بعد عام من ملحمة "دك السبيل".. سمير بديلاً للشهيد عمر القاضي

كتب: صفية النجار

بعد عام من ملحمة "دك السبيل".. سمير بديلاً للشهيد عمر القاضي

بعد عام من ملحمة "دك السبيل".. سمير بديلاً للشهيد عمر القاضي

"غربل السبيل يا سمير" جملة شهيرة ترددت على مسامع الكثير منا وتركت أثر بالغ وارتبطت بملحمة بطولة الشهيد عمر القاضي الذى استشهد على يد التكفيريين فى معركة كمين "بطل 14" بشمال سيناء التى وقعت صباح عيد الفطر الماضى، لتفيض روح "القاضي" إلى بارئها مع تكبيرات العيد ويترك لنا بطولة لا تنسى فى قصة الدفاع عن الأرض والوطن.

فى صباح عيد الفطر الماضى استيقظ المصريون على خبر مفجع وهو استشهاد البطل عمر القاضي، خاصة بعد أن سمعوا تسجيلا صوتيا خاصا به يدمي القلب ويعجز الزمن عن نسيانه مهما طالت أيامه يقول فيه "بلغوا أمى إن ابنك مات راجل.. ومات شهيد.. محدش ينساني يا جدعان.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله" فكانت تلك الكلمات التى سجلها جهاز اللاسلكى واستغربها زملاؤه لشدة شعوره باقتراب آجله هى كلمات البطولة والشجاعة والثبات فى مواجهة العدو لآخر لحظة. 

وبعد مرور عام على واقعة استشهاد "القاضي" ظل زملاؤه على العهد يتذكرون بطولاته دائما ويتفاخرون بها، منفذين وصيته بألا ينسوه وكأنه يعيش معهم بروحه، حيث كتب النقيب سمير خالد رفعت الذى شارك مع القاضى فى معركة كمين "بطل 14" منشور عبر صفحته الشخصية يوجه من خلاله رسالة إلى "القاضى" قائلاً "فى نفس التوقيت ده حوالي الساعة 4:10 يوم 24 \5\2019، كنت واقف وقت الجد سد يا صاحبي واقف قدام عيني وسط رجالتك.. واقف لحد آخر طلقةً فى طبنجتك.. أنت علمت العالم كله درس عن الثبات متقلقش يا عمر حقك رجع وفى ساعتها وأنا خير شاهد على ذلك".

ووجه "سمير" الذى أصر على أن يظل فى عمله بكمين بطل 14 الشكر "للقاضى" على ثقته فيه وقت المعركة، مضيفاً: "شكراً عشان كنت واثق فيا ويا رب أكون كنت قد الثقة دي.. وأعرف إني عملت كل اللي عليا.. بس ربنا مختارك من وسطينا يا صاحبي أنت خلتني واقف مكانك دلوقتي ورافع راسي ومعايا رجالتي ومستعدين وجاهزين ننول الشرف"، متمنياً أن ينال الشهادة مثله "نفسي أكون زيك.. ربنا يرحمك يا حبيبي وفي رعاية الله للي أحن مننا.. إحنا مش ناسينك".

وأثناء معركة كمين بطل 14، العام الماضى استشهد عسكرى من صفوف "القاضى" فأبلغ "سمير" الذى يحارب معه على جبهة أخرى فى نفس الكمين "أنا معاى عسكرى مات أنا معاى شهيد وكلنا فى السكة يا جدعان ابعتوا لنا دعم يا جدعان.. دكو السبيل علينا كلنا.. اضرب على الكمين يا سمير.. غربل السبيل"، قالها بصوت على يملائه الحزن على رفيقه فى الملحمة الأسطورية.

ومع استمرار المعركة كانت الدبابات المحملة بالدعم العسكرى والمعدات تحاول أن تشق طريقها الملغم بالقناصات وقذائق الأر بى جى لتصل إلى الأبطال إلى أن اقتربت مسافة المواجهة بين القاضى والتكفيريين قائلاً لزملائه "انا بينى وبين العيال 40 متر يا منزلاوى وذخيرتى خلصت" موجهاً رسالة للتكفيريين فى نفس اللحظة "تعالى ياد تعالى خدنى ياد لو تعرف"، لتصله رسالة صوتية على جهاز اللاسلكى "اثبت الدعم جاى عليك من الناحيتين"، لكن القدر قال كلمته قبل وصول الدعم واستهشد عمر القاضى ولقى ربه وعيده فى الجنة مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

عمر القاضى ابن محافظة المنوفية، كان أصغر أشقائه، تخرج في كلية الشرطة عام 2017، واستشهد بعد عامين من تخرجه وهو في الـ24 من عمره، وأثناء حفل تخريج كلية الشرطة دفعة 2019، كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدة البطل، وأطلق اسمه على الدفعة، تكريما له وتخليدا لذكراه.


مواضيع متعلقة