حسن حسني يكتب مشهده الأخير

حسن حسني يكتب مشهده الأخير
- حسن حسني
- وفاة حسن حسني
- وفاة الفنان حسن حسني
- الفن
- اخبار الفن
- حسن حسني
- وفاة حسن حسني
- وفاة الفنان حسن حسني
- الفن
- اخبار الفن
على نفس طريقة الأعمال الدرامية التى عاش مخلصاً لها طوال حياته، توقف قلب الفنان الكبير حسن حسنى بعد تعرّضه لأزمة قلبية فشلت معها كل المحاولات الطبية لإنقاذه، أغمض عينيه وقرر أن يودّع العالم فى صمت لا يليق بما قدّمه خلال مشواره الفنى الكبير، لم يكن حسن حسنى مجرد ممثل برع فى أداء الأدوار الكوميدية والتراجيدية، بل كان بالنسبة لجيل كامل من الممثلين كالبساط السحرى الذى يحملهم إلى عالم النجومية والنجاح، كان السبب الرئيسى فى نجاح أغلب جيل نجوم السينما الكبار، بداية من محمد هنيدى وعلاء ولى الدين وأحمد حلمى ومحمد سعد وأحمد السقا، وجوده فى أغلب تجاربهم السينمائية كان بالنسبة لهم كصمام أمان، يبدى ملاحظاته لهم عن أدوارهم، يضيف لحضورهم، يفتح لهم ذراعيه، ليستمدوا من طاقته وحضوره، فيصيروا نجوم شباك، محققين الملايين فى شباك التذاكر، بينما يكتفى هو بابتسامة رضا على ما يحققونه، وقبل أن يلعب هذا الدور المهم فى تاريخ صناعة نجوم سينما جدد، جذب وجهه كبار مخرجى السينما ليكون ممثلاً لأدوار رئيسية ومهمة فى أفلام عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبدالسيد ومحمد فاضل وعلى بدرخان، أدوار لا يجرؤ ممثل غيره على أدائها، رحل حسن حسنى بعد 60 عاماً عاشها مخلصاً للفن وعاشقاً له، متعاملاً معه بروح الهاوى، فكتب اسمه بحروف من نور فى تاريخ الفن المصرى.. وداعاً حسن حسنى.
"سواق الأوتوبيس" و"زوجة رجل مهم" و"أم كلثوم" و"عفاريت السيالة": 60 عاماً من السينما والدراما
صنع الضحكة على وجوه الملايين، جعل الكوميديا رمزاً لأعماله، أفلامه السينمائية رغم كثرتها إلا أنها محفورة فى ذاكرة المصريين، «إفيهاته» تسبق كوميديانات الصف الأول، فهو بمثابة الظهر الحصين، والعمود الفقرى الذى لا غنى عنه فى الأعمال الفنية.
تربى الفنان حسن حسنى منذ الصغر على حب الفن، وكانت البداية الحقيقية عندما اكتشفه الفنان الراحل حسين رياض، إلى أن انضم إلى المسرح العسكرى، وكان له تميمة الحظ بسبب مشاركته مع مخرجين كبار فى بداية مشواره الفنى منهم المخرج نور الدمرداش، وسمير العصفورى، وعاطف الطيب، إلا أنه قدم على مدار 60 عاماً، أكثر من 490 عملاً، ما بين مسرح وتليفزيون وسينما، ما جعلهُ الفنان الأكثر تمثيلاً فى تاريخ السينما العربية على الإطلاق.
قدم 490 عملاً.. وطلب من داوود عبدالسيد العمل فى "سارق الفرح" ونال 5 جوائز عن الدور.. وخشبة المسرح شغلت اهتمامه
شارك «حسنى» فى ٦ أعمال تبعد عن الكوميديا خلال العقد الأول من مشواره، فمن شخصية الشيخ قيسون، المنشد الضرير فى «البدرون»، إلى «عونى» الرجل المادى فى «سواق الأتوبيس»، وكان هذا الدور علامة فارقة فى حياته المهنية والفنية، حيث لفت إليه الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر بشكل مختلف، إلى دور ضابط الصف القاسى فى «البرىء»، ودور مساعد وزير الداخلية فى «زوجة رجل مهم»، والصديق الوفى فى «الظالم والمظلوم»، إلى شخصية الموظف الاستغلالى فى «فارس المدينة»، إضافة إلى مشاركته فى فيلم «سارق الفرح» فى دور «ركبة» القرداتى، ذلك العمل الذى طلب المشاركة فيه مع المخرج داوود عبدالسيد حتى وإن لم يحصل على أجر، ونال عن الدور ٥ جوائز.
وتم اختيار 5 أفلام اشترك فيها الفنان حسن حسنى فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد، وهى «الكرنك» ١٩٧٥، و«سواق الأوتوبيس» ١٩٨٣، و«البرىء» ١٩٨٦، و«زوجة رجل مهم» ١٩٨٨، و«ليه يا بنفسج» ١٩٩٣.
وفى مطلع الألفية الجديدة بدأ الفنان الراحل مرحلة الأعمال الكوميدية، حيث كان داعماً أساسياً للمواهب الشابة، والعمود الفقرى لأى عمل فنى، حيث وقف إلى جانب الأجيال الجديدة التى ظهرت بعده وشاركها بدايتها السينمائية مثل علاء ولى الدين فى «عبود على الحدود» ومحمد سعد فى «اللمبى»، ومحمد هنيدى الذى شاركه العديد من الأفلام والمسرحيات ومنها: «يا أنا يا خالتى»، و«عسكر فى المعسكر»، ومسرحية «حزمنى يا»، وهانى رمزى فى «محامى خلع» وأحمد حلمى فى «ميدو مشاكل» وأحمد عيد فى «ليلة سقوط بغداد»، و«رامز جلال» فى فيلم «أحلام الفتى الطائش»، إلى أن قدم معه أكثر من عمل فنى حتى أصبح «رامز» لا يتفاءل بدخول عمل فنى بدونه، حيث إنه قرر أن ينام 3 أيام تحت منزله من أجل أن يشاركه فى فيلم «مراتى وزوجتى».
وكان لخشبة المسرح نصيب من كوميديا «قشاش الفن»، حيث قدم عدداً من الأعمال الكوميدية منها مسرحية «على الرصيف» مع الفنانين سهير البابلى وحسن عابدين، التى دعمت نجوميته لدى الجمهور، كما قدم أيضاً فى عام 1985 المسرحية الكوميدية «اعقل يا مجنون» مع الفنان الكوميدى الكبير «محمد نجم»، ومن المسرحيات التى شارك فيها «حسنى» وأسهم فى نجاحها بشكل ملحوظ، «لما بابا ينام، حزمنى يا، عفروتو، جوز ولوز، اعقل يا مجنون، سكر زيادة».
وكان له فى الدراما علامات مميزة منها دوره فى «أبنائى الأعزاء شكراً» و«المال والبنون»، و«بوابة الحلوانى»، و«أم كلثوم»، و«يا رجال العالم اتحدوا»، و«رأفت الهجان»، و«جحا المصرى»، و«أميرة فى عابدين»، و«على يا ويكا»، و«عفاريت السيالة»، و«العار»، ليظهر مؤخراً فى مسلسل «رحيم» مع الفنان ياسر جلال، ويكون مسلسل «سلطانة المعز» فى رمضان 2020 مع الفنانة غادة عبدالرازق آخر أعماله الفنية التى ودع من خلالها الجمهور، ولكنه سيظل حاضراً بأعماله التى ستعيش لأجيال قادمة.