«السيسى».. وحرب السنوات الـ6!
أكثر المقالات حيرة فى النقطة التى يمكن أن ننطلق منها.. هل هى من عند كل هذه الملفات التى فتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى وقت واحد وفى كل اتجاه رغبة فى اختصار الزمن وتعويض الوطن وأهله ما فاتهم؟ أم من كم التحديات التى تواجهه وهو يفعل ذلك؟ أم من ضربة البداية عند تحمله المسئولية بإطلاق مشروع قناة السويس ليستنهض همة المصريين واستفزاز طاقاتهم على الفعل وهو ما تحقق بالكامل منذ التنادى لمساهمة المصريين فى المشروع إلى إنجازه فى عام بالتمام والكمال؟ أم بالدخول فى الموضوعات كلها مباشرة وكتابة الأرقام الخاصة بالإنجاز فى كل مجال؟ عند الأخيرة توقفنا.. إذ بالرغم من انحيازنا لفكرة استخدام الأرقام ونستخدمها باستمرار فى أى مقال أو لقاء إذاعى أو تليفزيونى.. إلا أن الأرقام موجودة ويمكن ذكرها فى أى وقت.. ويبقى فى هذه اللحظة التى نحتفل بها بمرور 6 سنوات على تحمل الرئيس مسئولياته، أن يكون الحديث عما وراء الأرقام هو الأهم.
فلو مثلاً كنت مكان الرئيس وتوليت المسئولية فى هذا التوقيت وتحتاج إلى إرضاء الملايين التى خرجت فى 30 يونيو تساند وتدعم ثم طالبت فيما بعد المشير السيسى وقتها بالترشح رئيساً للبلاد! إن كنت أنت عزيزى القارئ مكان سيادته سيكون تفكيرك فى الغالب إرضاء هذه الملايين ورفع رؤوسهم أمام إعلام الإخوان الخبيث والشرير وسيكون سلوكك أن تذهب أى أموال موجودة على ما يرضى كل هؤلاء ويخزى كل أولئك!
وبالتالى قد تذهب الأموال الموجودة التى تيسرت للرئيس بأى طريقة إلى زيادة فى المرتبات أو تذهب إلى الاستهلاك من خلال توفير أكبر معروض سلعى فى الأسواق أو إنجاز ما يكون صالحاً للاستهلاك الإعلامى ويرضى الناس.. إلا أن تفكير الرئيس سار عكس ذلك تماماً..بدأ بطلب أموال من الناس لإنجاز قناة السويس مصرية بالكامل من الأموال إلى المعدات ثم لم تمر مناسبة التقى فيها الرئيس بالمصريين إلا وحدثهم عن المصاعب القادمة وطريق الشوك القادم والتحديات المقبلة، وأنه لا وعود بأى شىء إلا عدم التفريط فى أمن الناس وحدود بلادهم، ولا التهاون مع الفساد!
لكن.. إلى أين ذهب الإنفاق الحكومى؟ ستجد الرئيس بدأ بالأصعب الذى لم يقبل باستمراره، وتجده يفتح ملف العشوائيات كاملاً لنجد أماكن خطرة أو غير مخططة تراكمت عبر أكثر من أربعين عاماً، وبمشرط «جراح ماهر» تبدأ فى التعافى خلال أشهر، ونجد قبل كسر عامين أو ثلاثة إلا والأسمرات موجودة وبشائر الخير موجودة ومسميات فى كل مكان حتى فى العشوائيات الأقل فى المساحة، فتتحول مثلاً تل العقارب إلى روضة السيدة.. وهكذا!
مع العشوائيات فتح الرئيس ملف البيروقراطية المزمنة التى يعانى منها الجهاز الإدارى المصرى وتصيبه بالشلل، فيكون قانون الخدمة المدنية رغم تشويهه من إعلام الشر ومن الفشلة «المحنطين» فى قوالب إدارية قديمة مترهلة وفاسدة!
ويفتح الرئيس ملف البحيرات التى تآكلت شواطئها أو تلوثت، والتطهير سيصطدم مع مصالح أباطرة كبار تعدوا على أملاك الشعب ودمروها ومع هذا الملف يفتح الرئيس ملف استرجاع أملاك الدولة من التعديات وهى بحق أملاك المصريين نهبها لصوص نافذون، منهم من حصل عليها بالمنح المباشر أو بالمقابل الرمزى فلا التزموا بعقودها ولا استفاد الشعب منها شيئاً!
