صديق للبيئة بداية من العام الجاري، وهو ما يعني أننا نزرع بترولنا.
بعدها بقليل، توقف رئيس مجلس إدارة "ازرع شجرة" طويلا، أمام شجرة مورينجا، مشيرا إلى أنها أول شجرة يتم زراعتها بالمركز، حيث كانت شتلة صغيرة والآن أصبح طولها 14 مترا، وهي شجرة متعددة الاستخدامات وذات فوائد كبيرة نظرا لغناها بمضادات الأكسدة، ويعتبر العسل المنتج من زهورها من أفضل أنواع العسل، ويمكن منها تصنيع 24 منتجا، حيث تستخدم أوراقها، على سبيل المثال، كمشروب مغذي أو تؤكل كالملوخية والسبانخ، ويمكن إنتاج زيت من بذورها، هذا فضلا عن قدرتها على تنقية المياه، ويمكن أن يصل عائد الفدان الواحد منها لنحو 350 ألف جنيه سنويا، حسب دراسات الجدوى المتوافرة عنها.
بالقرب من هذه النباتات، كان المنحل الذي يضم نحو 10 خلايا، وينتج عسلا من خلاصة فوائدها، والذي يعتبر، حسبما يضيف محروس، نموذجا مثاليا "لتعليم زوار المركز من تلاميذ المدارس، أن أي نجاح لأي مجتمع يأتي من خلال العمل الجماعي، وأن لغة الأنا تقضي على من يتبناها، ومن أفضل النماذج على فكرة العمل الجماعي، هي خلية النحل التي تعمل في جماعة، والملكة فيها هي المايسترو، وكيفية توزيع المهام والأدوار داخل الخلية".
وإلى جانب المنحل، كانت هناك مزرعة سمكية صغيرة تحوي أسماك القراميط، وكانت تطفو عليها نباتات "الإيزولا" الخضراء التي يتغذى عليها السمك ويمكن أن تدخل مكونا في عديد من أعلاف الحيوانات الأخرى ومنها البط، حيث تم تأسيس مزرعة صغيرة للبط بالفعل لتتغذى عليه، ومن هذه المزرعة يتم أخذ المياه الغنية بالأمونيا التي تتخلف عن الأسماك لري النباتات، حيث تعتبر سمادا طبيعيا بديلا للسماد الكيماوي.
وقد قادت فكرة زراعة النباتات الطبية والعطرية وغيرها من الثروات النباتية لمركز الوعي البيئي، والرغبة في عدم إفساد فوائدها بتسميدها بالأسمدة الكيمياوية، إلى فكرة إنتاج السماد العضوي داخل المركز من خلال إعادة تدوير المخلفات العضوية التي تمثل مشكلة لسكان المنطقة بالخارج ولمصر كلها تقريبا: "قلنا لو سمدنا بنترات ويوريا وسوبر فوسفات يبقى إحنا قضينا على الفكرة، وبالتالي ابتدينا نشتغل على إننا نسمد عضوي، ومن هنا جاء الجزء الخاص بإعادة تدوير المخلفات العضوية".
كانت البداية: "باستخدام المخلفات الحيوانية التي تمثل مشكلة بيئية وصحية كبيرة في فترة الأضاحي، حيث أصبحنا نجمعها في حفرة كبيرة، ونغطيها بالمولاس والخميرة البيرة لتتحلل في ساعات وتضيع رائحتها الكريهة، وينتج عنها سماد عالي الجودة، وإلى جانب ذلك كان يتم جمع ورق الشجر وفرمه لعمل كمبوست نباتي، أما الجزء الثالث والذي ما زال غير معروفا بالدرجة الكافية في مصر، فهو استخدام أنواع معينة من دودة الأرض تشمل "الريدبيلجر" أو "التايجر" أو "الزاحف الأفريقي"، والتي تم استيرادها من الخارج وتتغذى على المخلفات العضوية وتحولها لسماد، يسمى بالفيرمي كومبوست ويعرف عالميا باسم "الذهب الأسود".
يوضح "محروس" أن بإمكان هذا الدود الذي استورده عام 2016 بسعر 6 آلاف جنيه للكيلو، تحويل كل 2 طن مخلفات إلى طن سماد، عبارة عن مسحوق يشبه "شاي الخرز"، ويسمى في العالم بالذهب الأسود، أو "الفيرمي كومبوست"، يمكن أن يباع الكيلو منه بـ20 جنيها للكميات الصغيرة، ويصل سعر الطن منه إلى 10 آلاف جنيه، هذا فضلا عن أن الدود نفسه يتكاثر ويمكن أن يتحول كيلو الدود الذي يتراوح سعره الآن بين 700 إلى 1000 جنيه، إلى 4 كيلو بعد شهرين، بما يجعله مشروعا مربحا للشباب فضلا عن فوائده البيئية العظيمة".
