"خففوا عليهم المرض".. مبادرة لتقديم وجبات صحية لمصابي كورونا

"خففوا عليهم المرض".. مبادرة لتقديم وجبات صحية لمصابي كورونا
بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، وتكدس المستشفيات بأعداد كبيرة من المصابين الأمر الذي اضطر وزارة الصحة إلى مطالبة من تم تشخيصهم بالفيروس التاجي إلى عزل أنفسهم في المنزل في حالة الأعراض الخفيفة، قررت بسمة مصطفى، 30 عاما، تعمل منتجة قصص صحفية، إطلاق مبادرة في أول يونيو الجاري، تحمل اسم "وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل".
تهدف المبادرة إلى إعداد وتجهيز وجبات الغداء للمعزولين في المنازل ،والذين ليس لديهم المقدرة الصحية على إعداد الطعام لأنفسهم قائلة: "بحسب منظمة الصحة فالمريض في الحالة دي بيحتاج تغذية كويسة وراحة تامة، والمبادرة دي هدفها تحقيق الحاجتين دول واللي هيساهموا في تعافي المصاب ورجوعه لممارسة حياته تاني بشكل طبيعي في أقصر وقت".
جاءت الفكرة لـ"بسمة" مع تزايد حالات العزل المنزلي لمصابي كورونا، وامتناع عدد كبير من المطاعم توصيل الوجبات إلى العمارات التي يقطن بها المصابون خوفا من الإصابة بالعدوى: "بقالي فترة بقرأ بوستات على الفيسبوك عن المشكلة دي وفكرت الناس دي هتاكل منين وهيعملوا إيه وكنت عايزة أساعدهم بأي طريقة".
تقول بسمة أنّ هناك أسباب أخرى دفعتها إلى إطلاق المبادرة: "تخيلت نفسي مكان الناس دي لأن الفيروس ممكن يصيب أي حد فينا في أي لحظة وقعدت أفكر إن الكل هيكون خايف مني ومش عايزين يتعاملوا معايا طيب مين هيعملي الأكل وحالتي هتكون عاملة ازاي"، وتشير "بسمة" إلى أنّها تمر في الفترة الأخيرة بظروف صعبة بسبب الأخبار السلبية والوفيات الناجمة عن الفيروس إلاّ أنها قررت تحويل مخاوفها ومشاعرها السلبية إلى طاقة إيجابية لمساعدة المصابين: "من بداية الأزمة كنت بفكر ازاي ممكن أشتبك معاها بشكل إيجابي، واللي ساعدني في المبادرة وشجعني عليها إني بحب المطبخ ولما بكون مضايقة بعمل أكل وقررت أواجه أخبار الوفيات بإني أعمل حاجة تديني أمل في الحياة".
وتقول "بسمة" إنّ أساس المبادرة قائم على تطوعها بشكل شخصي بالوقت والمجهود للقيام بعملية الطبخ بينما ناشدت من لديه القدرة على التكفل بثمن الوجبات بالتواصل معها: "عملت صفحة على الفيس بوك وأعلنت عن المبادرة لأني محتاجة ناس تتبرع بفلوس مكونات الوجبات وعايزة كمان متطوعين لخدمة التوصيل لمنزل المصاب"، وتشير السيدة الثلاثينية إلى أنّ هناك حالات مستهدفة بناء على ظروفها الاجتماعية: "أنا حطيت بشكل مبدئي معايير خاصة بالناس اللي هيستفادوا من المبادرة والأولوية هتكون للحالات اللي عايشة لوحدها أو لو أسرة كلهم مصابين ومعزولين في البيت ومفيش حد يساعدهم".
وأشارت إلى أنّه منذ إعلانها عن المبادرة تلقت رسائل ببيانات عدد من الحالات التي بحاجة شديدة إلى الوجبات: "من الحاجات المبهجة والمبشرة إن عدد من السيدات تفاعلوا مع المبادرة وقرروا يساعدوني في الطبخ عشان نقدر نغطي أكبر عدد من المحتاجين، ونعمل التلات وجبات الرئيسية لكل فرد على مدار اليوم"، وتتابع: "هدفي إن الوجبات كلها تكون صحية ومتوفر فيها جميع العناصر الغذائية المهمة للمريض في الفترة دي، وهتتضمن نوع بروتين ونشويات وخضروات وفاكهة وعصائر فريش".