صياد التكفيريين.. حكاية بطل بالقوات المسلحة تمنى الشهادة كـ"منسي"

كتب: محمد مجدي

صياد التكفيريين.. حكاية بطل بالقوات المسلحة تمنى الشهادة كـ"منسي"

صياد التكفيريين.. حكاية بطل بالقوات المسلحة تمنى الشهادة كـ"منسي"

تذخر العسكرية المصرية ببطولات كثيرة؛ ففي كل شبر يترك رجال القوات المسلحة علامة يضربون بها أروع الأمثلة في التضحية والفداء؛ فهنا قاتلوا لمنع إرهابيين من الدخول لقتل المصريين، وسلب ممتلكاتهم، والاعتداء على أطفالهم ونسائهم مثلما رأينا في دول أخرى، وهنا كافحوا لمنع تسلل المهربين، سواء مهربي الأسلحة لداخل البلاد، أو مهربي أدوية وأغذية غير صالحة للاستهلاك الأدمي مثل السجائر المُسرطنة، وغيرهم من مستهدفي الأمن القومي المصري.

عدو "أهل الشر"

"الوطن" تروي اليوم قصة شهيد من خيرة رجال القوات المسلحة تروى لأول مرة، عن بطل ذاق التكفيريين والمهربين على يده الأمرين، وحاولوا استهدافه أكثر من مرة، لكن في كل مرة يرسلون فيها أحدا لإسكات نيرانه المدافعة عن الوطن، كان يسقط القاتل المأجور المرسل لاستهدافه غارقا في دمائه، راسلا رسالة لـ"أهل الشر" أنّ لمصر رجال يحمونها، هو الشهيد الرائد البطل أحمد خالد صلاح الحجار، قائد إحدى كمائن زلزال جنوب مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء.

الإرهابيون استهدفوا كمينه 20 يوما متتالية.. و"البطل" تصدى لهم فاستعانوا بـ"قناص محترف" لإسقاطه عن بعد

أرسل الإرهابيون عناصرهم لاستهداف الكمين الذي يتواجد فيه البطل لمدة 20 يوما متتالية، وفي كل مرة يسقط رجالهم بنيران البطل، الذي عُرف عنه إجادته بشكل منقطع النظير للرماية، فكان يدرب زملاءه من الضباط بتوجيهات من قياداته، ليرفع كفاءتهم القتالية، وهو الأمر الذي امتد لتدريبه ورفع كفاءة العشرات من الجنود الذين وضعوا تحت قيادته، ليسهم في تحويلهم لمحترفين يؤمنون كمينهم، ويسقطون من يحاول تهديد الأمن القومي المصري، ليسهم في إسقاط المئات من العناصر التكفيرية سواء بيده، أو بيد زملائه وجنوده الذين ساهم بشكل واضح في رفع كفاءاتهم القتالية.

درع تهريب "السلاح" وتأمين "الجبهة الغربية"

بطولات الشهيد أحمد خالد صلاح دوَّت سواء في المنطقة الغربية العسكرية، حين كان "رأس الحربة"، الذي توكل إليه مهام خطرة للغاية قرب "سيوة"، ليكون حصنا واقيا للوطن، ودرعا أمينا في مواجهة المهربين من تجار السلاح، والأغذية والمستلزمات والمنتجات سواء غير الصالحة للاستخدام أو غير خالصة الرسوم الجمركية، وصولا لبطولاته في التصدي للإرهابيين ممن يحاولون التسلل لأرض الوطن، وكان خلالها حين يطلق طلقة تسقط إرهابيا كعادته.

بطل "المهام المستحيلة"

ويروي قادة وزملاء الشهيد عن بطولاته الكثير؛ فالشهيد أحمد خالد صلاح، كان دائما يجلس في اجتماعات القادة مع قائد الأكمنة ونقاط الارتكاز الأمنية، ويسارع بطلب إسناد "المهام المستحيلة" لديه، وهي مهام تحتاج رجال بمواصفات خاصة ليتمكنوا من إنجازها، وهو ما كان ينجزه ببسالة، وقال قادته عنه إنّهم كانوا يسندون له المهام وهم يعلمون أنّه سيبذل كل ما في وسعه لينجح، ولم يخذلهم في مهمة قط.

وعُرف عن الشهيد ابتسامته التي لم تكن تفارق وجهه وهو وسط رجاله، وزملائه وقادته، إذ كان مرحا يحب الحياة، ولكن في الوقت ذاته مقاتل صلب، لا يلين في مواجهة "أهل الشر"، فكما وصفه زملائه كان كـ"الصقر"، يعرف كيف يختار فريسته، وكيف يوقعها في مخالبه بأقل الأضرار.

كمائن متتالية لاغتياله.. والنتيجة: مقتل "القتلة المأجورين"

وكبَّد "الشهيد"، المهربين خسائر مالية كبيرة، وخسائر لوجستية نظرا للضبطيات من السيارات التي نجح في إحباط تهريبها للمنتجات، ليعقدوا العزم على التخلص منه، ويعدوا له أكثر من كمين، لكن البطل الشهيد خرج منهم جميعا سالما.

لم ينس الشهيد أبدا لحظة أصيب فيها سائقه برصاص المهربين، ليزيده ذلك إصرارا على إحباط المزيد من تحركات المهربين، والقبض على المتورطين في تلك الأعمال المضرة بالأمن القومي المصري من حدود البلاد الغربية.

"نشنجي نمرة واحد"

ولفت نظر القيادة براعة الشهيد أحمد خالد في إطلاق النيران والرماية، إذ كان "نشنجي نمرة واحد"، ليتم الاستعانة به في تدريب الضباط والجنود في إحدى مناطق التمركز، وبقياس تطور مهاراتهم أظهروا كفاءة أكبر من قبل تدريبهم على يد "الشهيد".

