عجوز ستيني يجوب الشوارع لإطعام القطط: "أرواح ومش لاقيه أكل"
عجوز ستيني يجوب الشوارع لإطعام القطط: "أرواح ومش لاقيه أكل"
أمام إحدى الشركات بمنطقة الدقي بمحافظة الجيزة، وقف عجوز ستيني بملابس مهندمة وحوله العديد من القطط ممسكا في يده مأكولات يقدمها لها، الصداقة الغريبة بينهما أكدت أنها ليست المرة الأولى التي تجمع بينهم، وذلك نظرا لقرب تلك القطط منه دون خوف، فالبعض منها يمد يده له طلبا للبيض الذي يحمله في حقيبته، ويأتي به يوميا إليهم.
سيد محمد دسوقي، 68 سنة، قاطن بمنطقة عرب غنيم، بحلوان، قرر أن يتجول في الشوارع يوميا منذ بداية أزمة كورونا ولمدة ساعة بعد أن ينتهي من عمله، كي يطعم قطط الشوارع، حاملا معه كميات من البيض وقطع اللانشون، وعلى الرغم من تواضع راتبه الذي لا يتخطى 45 جنيه يوميا، إلا أنه يصر على تخصيص جزء منه للحيوانات وبخاصة القطط التي أحبها كثيرا منذ أن كان صغيرا، إلى حد جعله يقوم بشراء العديد من الأنواع إلى جانب الحرص الدائم على إطعامها والذي استمر لمدة ثلاثين عاما، يقول عم "سيد" كما يحب أن يناديه زملاؤه في العمل أنه كان يعمل في إحدى شركات الحديد والصلب قبل أن يتقاعد ويعمل فرد أمن في إحدى شركات القطاع الخاص: "هوايتي تربية القطط ومن زمان وأنا بحب أحط أكل لها، وزمايلي في الشغل عارفين ده، ولما مشيت من المصنع زميل ليا قابلني مرة وقالي إن القطط في المصنع جاعت من بعد ما إنت مشيت"، ويتابع: "من بداية أزمة كورونا وأنا حريص على إني لما أخلص شغلي ألف في الشوارع ساعة وأحط أكل لأي قط يقابلني".
يشير الستيني إلى أن فيروس كورونا منع الكثيرين من النزول إلى الشوارع خوفا من انتقال العدوى ما أدى إلى انخفاض كميات الطعام التي كانت تتغذى عليها الحيوانات في الشوارع، ما دفعه للقيام بتلك المهمة بنفسه نظرا لحبه الشديد لها: "دي أرواح وكان لازم أفكر فيها خصوصا إني مربي عندي في البيت 14 قطة وبحس بيهم وعارف أمتى بيجوعوا، ده غير إني مربي أكتر من 20 في الشارع"، علاقة الرجل الستيني بالقطط جعلته يعد وجبات الطعام بحب شديد حيث يقوم بسلق البيض لها وإحضاره معه من المنزل يوميا: "بهرس لهم البيض علشان ياكلوا وقدام الشركة فيه قطط أنا مربيها من صغرها ومسميها كمان، وفي قطط تانية بتيجي يوميا تأكل وتمشي وكله من خير ربنا".