ويفتح الرئيس ملف الفساد على مصراعيه.. ويعيد هيكلة الأجهزة المختصة ويمنحها صلاحيات أوسع لمواجهة فساد لا حدود له فتتغير التشريعات التى تنظم عملها وتتوالى الضربات، والضربات تثير حفيظة الكثيرين ممن نشأوا وعاشوا واستفادوا وكونوا ثرواتهم عبر فساد طويل..وكل هذه الملفات الأخيرة تثير هؤلاء ضد الرئيس.. ولكن.. لم يبالِ!
فى الملفات التى يمكن أن تثير غضب أطراف إقليمية ودولية.. يفتح الرئيس وبشكل لم يحدث من قبل ملف تنمية سيناء، ليس فقط لإنهاء عزلتها وإنما للاستفادة من خيراتها كاملة فتنطلق مشروعات توصيل المياه والبناء والتعمير فى مناطق عديدة: الإسماعيلية الجديدة ورفح الجديدة والسلام وقرية الأمل ومطار المليز وتجديد مطار العريش والطرق الجديدة ومصانع الرخام، فضلاً عن تجديد البنية التحتية فى جنوب وشمال سيناء، وقبل كل ذلك تيسير سبل الوصول إلى هناك من خلال الأنفاق والكبارى لتنتقل معادلة الإتاحة من نفق واحد وكوبرى متوقف عن العمل إلى عشرين نقطة عبور إلى قدس أقداس المصريين..سيناء!
فتح الرئيس ملف إعادة تسليح الجيش العظيم وفق ما استجد من مخاطر تتطلب أسلحة محددة تحقق الردع وتضمن منع حماقة الآخرين.. وكذلك يفتح الرئيس ملف النووى المصرى الحلم الآخر المؤجل منذ إخراج مفاعل إنشاص من الحسابات وبدلاً من مفاعل نجد محطة كاملة بمفاعلاتها الأربعة!
حفظ الرئيس لمصر استقلالها فى كل القضايا، وسعى فى كل اتجاه وبكل طريق ممكن لوقف النيران المشتعلة فى غير بلد عربى، وأعلنها الرئيس صراحة أن مصر تدعم الجيوش الوطنية فى البلاد التى تواجه الإرهاب والتى هى العراق وسوريا وليبيا رغم وجود أطراف عربية ودولية غير راضية عن الموقف المصرى الذى تفرد أيضاً بتعريف ثابت ومحدد وواضح للإرهاب يختلف عن تعريف الآخرين لكنه الأصدق والأصح!
كل ما سبق ملفات لا تحتاج فقط إلى تخطيط علمى وتوفير إمكانيات ثم جهد عضلى وبدنى يبذل هنا وهناك.. وإنما كلها بلا استثناء ملفات تحتاج إلى إرادة سياسية قبل أى شىء.. قادرة على اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب غير عابئة إلا بمصلحة مصر وشعبها!
كل ما قلناه كان فقط -كما قلنا- عن الملفات التى تحتاج إرادة سياسية وشجاعة فى القرار لم نتعرض أو نعرض إلى ما قدمه الرئيس بالأرقام، والأرقام حقيقة كما يقولون، وما أسهل كتابتها، وكلها تدعو للتفاؤل والأمل، وكلها ترد على الإشاعات التى لا تتوقف عن ملف الصناعة وأنه بعيد عن جهد الرئيس بتجاهل وجهل لعدد كبير من المصانع أضيفت لثروات المصريين وممتلكاتهم بعد أربعين عاماً من فتح الباب واسعاً للمنتج الأجنبى على حساب المحلى ثم الخصخصة ليعود رئيس مصر يعظم ممتلكاتها فى مصانع النصر 1 والنصر 2 ومجموعة مصانع النصر بالعين السخنة ومجمع بتروكيماويات الإسكندرية، وعودة المصانع التى نجت من الخصخصة للعمل مثل قها ونيازا للمصابيح بالإسكندرية ومصنع أسماك أسوان وترسانة الإسكندرية وسيماف وحلوان للصناعات الهندسية وأخرى للصناعات المعدنية وغيرها الكثير، فضلاً عن السير بخطوات واسعة لاستعادة صناعة النسيج واستنهاضها مرة أخرى وعودة مصانع الستينات فى شركتى «مصر الوسطى للغزل والنسيج» و«الوجه القبلى للغزل والنسيج»، وكان هناك مصنع بكل محافظة فى كل منها آلاف العمال!
إنها 6 سنوات من المعارك المتصلة التى لم يعرف فيها الرئيس الراحة..والرئيس فى الشارع يراقب ويتابع، وهو ما تكرر فى كل الأعياد والمناسبات طوال الـ6 سنوات..
كل الدعوات للرئيس بالصحة والعافية والتوفيق والسداد.