أستاذة علاقات دولية: "كورونا" أضعف أمريكا.. ومغامرات تركيا العسكرية ستنتهي بالهزيمة

كتب: سيد جبيل

أستاذة علاقات دولية: "كورونا" أضعف أمريكا.. ومغامرات تركيا العسكرية ستنتهي بالهزيمة

أستاذة علاقات دولية: "كورونا" أضعف أمريكا.. ومغامرات تركيا العسكرية ستنتهي بالهزيمة

قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، خبيرة الشئون الروسية، إنه لا يوجد تغيّر فى موقف روسيا الداعم للرئيس بشار الأسد فى سوريا، وقائد الجيش الليبى، المشير خليفة حفتر، ووصفت «نورهان» فى حوارها لـ«الوطن»، التطورات العسكرية الأخيرة فى ليبيا بأنها «خطوة للوراء وخطوتان للأمام».. وإلى نص الحوار.

هل يوجد تغيّر فى موقف روسيا من سوريا؟

- لا، والحديث فى الإعلام عن وجود خلافات جوهرية بين روسيا ونظام الرئيس بشار مبالغ فيه. الخلافات القائمة محدودة، فالروس يرغبون فى توسيع نطاق المشاركة فى المسار السياسى (الانتخابات الرئاسية والبرلمانية) ليشمل المعارضين فى الخارج (مثل منصة روسيا ومنصة القاهرة.. إلخ) فيما يريد النظام أن تقتصر المشاركة على المعارضة المقيمة فى الداخل أى المقبولة من النظام فقط.

د. نورهان الشيخ لـ"الوطن": روسيا لم تتخل عن "الأسد" وما زالت تدعم "حفتر".. والجيش الليبى قادر على النصر

لكن الإعلام الروسى نفسه يتحدث بصورة سلبية عن بشار الأسد والسفير الروسى لدى سوريا انتقد النظام.

- رجل الأعمال السورى رامى مخلوف، أحد أفراد عائلة الأسد، هو من يقف على الأرجح وراء ما كتب فى الإعلام مؤخراً، فلمخلوف صلات ونفوذ داخل روسيا، ويبدو أنه تمكن من توظيف هذه الصلات لصالحه فى صراعه مع الأسد. لكن يظل هذا على مستوى الإعلام ولا علاقة له بخلافات جوهرية بين مؤسسات الدولة وبشار الأسد، فالروس ما زالوا حاضرين بقوة على الساحة السورية. وما كتبه السفير الروسى، الذى أصبح مبعوث بوتين لتطوير العلاقات مع سوريا، كان فى جوهره دعوة للنظام لإبداء مرونة أكبر فى التعامل مع الواقع الجديد.

كيف يخطط الروس لمستقبل سوريا: دولة واحدة، أم عدة دويلات؟

- روسيا تسعى لبقاء سوريا دولة واحدة موحدة، ويعارضون حتى فكرة حصول الكرد على وضع فيدرالى. يقبلون فقط بحكم ذاتى لهم لا أكثر. ويصرون على خروج كل القوات الأجنبية من سوريا.

لكن سوريا مقسمة الآن إلى مناطق نفوذ.

- هذا هو الواقع الآن: فهناك منطقة نفوذ كردية أمريكية ومنطقة تركية وأخرى يسيطر عليها النظام بدعم من روسيا وإيران. لكن أتوقع أن يتغير هذا فى الأمد المنظور، فى نحو 10 سنوات من الآن. قارن بين وضع سوريا اليوم ووضعها قبل سبتمبر 2015 عندما تدخل الروس فى الحرب، ستلمس فرقاً هائلاً، فقد نجح الروس وحلفاؤهم فى صناعة معجزة، فسوريا كانت على وشك الانهيار وسقوط النظام والآن يفرض النظام سيطرته على معظم أرضى سوريا وتعززت قدراته على مواجهة الضربات الخارجية من إسرائيل وتركيا وغيرهما. وقد يكون لكورونا الذى أضعف أمريكا والغرب دور فى التعجيل بانسحاب هذه الدول من سوريا.

إذاً ليس صحيحاً ما يقال إن روسيا نفد صبرها من الرئيس السورى وتسعى للتخلص منه؟

- روسيا لها مصالح، وقد تحققت وما زال استمرار النظام وليس شخص بشار، يصب فى مصلحتها: وبالنسبة للروس فإن بقى بشار فأهلاً وسهلاً وإن توافق نفس النظام على شخص آخر، فأهلاً وسهلاً.

