البابا ميخائيل الأول.. منع إثيوبيا من بناء سد على النيل وتوفي بالطاعون

كتب: مصطفى رحومة:

البابا ميخائيل الأول.. منع إثيوبيا من بناء سد على النيل وتوفي بالطاعون

البابا ميخائيل الأول.. منع إثيوبيا من بناء سد على النيل وتوفي بالطاعون

يحتفل الأقباط الأرثوذكس، اليوم الأحد، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا ميخائيل الأول، البطريرك الـ68 من تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الأحد، 30 بشنس لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنه في مثل هذا اليوم عام 1102 ميلادي، توفي البابا ميخائيل الأول، البطريرك الـ68 من تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وبحسب السنكسار، كان هذا البطريرك عالمًا فاضلًا تأدب بكتب الكنيسة منذ صغره وحفظ أكثرها، وترهب بدير القديس مقاريوس، وبعد عدة سنين رسم قسا ثم خرج إلى ناحية سنجار وحبس نفسه في مغارة هناك أكثر من عشرين سنة، حتى ذاعت فضائله فوقع عليه الاختيار للكرسي البطريركي فتولاه في 9 أكتوبر سنة 1092 ميلادي، بعد أن أقر بالإيمان المستقيم وتعهد بافتقاد إكليروس الإسكندرية وكنائسها بنوع خاص وباجتناب السيمونية (هذه اللفظة اتخذوها من اسم سيمون الساحر الذي قال عنه كاتب سفر الأعمال أنه كان يريد أن يشتري مواهب الروح القدس بالفضة) وإعادة ما كان اغتصبه البابا السابق عبد المسيح لذاته عن الكنائس (كنيسة المعلقة ومرقوريوس أبو سيفين والسيدة العذراء بحارة الروم والملاك ميخائيل بالجيزة ثم دير الشمع ودير الفخار).

ويشير السنكسار، إلى أن هذا البطريرك سار في البطريركية السيرة الصالحة العفيفة لم يقتن درهما ولا دينارا وما كان يحصل عليه من أموال الأديرة المقررة له كان يقتات منه باليسير والجزء الأكبر كان يصرفه في إطعام الفقراء والمساكين كما كان يقوم بسداد الضرائب عن العاجزين عن أدائها وقد جدد من ماله أوان وكتبا كثيرة للكنائس وكان مداوما علي وعظ الشعب وتعليمه، وكانت جملة حياته في البطريركية تسع سنين وسبعة أشهر وسبعة عشر يوما، وتوفي بالطاعون.

ويذكر السنكسار، أن البابا ميخائيل قام بخدمة جليلة لمصر إذ حدث أن النيل أخذ في الانخفاض عامًا بعد عام نتيجة إنشاء ملك الحبشة سدًا في بلاده يمنع المياه الكثيرة عن الوصول إلى مصر، فطلب الخليفة المستنصر منه أن يذهب إلى ملك الحبشة، وبما له من مكانه روحية لديه يستطيع أن يجد حلا في هذه المياه، وفعلا سافر البابا ميخائيل إلى الحبشة وقابله ملكها بالترحاب، فعرض عليه المشكلة، فأمر الملك -بعد أن أخذ هدية كان قد أرسلها معه المستنصر- بفتح السد فوصلت المياه إلى مصر وعادت الحياة إلى الزرع والضرع وهبط الغلاء، وعمَّ السرور وكانت هذه أول زيارة لبطريرك مصر للحبشة منذ خضوعها دينيا لكنيسة الإسكندرية، وفي سنة 1102 توفي مطران الحبشة فأرسل ملكها وفدًا إلى البطريرك يطلب منه أن يرسم لهم مطرانا آخر، فرسم لهم الراهب جرجس مطرانًا، وسافر إلى الحبشة مع الوفد المٌصاحِب له، إلا أنه كان طامِعًا في المال فغضب عليه الأحباش، وألزمه ملك الحبشة برد كل ما حصل عليه منهم وأعاده إلى مصر، فطرحه الوزير الأفضل في السجن حتى مات.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "ثلاثة عشر شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.


مواضيع متعلقة