وهو ينطلق من هذه الحقائق، قائلا: "في الوقت اللي الناس بره بتشتكي من الزبالة، وتعتبر مشكلة يأن منها رؤساء الأحياء والأجهزة التنفيذية للدولة، أنا بقول دي مشكلة فكر، والواقع بيقول إننا لو عملنا مكمورة كبيرة في مكان ووضعنا فيها المخلفات العضوية وسيبنا عليها كميات من الدود، هتتحول المخلفات دي إلى ذهب أسود، وبذلك ابتدينا الفكرة اللي الدول الأوروبية سبقانا فيها بـ 44 سنة، وسمدنا كل الحاجات اللي عندنا بالسماد اللي بننتجه بدون أي تدخل من سماد آخر كيماوي".
ويتحدث محروس عن مزايا "الذهب الأسود"، مشيرا إلى قدرته على قتل الآفات مباشرة أو مساعدة النبات على مقاومتها، بما في ذلك قدرته على القضاء على أحد الأمراض الخطيرة التي تُصيب التربة المصرية، والمعروف باسم "النماتودا"، الذي يصيب جذور النباتات بالتعفن، هذا فضلا طبعا عن قدرته الفائقة على مضاعفة نمو النبات عدة مرات عن حجمه المعتاد، وزيادة إنتاجيته من الثمار.
وخلال جولة بالمركز، أخذ رئيس مجلس إدارة "ازرع شجرة" يشير لشواهد واقعية أكثر على قدرة هذا السماد الفائقة، منها عود قصب ضخم قطره يصل إلى نحو 3 أضعاف قطر عود القصب العادي وطوله يصل إلى 8 أمتار، وتتفرع من قمته نحو 8 عيدان أخرى، وتخرج من الجورة المزروع بها نحو 35 خلفة، بعد أن تم تسميده بما يقل عن ربع كيلو من هذا السماد، وتتكرر النماذج داخل المركز ومنها الريحان الذي تصل أبعاده لنحو 3 متر طول في عرض 4 متر، والمانجو الذي يخرج من عنقود واحد منها نحو 7 ثمار.
ويؤكد أحمد قنديل، صاحب مشتل وأحد أصدقاء بيت الوعي البيئي، أنه تمكن بالفعل باستعماله لـ"الفيرمي كومبوست" من الاستغناء عن نحو 70% من الأسمدة الكيماوية التقليدية، مشيرا إلى أن النتائج التي يحققها في الإنتاجية أفضل من الأسمدة الكيماوية، هذا فضلا عن أنه لايتسبب في الأضرار الصحية المعروفة التي تنتج عن هذه الأسمدة ومنها السرطانات والفشل الكلوي، ما جعل أوروبا كلها تستعمله الآن في الزراعات العضوية، حسب تأكيده.
هذه الرحلة البيئية الغنية، يشرحها بشكل مبسط للأطفال، رمضان عبدالعزيز، مسئول العلاقات العامة في مؤسسة ازرع شجرة، الذي يسكن بالقرب من المركز وسبق وألقى مخلفات هدم من شقته في المكان وقت أن كان مقلبا للقمامة، وكان من أول الملبين لدعوة إزالة القمامة منه وتطويره على هذا النحو، وهو ما يقول عنه: "كنت سعيدا وأنا بشوف المكان وهو حاجة تانية، ورئة لسكان المنطقة".
يشرح "عبدالعزيز" للأطفال أهمية النباتات وكيفية المحافظة على البيئة، من خلال المحطات المختلفة التي يشتمل عليها المركز، وهي مهمة يدرك أهميتها، لأن: "الطفل في المدارس الحكومية مظلوم وبياخد الشرح ورقي وليس عملي، ومفيش مدرسة فيها مشتل أو صوبة، ومدرس المجال الزراعي يكاد يكون مش موجود، ولما بييجي هنا ونقوله انت هتزرع زرعة بإيدك، وتاخدها معاك، ويعرف الزرع ده فايدته إيه، وإنه بيمدنا بالأكسجين ويمتص ثاني أكسيد الكربون، فالطفل بيتقبل ذلك، وبيكون في قمة سعادته وهو مغادر المركز وواخد الزرعة اللي عملها بإيده، والمعلومات اللي بنقولها بتترسخ في ذهنه مدى الحياة، وبيحكي الحكاية اللي سمعها وشافها معانا لأهله في البيت وزمايله وأصحابه".
