صنع القهوة وتعقيم اليدين.. الروبوت يجوب العالم لمواجهة كورونا

صنع القهوة وتعقيم اليدين.. الروبوت يجوب العالم لمواجهة كورونا
في ظل محاولات جميع سكان العالم، لمواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، لجأت العديد من الدول، لابتكار روبوت يساعدها في الحد من تفشي الجائحة العالمية، وكان أخرها دولة تايلاند.
تايلاند.. وروبوت تعقيم اليدين
وفي مراكز تايلاند التجارية، يساعد روبوت على شكل كلب سمي "كاي 9" على توفير معقم لليدين للأطفال والمتبضعين، مستخدمين تكنولوجيا الجيل الخامس للتحكم بالروبوت، ما يؤمن له تفاعلا فوريا وسريعا مع الناس.
ويجوب "كاي 9" وهو يحاكي تصرفات كلب في مركز "سنترال وورلد" التجاري في وسط بانكوك، مستقطبا انتباه الأطفال الفضوليين المتشوقين للحصول على المعقم من عبوة مثبتة على ظهر الروبوت، بحسب ماذكرت "سكاي نيوز".
وللروبوت "كاي 9" زملاء هم "روك" الذي يقيس حرارة الجسم و"ليزا" الذي يعنى بخدمة الزبائن، وذلك جاء تزامنا معر رفع تايلان تدريجا القيود المفروضة على فتح المتاجر التي تتخذ اجراءات وقائية مثل فصل الزبائن في المطاعم أو وضع فواصل بلاستيكية في صالونات التدليك.
مصر.. وروبوت صيدلي
وفي مصر، اعتمدت صيدلية مصرية شهيرة بمدينة نصر، على الإنسان الآلي "روبوت" من أجل تقليص عدد العاملين في المكان فضلا عن إعداد الوصفات الطبية في أقل وقت ممكن.
فكرة الإنسان الآلي في الصيدلية المصرية، لم تكن وليدة التطبيق فقط في فترة انتشار كورونا، بل اعتمد عليها قبل سنتين، بحسب ما قاله الدكتور محمد البهائي، صاحب الصيدلية، خلال حديثه مع "الوطن"، لافتا إلى أن الصيدلية الخاصة به هي أول واحدة في الشرق الأوسط بدأت استخدام "الروبوت"، على حد قوله.
"الروبوت يقدر يحضر الروشتة في أقل من 30 ثانية وفرص الأخطاء قد تكون معدومة".. تلك هي المهمة الأساسية للإنسان الآلي المستخدم في الصيدلية المصرية، مؤكدا البهائي أن الروبوت من المستحيل أن يقع في الأخطاء البشرية كصرف دواء منتهي الصلاحية أو تركيز مختلف.
وتلك المهمة الأساسية لـ"الروبوت الصيدلي" توفر الاعتماد على البشر والصيادلة الأمر الذي عاد بالنفع في الفترة الحالية مع انتشار فيروس "كوفيد 19"، لافتا البهائي أنه يمكن الاعتماد على طبيب واحد فقط للتعامل مع المواطنين والرد على الهاتف للاستفسارات بجانب الروبوت الذي يقلل وقت وجود المرضى داخل الصيدلية.
رواندا وروبوت لتقليل مخاطر كورونا في المستشفيات
في محاولة لتقليل مخالطة المرضى المصابين بفيروس كورونا للأطباء وأطقم التمريض تستخدم رواندا أجهزة الروبوت الثلاثة "أكازوبا" و"إكيزير" و"نجابو"، للقيام بمهام بسيطة مثل قياس درجة الحرارة ومراقبة المرضى، وفقا لوكالة "رويترز".
وتبرع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بهذه الأجهزة البيضاء ذات الأعين الزرقاء البراقة والمظهر الشبيه بالبشر. وهي تساعد العاملين على الخطوط الأمامية لمكافحة أزمة كورونا في رواندا التي سجلت 355 حالة إصابة مؤكدة بالمرض.
وتخفض هذه الأجهزة عدد المرات التي يتعين على الأطباء القيام بها لتفقد المرضى وذلك عن طريق نقل الرسائل إلى الأطباء ومساعدة الفريق في تقييم فعالية قراراتهم العلاجية.
وتستخدم رواندا بالفعل طائرات مسيرة لنقل الغذاء وتطبيق إجراءات العزل العام التي تهدف لإبطاء انتشار المرض، وهناك اثنان من أجهزة الروبوت الأخرى تعمل في مركز نياماتا لعلاج مرضى كوفيد-19 في جنوب شرق كيجالي.
كوريا الجنوبية وروبوتات صنع القهوة
لجأ مقهى في دايجون إحدى مدن كوريا الجنوبية، إلى استخدام الروبوتات لصنع القهوة للزبائن، من أجل الحفاظ على التباعد الاجتماعي، خلال فترة انتشار الجائحة العالمية.
