"فرحتي من فرحتهم".. "عهدي" يصنع طائرات ورقية لأبناء قريته دون مقابل

"فرحتي من فرحتهم".. "عهدي" يصنع طائرات ورقية لأبناء قريته دون مقابل
في الآونة الأخيرة، زُينت سماء العديد من مدن وقرى مصر بالطيارات الورقية في ألوانها المختلفة، والتي تعد واحدة من وسائل التسلية لدى المصريين على مر التاريخ، فهي تتميز بسهولة تصنيعها داخل البيوت، علاوة على كونها وسيلة جذب كبيرة للصغار والكبار أيضًا، ومن بينهم أطفال "محمد عهدي" بكالوريوس تربية نوعية، أحد أبناء قرية كفر حموده التابعة لمحافظة الشرقية، الذي لجأ إلى تصنيعها مؤخرًا، تلبية لرغبات طفلتيه.
"بنتي زينة واحنا ماشيين من كام يوم شافت طيارات ورقية في السما، وسألتني إيه دي فقولت لها دي طيارة، وطلبت مني أعملها واحدة، وأول ما رجعت البيت عملت ليها هي وأختها نور كل واحدة طيارة".. حسب قول محمد عهدي (35 عامًا).
يعشق عهدي حب تصنيع الطائرات الورق منذ طفولته، فكانت عادته وهوايته الدائمتين مع أصدقائه المقربين، "ومن أنا طفل كنت بعمل طيارات ورق كتير أنا وصحابي، ومرة كانت تبوظ والتانية تظبط وهكذا، لحد ما بقيت متمكن في تصنيعها، لكن ضغوطات الحياة لما كبرت بعدتني عن الهواية دي".
نجح الأب الثلاثيني، في إعداد طارتين ورقتين لبناته، وهو ما أثار إعجاب أطفال القرية من الأقارب والجيران، لتنهال عليه طلبات من قِبل الأطفال والأهالي لصنع طائرات ورقية خاصة بهم.
"بعد ما عملت الطيارتين لبناتي، لاقيت كل الأطفال اللي حوالينا جايين عند البيت وطالبين مني أعملهم طيارات، لدرجة لاقيتهم جايبين معاهم الأكياس البلاستيك والبوص والخيط، ومن وقتها وأنا كل يوم بعمل كزا طيارة بدون مقابل، عشان أفرحهم".
ساعتان ونصف الساعة هي المدة الزمنية التي يستغرقها ابن كفر حمودة في إعداد الطائرة الواحدة، ليتمكن من صنع ما يقرب من 10 طائرات حتى الوقت الحالي، "ببدأ فيهم من العصر وبخلص 2 بليل، لدرجة إن الناس افتكروني ببيع طيارات، وعلى قد التعب بس أنا فرحتي من فرحة الأطفال عشان مبحبش أكسر بخاطرهم".