ومن تعليم الأطفال إلى تدريب الشباب والكبار على المشاريع التنموية، انتقل اهتمام "مركز الوعي البيئي"، بعد أن لاحظ رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي تدير المركز، نبيل محروس، أن مساعدات المؤسسات الخيرية للناس منحصرة تقريبا في توزيع البطاطين أو الكراتين، وهي أشياء من وجهة نظره تساعد الناس على التراخي والتكاسل: "قلنا بدل ما ندي الناس سمكة نعلمهم الصيد، ومشاريع تنموية حقيقة لها مردود على الشخص والبيئة".
وتشتمل التدريبات التي يقدمها المركز، بحسب محروس، على "زراعة النباتات الطبية والعطرية، أو تأسيس وإدارة المناحل أو صناعة الفيرمي الكومبوست، هذا فضلا عن تمكين المرأة، بمشروعات بيئية تدر عائدا عليها، مثل عمل مشروع صغير في بلكونتها أو السطح أو المنور لزراعة النباتات الطبية والعطرية واستخدامها في غذاء الأسرة، والعمل في إعادة تدوير المخلفات العضوية وتحويلها لسماد عضوي".
ويضيف: "دربنا حوالي 400 سيدة مجانا على إعادة تدوير المخلفات والزراعة، وكنا بنقولهم هاتوا معاكم المخلفات العضوية لمطبخكم من بواقي الخضار وغيره، واحصلن في المقابل على نبات وليكن الريحان، ونقول لهم كيفية زراعته، وفوائده، وإزاي ورقة ريحان واحدة تساوي 10 أضعاف الكالسيوم الموجود في الحليب، ولو أطفالك بيهربوا من شرب الحليب أو ما عندكيش إمكانية تشتري كل يوم كيلو بـ 15 جنيه، ممكن تحطي ورقة ريحان في السلطة، وهكذا".
وامتدت التدريبات، بحسب محروس، لمهندسين بوزارة الري التي "بعد قناعتها بجدية المركز، وقعت بروتوكول تعاون مع المركز، وكل أسبوع يحضر حوالي 60 مهندس ليتدربوا على التقنيات الحديثة في الري، والتكنولوجيا الجديدة في الزراعة، وكيفية ترشيد استخدام المياه، هذا فضلا عن بروتوكول آخر مع المعمل المركزي للمناخ، التابع لوزارة الزراعة، لتدريب طلبة الكليات المرتبطة بالبيئة".
وبالتنسيق مع قطاع التدريب الإقليمي التابع لكل من وزارة الموارد المائية والري والخارجية، حسبما يضيف رئيس مجلس إدارة المؤسسة، زار مركز الوعي البيئي أكثر من 40 مسئولا لـ 40 دولة أفريقية، للتعرف على التقنيات الحديثة في الزراعة، وترشيد المياه، وزراعة النباتات التي تتلائم مع الأجواء التي بها ندرة في المياه".
وفيما يتعلق بتدريب سيدات البيوت والذي يتم مجانا، تقول نادية شوقي، مدير إدارة التدريب بالمركز، إن المركز درب سيدات من حدائق القبة والمطرية والزيتون على الزراعة وتدوير المخلفات العضوية، وكانت كل سيدة ممن تم تدريبهن، مسئولة عن منطقة وتوصيل الفكرة لـ 40 سيدة أخرى، ليتم تدريبهن أيضا، مشيرة إلى أن ورش العمل مستمرة الآن "أون لاين" ويتم التواصل مع السيدات عبر جروبات الواتس آب، في إطار الإجراءات الاحترازية ضد كورونا".
وتشير مدير إدارة التدريب بالمركز إلى أن هناك من السيدات من حققوا نوعا من الاكتفاء الذاتي بالفعل فيما يتعلق ببعض الخضراوات والنباتات الطبية والعطرية وهناك أخريات نفذن مشروع دودة الكومبوست، ونساعدهم في تسويقه في ظل الظروف الصعبة الحالية ".
هنا تلتقط طرف الحديث "سماح" السيدة الأربعينية التي كانت واحدة ممن تلقين تدريبات بالمركز، وأصبحت تدرب آخريات، قائلة: "سمعنا عن المكان وجينا خدنا فكرة، وكلمت الستات اللي أعرفهم وشافوا المكان واتبسطوا بيه، وبدأنا نوعيهم بكيفية جمع المخلفات العضوية من مطبخهم، وتدريبهم على الزراعة"، مشيرة إلى أنها دربت وحدها 40 سيدة أخرى، وبعضهن أصبحن مدربات أيضا، وناس كتير بدأت تزرع البلكونات والأسطح بتاعتهم وبيوعوا غيرهم وغيرهم"، وهي التجربة التي تبدو مصر في أمس الحاجة لتكرارها في كافة مدنها وأحيائها وقراها.