الأنبا مكاريوس للأطباء: مهنتكم إلهية.. ونحني هاماتنا أمامكم تبجيلا

الأنبا مكاريوس للأطباء: مهنتكم إلهية.. ونحني هاماتنا أمامكم تبجيلا
قال الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لإيبارشية المنيا وأبوقرقاص، إنّ الطبيب هو أكثر الأشخاص اتضاعًا أمام الله، لأنّه يقف متحيِّرًا بل مذهولًا أمام عظمة الله في جسم الإنسان والذي هو بالغ التعقيد.
وفي كلمة إلى الأطباء والعاملين بالقطاع الطبي، أضاف الأنبا مكاريوس: "نقدّر جدًا تعبكم، ونثمّن الجهد الكبير الذي تبذلونه، ولا سيما هذه الأيام، نتابع تضحياتكم ومخاطرتكم بأنفسكم لأجل المرضى، حيث تقدّرون هذا الواجب المقدس حقّ قدره، إن الله لن ينسى لكم هذه الأوقات العصيبة، وتوقُّعكم الإصابة بين لحظة وأخرى، قرأنا على مدار التاريخ عن أطباء عظماء أبلوْا بلاءً حسنًا في مثل هذه الظروف، وها نحن اليوم نرى أبناءهم وأحفادهم يسيرون في نفس الاتجاه بالتضحية، شاء الله أن تتصدّروا المشهد هذه الأيام، وأن يعرف الناس الآن أكثر من أي وقت مضى، قدركم وأهمية رسالتكم".
وتابع الأنبا مكاريوس، أنّ الطب ليس مهنة إنسانية فقط كما يتردّد، وإنما هو مهنة إلهية، ولقد تأثرنا كثيرًا بتضحية العديد من الأطباء والممرضين والممرضات والعاملين بالمستشفيات بحياتهم، نتيجة العمل المتواصل مع حاملي فيروس كورونا، وكان لهم في أنفسهم حكم الموت، أي أنّهم كانوا يعلمون مُسبقًا بأن خطورة الوباء قد تصل بهم إلى فقد الحياة، إنه أمر أقرب إلى الاستشهاد، أن يضحّي إنسان بنفسه لأجل الآخرين، ومع ذلك فإننا لا ننكر على الطبيب ضعفه البشرين فقد تتقاذفه الأفكار باحتمال أن يُصاب، ولكن تظهر عظمته حين تصبح نفسه غير ثمينة عنده، ولكنه في الوقت ذاته يخشى على من حوله، على أسرته وكل من يتعامل معه، ومع ذلك، لا يمنعه هذا عن الاستمرار في العمل بأقصى درجات الاحتياط، ومن ثَمّ فلا يليق بنا أن نزايد على حبهم للوطن والمهنة، أو عفة أنفسهم أو نُبلهم، فالكثير منهم يعملون تحت ظروف غاية في القسوة".
وأردف الأسقف، أنّ بعض الفئات أمكن الاستغناء عن عملهم، والبعض أمكنهم القيام بعملهم من منازلهم، والبعض اُعفُوا مع صرف رواتبهم، والبعض تمّ استبدالهم بتطوير تكنولوجي، إلّا الأطباء لا يمكن الاستغناء عنهم.
وأوضح الأنبا مكاريوس، أنّ الأطباء والعاملين بالقطاع الطبي من ممرضين وإداريين وعمّال -وهم يَصِلون الليل بالنهار في خدمة المرضى، متجاهلين أبسط احتياجاتهم من الطعام أو الراحة- يستحقون منّا كل التقدير والامتنان. إنهم يصبحون بمثابة أسرة المريض، وذلك بعد عزله عن أسرته والمجتمع، قائلا: "لقد قرّرت الدولة هذه الأيام اعتبار الأطباء الذين يقدّمون حياتهم شهداء، لهم نفس حقوق شهداء الشرطة والجيش، ونحن نؤكد أنّهم بالفعل يسيرون في نفس الاتجاه، لأن هؤلاء وأولئك يقدمون حياتهم عن الآخرين في الوطن، وحسنًا أطلق عليهم البعض لقب الجيش الأبيض
وأتمّ: "تحية إلى كل مدير مستشفى أو مركز طبي، وإلى كل طبيب وطبيبة، وإلى كل صيدلي وصيدلانية، وكل ممرّض وممرّضة، وكل موظف وموظفة، وكل مسعف، وكل سائق، وإلى جميع العاملين في هذا القطاع، مسلمين ومسيحيين على السواء، وأنتم محط أنظارنا وموضع تقديرنا. لكم منّا كل التقدير، ونحني هاماتنا أمامكم بكثير من الاحترام والتبجيل. ولكم من الله المكافأة الحسنة".