ويستطيع الروبوت باريستا إعداد 60 نوعًا مختلفًا من المشروبات، وخدمة العملاء على طاولاتهم، حيث يستغرق طلب ستة مشروبات سبع دقائق، ويحتوي المقهى على موظف بشري واحد فقط، مسؤول عن التنظيف وإعادة التعبئة، بحسب "سبوتنيك" الروسية.
ويتميز باريستا الروبوت الجديد في مقهى دايجون، بكونه مهذبا وسريعا، فهو يشق طريقه نحو العملاء بسلاسة، حيث يقدم الروبوت المشروبات مع جملة تقول: "ها هو المشروب الخاص بكم، من فضلك استمتع به، سيكون أفضل إذا قمت بتحريكه".
كما يصل المشروب للزبون على صينية مثبتة داخل الروبوت الأبيض الكبير اللامع، وجاء ذك بعدما تمكنت كوريا الجنوبية من احتواء تفشي كورونا الذي أصاب أكثر من 11000 وقتل 269 شخصا، حيث تنتقل ببطء من قواعد التباعد الاجتماعي المكثفة إلى ما تسميه الحكومة "الابتعاد في الحياة اليومية".
سنغافورة والكلب الآلي
قررت السلطات في سنغافورة استخدام كلب آلي، أسمته "سبوت"، للمساعدة في الحد من تفشي الجائحة العالمية، حيث يعمل الكلب الآلي بالتحكم عن بعد، وله 4 أرجل، وهو من تصميم شركة بوسطن ديناميكس، حيث يطلب من راكبي الدراجات وممارسي رياضة الركض الحفاظ على مسافة بينهم.
وبدأ عمله في متنزه بوسط المدينة، الجمعة، في إطار تجربة لأسبوعين قد تشهد انضمام روبوتات أخرى لحراسة المساحات الخضراء في المدينة خلال حالة العزل العام، بحسب "سكاي نيوز"، حيث تحدث سبوت بالإنجليزية قائلا: "دعونا نبقي سنغافورة مكانا صحيا، من أجل سلامتكم وسلامة من حولكم، رجاء ابتعدوا عن بعضكم البعض لمسافة متر واحد على الأقل.. أشكركم".
وإلى جانب بث رسائل تنبه الزوار إلى قواعد التباعد الاجتماعي، تم تزويد سبوت بكاميرات وأدوات تحليل لتقدير عدد الموجودين في المتنزه، لكن السلطات أوضحت أن الكاميرات لن ترصد الأفراد ولن تسجل أي بيانات شخصية، حيث استخدام سبوت في الآونة الأخيرة على نحو تجريبي في مستشفى ميداني لتوزيع الأدوية على المرضى.
الولايات المتحدة الأمريكية وروبوت لاكتشاف انتشار كورونا
كما لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى ابتكار روبوت آلي جديد، للتجول في شوارعها والتمكن من اكتشاف انتشار الفيروس في الجو أم لا، حيث جرى توجيه أداء الروبوت لطرح مجموعة من الأسئلة على الناس في الشوارع، ومنها: "هل تعرضت للإصابة بالحمى خلال الـ3 أيام الماضية؟" ليُطلق بعد ذلك في عدد من شوارع الولايات المختلفة، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويصل طول الروبوت إلى 5 أقدام، حيث جرى صنعه بواسطة شركة "Promobot" التي يقع مقرها في ولاية بنسلفانيا، حيث قامت الآلة المبتكرة بتوزيع أعداد من الأقنعة الواقية من الإصابة بكورونا في ساحة ميدان التايمز بأمريكا.
الصين وروبوت مع نزلاء الفنادق
وكانت الصين من أولى الدول التي استخدمت الروبوت في مواجهة كورونا، نظرًا لكونها بؤرة تفشي الجائحة العالمية في مدينة "ووهان" الصينية، قبل أن تنجح في السيطرة عليه داخل بلادها.
وبثت فضائية "يورونيوز"، مقطع فيديو يوضح الاستعانة بإنسان آلي "روبوت"، فى الصين، لكي يمنع النزلاء بأحد الفنادق من الخروج من غرفهم طوال أسبوعين، وذلك لتطبيق العزل المنزلي بسبب فيروس كورونا المستجد.
وذكر التقرير، أن الوحيد الذي يمكنه التجول في الممرات هو جهاز روبوت، تقتصر وظيفته على تسليم الطعام والشراب، بعيد إعلام النزلاء بقدومه عن طريق مكالمة هاتفية لصاحب الغرفة الذي يعلمه بقدومه.
وأضاف التقرير، أن الروبوت في العاصمة الصينية بكين يفرض الحجر الصحي على الأشخاص القادمين من الخارج، أو من محافظة ووهان التي كانت تمثل بؤرة وباء كوفيد-19، ويودعون في فنادق خصصت للحجر الصحي.