أزهريون وخبراء يحذرون من محاولات "عثمنة التاريخ الإسلامي"

أزهريون وخبراء يحذرون من محاولات "عثمنة التاريخ الإسلامي"
انتقد خبراء إسلام سياسي وأزهريون، هجوم جماعة الإخوان الإرهابية ووسائل اعلامها على دار الإفتاء المصرية، لوصفها فتح القسطنطينة في بيان لها بأنّه احتلال، وإشاعة أنصار الإرهابية أن الدار بذلك خالفت مدح النبي في حديث نبوي لمن يفتح مدينة القسطنطينية.
وأوضح الخبراء أنّ الدار قصدت بالاحتلال ما تم بعد ذلك، ولم تتعرض لشخص محمد الفاتح، وإنّما لسلوك وسوء إدارة الدولة العثمانية وعجرفتها التي جعلت حال المدينة اسوأ مما كان، وحذروا من محاولات الجماعة الإرهابية لـ"عثمنة التاريخ الإسلامي" أو مد "الحصانة النبوية" لمحمد الفاتح إلى تاريخ الدولة العثمانية كله، لأنه كان أسوأ احتلال لجميع البلدان التي ابتليت بهذا الحكم الغاشم.
وقال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، هجوم جماعة الإخوان الإرهابية، وكل أدواتها الإعلامية على دار الإفتاء أمر طبيعي، فالدار باتت حجر عثرة في طريقهم وعقبة كؤود، بدورها البارز والواضح والجلي، المساند والداعم للدولة المصرية، فدور الدار لا تخطأه عين.
وتابع: أما نقدهم لوصف الدار في بيان لها فتح القسطنطينية بالاحتلال، فهذا استمرار لعملية قذرة اسمها "عثمنة التاريخ الإسلامي"، فالجماعة الإرهابية القذرة المسماة بالإخوان لم تكتف بخيانة دينها وأمتها والتعاون مع المحتل التركي رجب طيب أردوغان على أرض الواقع، بل وتحاول أن تخضع له التاريخ، وتجعله ألعوبة بيديه وممهدا لفكرة قبوله وعودته حاكما وخليفة على المسلمين.
وأضاف هندي: كانت القسطنطينية مدينة علم وجمال، فتحها محمد الخامس والحقها ببلاد الإسلام، لكن جاء من بعده من جعلوها مصدر لكل الشرور والآثام والأوجاع، فخرج منها العثمانيون الذين احتلوا جميع انحاء العالم الإسلامي والشرق الأوسط منها على وجه التحديد، وما كان من فتح القسطنطينة، حولته سلطة العثمانين الغاشمة إلى احتلال بسوء ادارتهم وفعالهم، وبحكم الغلبة والقوة والبطش والعنف.
وأكد بيان الإفتاء احتلال العثمانين، فالفتح كان على يد رجل واحد هو محمد الفاتح، أعقبه استغلال غير معقول أو مقبول أو متصور للمدينة، ما حول الفتح لاحتلال مقيت منبوذ، وأكدت الدار في بيان تالي احترامها لشخص محمد الفاتح الذي بشر به النبي.
وقال سامح عيد، خبير الإسلام السياسي، إنّ العثمانيين أناس بلا أصل أو حسب ونسب رفيع المقام كالأمويين والعباسيين والفاطميين، ولم تكن لهم سابقة دفاع عن بلاد المسلمين كالسلاجقة والزنكيين والأيوبيين والمماليك، بل هم طفيليين، مرض أصيب به المسلمين وداء عضال، عاد يستفحل في الآونة الأخيرة، كانوا خطرًا على المشرق والمغرب بثقافة النهب والسلب والقهر التي نشروها، ورغم كل ذلك يحاول البعض منحهم أوصاف البطولة.
وتابع أنّ محاولات مد الحصانة النبوية لمحمد الفاتح، بتبشير النبي به، إلى باقي الدولة يحولنا إلى ببغاوات تافهة، وهذا ما لم تقع فيه دار الإفتاء، وهي أن تصبح واحدا من المقلدين لخونة الإسلام والمسلمين من أتباع جماعة الإخوان الإرهابية، ومحاولاتهم تمجيد دولة الدافعين لهم، فهم عملاء لكل من يدفع، ولو دفعت المخابرات البريطانية لهم أكثر، لجعلوا استعمار بريطانيا لمصر نصرا ربانيا، ولجلبوا الآيات والأحاديث في فضل حكم الإنجليز، لأنهم تجار دين، فهم في سوق كبيرة بضاعتهم الدين وتسخير الآيات والأحاديث ولي عنقها لمصلحة من يدفع.
وقالت الدكتورة أمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة: "ليت النظام التركي ينصرف عن مصر والشرق الأوسط حتى نستريح، فمنذ قدومه محتلين لبلداننا ونحن لم نر منهم خيرا، ونحذر من محاولاتهم التلاعب بالتاريخ والواقع السياسي والديني، فهذا عبث، وأدعو النظام التركي الحالي، برئاسة رجب طيب أردوغان: "ركزوا اهتمامكم على قضاياكم وانقلابتكم ومعتقلاتكم وتسريح جيشكم..واتركونا في حالنا".
وقال إبراهيم ربيع، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إنّ تنظيم الإخوان الإرهابي بات دمية تركية غربية خالصة، فهم يرصدون أموال ضخمة لخدمة التنظيم لضرب الدولة المصرية في ثوابتها.
وأضاف أنّ جماعة الإخوان أصبحت مقدمة لاحتلال قادم ما لم ننتبه، فهم يمهدون الأرض لتركيا، على مستويات الثقافة والتاريخ وحتى العنف، ولن تسمح لأحد أن يهدم ما بنته وينقد التاريخ التركي او يضعه في حجمه الطبيعي، فهم يحاولون المبالغة في تقديره منذ سنين، وكادت الدار أن تهدم ذلك كله بكلمو عابرة في بيان، وهو ما أثار جنونهم.