أطباء لكن مرضى.. فوتوسيشن بـ موبايل يجسد مقاومة الجيش الأبيض

كتب: دينا عبدالخالق

أطباء لكن مرضى.. فوتوسيشن بـ موبايل يجسد مقاومة الجيش الأبيض

أطباء لكن مرضى.. فوتوسيشن بـ موبايل يجسد مقاومة الجيش الأبيض

يفتك بجسدها النحيل داء السكري، لكنها تسارع بحمايته باستخدام عقار "الأنسولين" الذي تنخز به بإحدى يديها، بينما بالأخرى تعدّ الأدوية التي تحملها لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، متحملة الألم والخوف في سبيل التصدي للجائحة العالمية، كجزء من واجبها المهني والإنساني كونها من أفراد الجيش الأبيض.

قبل انتشار الفيروس في مصر وفرض قرارات حظر التجوال وتعليق الدراسة، استشعر أحمد رماد، 27 عاما، مؤسس مجموعة "Mobile Photography Egypt" عبر موقع فيس بوك، خطورة المرض ومعاناة فرق الجيش الأبيض، بدرت إلى ذهنه تجسيد ذلك في أثناء تقديمه لورشة عمل في 8 مارس الماضي، التي كانت تهدف لتقديم تجربة كافية ليمتلك الفرد وعي بصري أفضل، فألتقطوا صورة هزلية وقتها مستوحاة من سخرية المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قرر "رماد"، خريج كلية الحقوق والذي يعمل منذ 9 أعوام في مجال التصوير وصناعة الأفلام القصيرة، تطوير الفكرة لالتقاط جلسة تصوير كاملة بشأن كورونا، ولكن من خلال صديقة له ضمن الأطقم الطبية والتي تعاني من داء السكري وتحتاج لتناول الأنسولين لعلاجه، ما يجعلها ضمن الفئات الأكثر خطورة للمرض ولكنها تحارب في صفوف الجيش الأبيض.

"عملنا السيشن بين حضانات الأطفال علشان نأكد إنه لازم يكون جوانا أمل وإيمان علشان نعدي الأزمة".. هكذا لخص رماد هدف الجلسة التي تضمنت صورا التقطت بكاميرا الموبايل للطبيبة التي تحمل الأنسولين وأدوات العلاج بين يديها وتقف وسط حضانات الأطفال، وعلى وجهها ملامح الثبات والرغبة في الشفاء الممزوج بالأمل في تجاوز الأزمة، لتحقق نجاحا وانتشارا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تعتبر تلك الجلسة واحدة من جلسات عدة ومشاركات واسعة لابن محافظة الإسكندرية الذي ذاع صيته من خلال صورة المفعمة بالحياة، والتي بدأها قبل 7 أعوام، بتأسيس مجموعة لصناع الأفلام المصريين لتبادل الأعمال والخبرات التي لم يتسن له معرفتها في بداية طريقه، وفقا لحديثه لـ"الوطن".

بعد 3 أعوام، برزت في ذهنه بصحبة عدد من أصدقائه تدشين مجموعة أخرى لتطوير فكرة صور الموبايل، كمجلة رقمية، محرريها هم المواطنون العاديون الذين يتبادلون عليها صورا لمختلف المحافظات لتقريب المسافات والمشاركة بين أفراد الشعب، فسارع لإطلاق Mobile Photography Egyp، التي جمعت في البداية فنانين ومصورين مصريين بالخارج تبادلوا عليها صورا مميزة عن حنينهم لمصر.

وسرعان ما انتشرت المجموعة وجمعت الآلاف عبرها، ومن مختلف المحافظات "في ناس بتنزل صور لأهلهم وشوراعهم من أماكن كتير مراحهوهاش زي الوادي الجديد وأسوان ودهب"، لتكون أشبه بمبادرة فنية من الجميع لتوثيق جوانب الحياة المختلفة داخل البلاد وتقريب المسافات بطريقة بسيطة عبر الموبايل.

"هدفنا الصورة المختلفة اللي تطلع بدون حمولة ووقتيه اللي هو من خلال الموبايل، وتصلح للنشر في وسائل الإعلام".. هذا هو المسار الذي نفذه رماد مع أصدقائه، الذين نشروا العديد من الصور عبر المجموعة الشهيرة حاليا، حيث تمكنوا المشاركة من المشاركة في عدة فاعليات هامة بالبلاد، بالتعاون مع وكالات إعلانية والاتحاد الأوروبي، منها مبادرة "بلاستيك بح" التي دعمت إقامة فاعليات بيئية ناجحة، وتنظيف الشواطئ والنيل.

 


مواضيع متعلقة