وما هى مصالح روسيا فى سوريا؟

- القواعد العسكرية وعقود التنقيب عن البترول والغاز وعقود التسليح.

من أين تأتى سوريا بالمال الذى تدفعه لروسيا إن كان الأمريكان يسيطرون على آبار النفط هناك؟

- أولاً سيطرة أمريكا على حقول النفط مؤقتة ولن تستمر، وكما قلت لك قد يجبر كورونا الأمريكان على الخروج من سوريا ومن بلدان أخرى حول العالم مثل أفغانستان وغيرها. وثانياً فإن الاقتصاد السورى متنوع ولا يعتمد فقط على عوائد البترول.

إلى أين تسير الأوضاع فى ليبيا؟

- أظنها ستكون أقرب للنموذج السورى، وسيتمكن الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر من السيطرة على الأراضى الليبية ووضع نهاية للفوضى الحالية.

رغم الانتكاسات الأخيرة!

- قناعتى أن أحد تصريحات الجيش الليبى عبر عن الموقف بدقة عند وصفه الانسحاب من قاعدة الوطية بقوله: خطوة للوراء وخطوتان للأمام.. وهى فكرة متأصلة فى التكتيك الروسى، أى تنسحب من منطقة مضغوطة بشكل مدروس للتصرف بشكل أكثر فاعلية فى مساحة أوسع لتحقق النصر فى النهاية. وعموماً الموقف فى ليبيا ما زال غير واضح، وستحمل لنا الأيام المقبلة تطورات كبيرة، خصوصاً مع التراجع المحتمل فى الدعم القطرى والتركى لميليشيات السراج، فقد تسبب جائحة كورونا فى تراجع عوائد النفط والغاز ما يقلص من قدرات قطر من ناحية وقدرات فايز السراج فى تمويل التحركات التركية فى ليبيا من ناحية أخرى، كما أنه من الصعب على تركيا أن تخوض حربين على جبهتين مختلفتين فى نفس الوقت. فقد أثبت لنا التاريخ أن كل من فعل ذاك هزم فى النهاية، فقد هزم هتلر لأنه فتح جبهة فى الشرق ضد السوفيت وهو يحارب فى الغرب، وفشل نابليون لنفس السبب مع أعدائه فى أوروبا. هذا النوع من المغامرات قد يحقق نجاحاً مرحلياً، لكنه ينتهى بالفشل.

هل تغيّر موقف الروس من دعم المشير خليفة حفتر؟

- لا، ما زال الروس يدعمون الجيش العربى الليبى بقوة.

يسعى الأتراك والروس لبناء قواعد عسكرية فى ليبيا، فكيف سيكون رد فعل الغرب؟

- الولايات المتحدة وأوروبا قد تعارضان الوجود العسكرى التركى فى ليبيا من خلال التصريحات الصحفية، لكن فى النهاية لن تعارضا فعلياً حصول الأتراك على قاعدة عسكرية هناك، لأن أنقرة عضو فى حلف الناتو، أى أن هذه القاعدة ستكون للحلف أيضاً وليست ضده. مشكلة الغرب الأساسية فى مساعى روسيا الحثيثة لبناء قاعدة هناك، لأن ذلك يعنى لهم قدرة روسيا على تطويق الغرب من خلال قواعد عسكرية فى ليبيا وسوريا.. وهذا قد يفسر لنا عدم ممانعة الغرب للتحركات العسكرية التركية فى ليبيا على اعتبار أنها مناهضة للطموحات الروسية وتحد منها.

مصر تحارب على جميع حدودها.. لكنها دولة كبيرة بقدراتها وكفاءاتها وتستطيع أن تفعل الكثير

ما أكثر ما يقلقك فيما يتعلق بالأمن القومى المصرى؟

- إن الأخطار تحدق بمصر من كل اتجاه، وهى الدولة الوحيدة فى العالم الآن التى تحارب على جميع جبهاتها. لكن ما يدعونى للتفاؤل أن مصر دولة كبيرة بقدراتها وكفاءاتها وتستطيع أن تفعل الكثير.


مواضيع متعلقة