"ناصر" بين نارين.. معاناته مع الهيموفيليا وخوفه من عدوى كورونا

10:49 ص | الأحد 07 يونيو 2020

"شقيقاي توفيا نتيجة إصابتهما بالهيموفيليا، لقيا ربهما وهم صغار السن لم يتم تشخيصهم حينذاك بالمرض لعدم المعرفة به في هذا التوقيت ولدت بعدهم أنا الآخر فيشاء القدر أن أصاب بهذا المرض وراثيا عشت عمري كله في عذاب بسبب تعرضي بصفة مستمرة للنزيف وهو ما كان يؤثر سلبا على عملي خاصة وأنني موظف بالأوقاف، ومع أزمة كورونا وتحول عدد كبير من المستشفيات لعزل صحي بات من الصعب التردد على المستشفى بصفة مستمرة لصرف حقن الفاكتور بسندوب محافظة الدقهلية على نفقة التأمين الصحي لأنهم يصرفون حقنة واحدة فقط في موعد محدد ونحن بحاجة لصرف جرعة الشهر دفعة واحدة حيث بتنا عاجزين عن الذهاب إلى هناك لصرف الفاكتور في وقت ليس لدينا مناعة و سهل جدا التعرض للنزيف والوفاة في الطريق إلى المستشفى"، بتلك الكلمات بدأ ناصر خليل، 45 عاما، أحد المصابين بالهيموفيليا حديثه لـ"الوطن".

يستطرد خليل حديثه قائلا: أعمل بمسجد فجأة تم اكتشاف إصابتي بالمرض حيث ولدت به و توارثته أنا الآخر حيث توفي شقيقاي الأكبر مني بهذا المرض وكانا لا يتخطيان الست سنوات نتيجة النزيف وعدم التشخيص حينذاك، متابعا: تكمن المشكلة حاليا في تدبير حقن الفاكتور حيث أقطع 55 كيلو كل مرة كنت أتوجه فيها لمستشفى التأمين الصحي لصرف الفاكتور ونتعرض بين الحين والآخر لعدم التقدير هناك.

ويتابع خليل: مع أزمة كورونا أصبحنا نحصل على حقن الفاكتور بصعوبة بالغة، مطالبا وزارة الصحة بصرف حقن الفاكتور كجرعة شهرية دفعة واحدة حتى لا يتعرضوا للاحتكاك بمرضى مصابين بفيروس كورونا خلال ترددهم على المستشفى خاصة وأنهم أصحاب مناعة ضعيفة للغاية، متابعا منذ نحو شهرين ونصف وبت أعتمد على شراء مشتقات الدم "البلازما" من بنك الدم وأركبها بنفسي في المنزل خاصة وأنني بت خبرة مع هذا المرض لكي لا أتردد على المستشفى وأصيب بالفيروس وأنقله لأسرتي فمن الصعب عليا التردد أكثر من مرة شهريا لهناك للحصول على حقن الفاكتور والتعرض لنزيف في الطريق بسبب ارتفاع درجة الحرارة وعدم وجود مناعة .

ويختتم ناصر حديثه قائلا: مؤخرا تعرضت لنزيف في اليد، مطالبا المسؤولين بصرف الفاكتور شهريا لنتمكن من الحياة بشكل شبه طبيعي لأننا بهذا الشكل هنموت من النزيف بين الحين والآخر، خاصة وأن الحصول على مشتقات الدم في تلك الفترة بات أمر صعب للغاية.