وفاء الإنسان وغدر الحيوان.. تاريخ مدينة الضبعة

وفاء الإنسان وغدر الحيوان.. تاريخ مدينة الضبعة
يرجع تاريخ مدينة الضبعة إلى عشرات السنين، حيث إنشاؤها، وإقامة بعض أبناء البادية بها بعد هجرتهم من شبة الجزيرة العربية إلى مصر.
وكان العرب يطلقون على الضبعة اسم "أم عامر"، ويعود السبب طبقا لما يذكره أهالى مدينة الضبعة بمطروح، إلى أن جماعة من البادية خرجوا للصيد، فظهرت لهم ضبعة فطاردوها، وكان الجو شديد الحر، ودخلت الضبعة "بيت" أحدهم، فخرج صاحب البيت فرآها مجهدة في ذلك الحر الشديد، ورأى أنها التجأت إلى خبائه مستجيرة به، فصاح بالقوم قائلا لهم: "ما شأنكم؟"، قالوا، إنها صيدنا وطريدتنا فكان رده، إنها أصبحت فى جوارى، ولن تصلوا إليها ما ثبت قائم سيفي فى يدى، فانصرف القوم، ونظر الرجل البدوى فرأى الضبعة جائعة، فقام إلى شاته فحلبها، وقدم للضبعة الماء واللبن فشربت حتى ارتدت لها عافيتها، فلما أقبل الليل نام الأعرابى مرتاح البال بما صنع للضبعة من الإحسان، لكن "أم عامر" نظرت إليه فوجدته نائما، فوثبت عليه، وأكلته من بطنه وشربت من دمه، وتركته وسارت، وفي الصباح أقبل ابن عم الرجل يطلبه فوجده قتيلا، فاقتفى أثر الضبعة حتى وجدها، فرماها بسهم فقتلها، فأنشد قائلا شعره:
- ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ
- يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ
- أدام لها حين استجارت بقربهِ
- طعاما وألبان اللقاح الدرائر
- وسمـَّـنها حتى إذا ما تكاملتْ
- فـَرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافر ِ
- فقلْ لذوى المعروف ِهذا جزاء منْ
- بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر ِ