في "عزل بلطيم".. "ضحى" الملاك الصغير يبدل أحزان المرضى لأفراح

كتب: سمر عبد الرحمن

في "عزل بلطيم".. "ضحى" الملاك الصغير يبدل أحزان المرضى لأفراح

في "عزل بلطيم".. "ضحى" الملاك الصغير يبدل أحزان المرضى لأفراح

 للمرة الثانية تقف صامتة مبتسمة راضية بما كتبه الله لها، داعية أن يجعل رعايتها لمرضى الوباء العالمي فيروس كورونا المستجد، في ميزان حسناتها، لا سيما أنها لم تتردد لحظة واحدة في الانضمام للفرق الطبية لعلاج مرضى الفيروس بمستشفى عزل بلطيم.

ولأنها تقضي عيد الفطر بين جدران المستشفى ومع كبار السن داخل الرعاية المركزة وقسم الكلي، فكرت "الملاك الصغير" في كيفية إسعادهم حتى يشعروا ببهجة عيد الفطر بعد غيابهم اضطرارياً عن ذويهم.

"رسالتي رعاية المرضى"، لم تفكر  الممرضة ضحى طارق محمود، ابنة مركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، كثيرا حينما عُرض عليها الانضمام للفريق الطبى الأول بمستشفى العزل، تغلبت على خوفها وأصرت على خوض التجربة.

بتكبيرات العيد وتوزيع الهدايا والبلالين، احتفلت صاحبة الـ 22 عاما بعيد الفطر مع زملائها والمرضى داخل المستشفى،،حاولت إضفاء مناخ من السعادة وبدلت بكاء المرضى خاصة كبار السن منهم إلى فرح وضحك ولعب.

"المرضى محتاجين الدعم النفسي والمعنوي قبل العلاج، علشان كدة جبت بلالين أنا وزمايلي وشغلنا الياوند بتكبيرات العيد، صلينا الفجر والعيد مع المرضى، إحنا سندهم وهم أهلنا، حسوا بالعيد، وكانوا فرحانين وتحول البكاء لفرحة وضحك ولعب".

بطلة الجيش الأبيض: "قضيت 28 يوما بالمستشفى.. وصلينا العيد مع المرضى"

 

في شهر مارس الماضي، أبلغت إدارة مستشفى بلطيم، ضحى، أنها ستكون من أوائل الذين سيستقبلون مرضى الفيروس،"كل حاجة كانت مفاجأة، مكناش نعرف يعني إيه كورونا، لكن مقدرتش أتاخر، قابلتني مشكلة كبيرة وهي إقناع أهلي، والدتي كانت قلقانة، ومبطلتش بكاء، لكن قدرت أقنعها أن ده واجبي، احتسبنا عملنا عند ربنا قبل أي حاجة، كنا مرعوبين أول مرة نحارب عدو خفي، مش عارفين هنخرج من المستشفى ولا لأ".

تجربة جديدة أقدمت عليها الممرضة الصغيرة، تغلبت على مشاعر الخوف وحملت حقيبتها وتوجهت إلى المستشفي "سنتين بشتغل في المستشفى لكن المرة دي كنت خايفة جدا، استقبلت مرضى كورونا، وقضيت أول 14يوم داخل قسم الاستقبال، كنت حاسة إن الملابس الواقية صعبة جدا عليّ، كنت ببكي خلف بدل العزل أحياناً، الموقف كله غريب، لكن كل ده بينتهي أمام دعوات مريض جاي بيبكي".

أتمنى تغيير نظرة المجتمع لنا وللمصابين

مواقف صعبة مرت بها الممرضة الشابة، داخل المستشفى خلال  28يوما من العمل: "قضيت أول 14 يوم وكنت أبكي لبكاء المرضى خاصة كبار السن، كنت أول من يستقبلهم بعد نزولهم من سيارات الإسعاف، بحاول أطمنهم أننا معاهم، ونتبع بروتوكولات مكافحة العدوى، سواء بارتداء الملابس الواقية أو الحفاظ على مسافات الأمان".

وبحسب ضحى "في المرة الثانية رحت قسم الرعاية المركزة والكلى، أصعب حاجة بتقابلني لما مريض يموت، علشان كدة بنحاول نخفف عن المرضى وندعمهم نفسياً، بكل اللى نقدر عليه، ونفسى نظرة الناس تتغير نحو مصابي كورونا ونحونا، إحنا بنحارب عدو خفى فمينفعش الناس تنفر مننا ، لازم يدعمونا، وبتمنى أن ينتهي الفيروس وتعود الحياة لطبيعتها".


مواضيع متعلقة