جنوده: القائد أخو العساكر

وتمر الأيام، ويُكلف الشهيد أحمد خالد بالانتقال للانضمام لصفوف مقاتلي الجيش الثاني الميداني، ليتولى قيادة إحدى كمائن زلزال، والتي دُشنت جنوب مدينة الشيخ زويد، لمواجهة العناصر التكفيرية، ليبدأ الشهيد أولى مهامه لكن بشكل مختلف.

رفع كفاءة زملائه وجنوده في استهداف التكفيريين.. وجنوده: مكانش بيخاف الموت

أصرّ الشهيد على أن تربطه علاقة صداقة وإخوة بمجنديه، أسست قاعدة قوية ليطلب منهم مهام بطولية وفدائية في مواجهات التكفيريين، وذلك بعدما رفع كفاءاتهم، وشدد على ضرورة الانتباه، والتحلي بأقصى درجات اليقظة.

تمنى الشهادة

وبعد إعداد جنوده، كان الشهيد يخرج في المداهمات متصدرا إياها، رافضا أن يسبقه أحدا من جنوده، وكان يضرب المثل في الشجاعة والإقدام، وعدم الخوف، وتحميس رجاله على البطولة والتضحية لأجل مصر، حيث أنه "مكنش بيخاف الموت، وبيتمني يجيب حق الشهداء الذين سبقوه وأن يلحق بهم على خير".

رفع كفاءة "أكمنة سيناء"

وعقب النجاحات الكبيرة التي حققها رجال أول كمين تولى الشهيد قيادته، أمرت القيادة بانتقاله في أكثر من كمين ليرفع كفاءة رجاله القتالية، ويتمكن من تنفيذ عمليات نوعية كّلف بها نظراً لكفاءاته التي أثبتها في كل عملية يخرج فيها.

وبعد النجاحات الكبرى التي حققها، قررت قيادات بقايا العناصر الإرهابية المتواجدة جنوب مدينة الشيخ زويد أن يتم استهدافه، لإيقاف النجاحات المتتالية التي تحققت على يديه، لكنهم لم يكونوا يعلمون أنّ رجال الجيش المصري أبطال، يسلم كل منهم الراية ليواصلوا البطولة والفداء لأجل الوطن، وهو ما تحقق عقب استشهاد البطل أحمد خالد.

الإرهابيون استقدموا "قناص محترف" لمواجهته

وشكل العناصر الإرهابية مجموعات لاستهداف "خالد"، ليهاجموا على الكمين المتواجد فيه لمدة 20 يوما متتالية، وسط صمود من الشهيد ورجاله، إذ إنّ "كل طلقة كانت بتخرج براجل"، ليستقدم الإرهابيين قناص ذو درجة احترافية عالية، ليستهدف الشهيد، ليموت، لكن لم تترك القوات المسلحة حقه، حيث ثأرات له من مستهدفيه.

زملائه: كان فخور ببطولات منسي ورامي حسانين.. وتمنى أن يلحق بهم شهيدا

ويروى جنود وزملاء "الشهيد"، أنه كان طالما ينظر بعين الفخر لبطولات وتضحيات رجال القوات المسلحة لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية الخربة، وعلى رأسهم بطولات الشهيد العقيد رامي حسانين، والشهيد العقيد أحمد صابر منسي، وغيرهم من رجال جيشنا الباسل.

والدة الشهيد: كان كتوما لا يتحدث عن عمله

العميد متقاعد سلوي بديع، والدة الشهيد، قالت لـ"الوطن"، إنّ نجلها كان حريصا على عدم الحديث في أسرار عمله، أو أن يروي شيء لهم من منطلق سرية عمله في المؤسسة العسكرية، وكان يكتفي بالاتصال بهم كل فترة للاطمئنان عليهم، وكان رده على أي استفسار منا: "الحمد لله أنا كويس"، حسب والدة الشهيد.

العميد سلوى: بطولاته أثلجت صدري

وأضافت العميد سلوى، أنّ البطولات التي سمعتها من زملاء وقادة الشهيد أثلجت صدرها، إذ إنّها فخورة بالبطولات التي يسطرها رجال القوات المسلحة في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، موضحة أنّ نجلها الآخر ضابط بالقوات المسلحة، وأنّهم نذروا أنفسهم لفداء مصر.

نجله ولد بعد استشهاده بأيام وسُمَّي على اسمه

وأوضحت والدة الشهيد أنّ نجلها عقب استشهاده بأقل من شهرن وضعت زوجته مولودها الأصغر، وجرى تسميته أحمد على اسمه والده.

"معايدة الرئيس" على أسرته هوّنت غيابه في العيد 

وعن عيد الفطر المبارك، الذي جاء بعد أسابيع قليلة من استشهاد نجلها، قالت والدة الشهيد إنّ قلبها كان يعتصر حزنا على البطل، لكن ما هون عليها هو تذكر الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهم، أإذ أرسل لأسرة الشهيد هدايا، موجّهة الشكر للرئيس والقيادة العسكرية على رعايتها لأسر الشهداء والمصابين.

والدته: أتمنى تكريم اسمه

وأعربت والدة الشهيد عن أمنياتها في أن تلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي في مناسبات مقبلة، وأن يكرم اسم نجلها الشهيد، معربة عن ثقتها في زملائه ورجال القوات المسلحة بأنّهم قادرين على حماية الوطن واستقراره من أي تهديد يستهدفه.


مواضيع متعلقة