"عاصم" ساخرا من أجهزة "كشف الغش": "وزارة بتضيع فلوسها على كلام فارغ"

كتب: رنا علي

"عاصم" ساخرا من أجهزة "كشف الغش": "وزارة بتضيع فلوسها على كلام فارغ"

"عاصم" ساخرا من أجهزة "كشف الغش": "وزارة بتضيع فلوسها على كلام فارغ"

بين تلال المذكرات والكتب المكدسة أعلى مكتبه الخشبي، جلس "عاصم" طالب الثانوية يستجمع قواه الفكرية والعضلية "لأكل الكُتب" وحصاد أكبر كم من المعلومات قبل اقتراب موعد امتحانات نهاية العام، لكن عندما وقعت عينيه على خبر توفير أكثر من 1200 جهاز يكشف عن موجات أي تليفون محمول موجود داخل اللجنة، حتى لو كان مخفي في أعماق ملابس الطالب ــ حسب وزارة التعليم - طرقت ذهنه عبارة "وزارة بتضيع فلوسها على كلام فارغ". "هنغش منهج مخدناهوش؟!".. ملخص حال جميع طلبة الثانوية ومن بينهم "عاصم محمد" الطالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة أمير الشعراء، الذي حاصرته أزمة الدروس الخصوصية من جانب، لغياب العنصر الشارح فى المدرسة.. "أنا مرة رحت لقيت الإدارة بتقوللي روح البيت ذاكر لك كلمتين"، ومن ناحية أخرى ظاهرة انقطاع الكهرباء المتكررة.. "حتى لما قلت أحضر الدروس، المراكز التعليمية بترجعنا عشان النور مقطوع، ولو فكرت أذاكر فى البيت ألاقي النور برضو مقطوع/ وفي الآخر بنام ويروح تعبي عالفاضي". تكدس المناهج الدراسية في سنة واحدة، دفعت ابن الـ18 ربيعا للاتجاه نحو الدروس الخصوصية في 7 مواد مختلفة.. "وبرضو مش بقدر أفهم، ونص المواد لحد دلوقتي معرفش عنها حاجة، وهما شاطرين يحاسبونا على الغش". الجهاز الذي وفرته وزارة التربية والتعليم للقضاء على الغش نهائيا في الامتحانات ومحاسبة الغشاشين، قابله "عاصم" بسخرية من عقلية الوزارة، حيث وصفها بالتبذير في أماكن دون محلها.. "كان أكرم لهم يعملولنا تعليم ذكي في المدارس، وسبورات إلكترونية، ويقضوا على الدروس الخصوصية اللى مصت دم الأهالي، لكن هما بيدور على حلول من فوق الوش".