"لعب وضحك وعلاج".. إنسانية ممرضة بـ"عزل بلطيم" تقهر خوف "الرضيع عمر"

"لعب وضحك وعلاج".. إنسانية ممرضة بـ"عزل بلطيم" تقهر خوف "الرضيع عمر"
- كفر الشيخ
- عزل بلطيم
- ملائكة في عزل بلطيم
- ممرضات عزل بلطيم
- كورونا
- كفر الشيخ
- عزل بلطيم
- ملائكة في عزل بلطيم
- ممرضات عزل بلطيم
- كورونا
تقف صامدة، متسلحة بحب الوطن، وعلمها الذى تعلمته خلال دراستها بمهعد التمريض، تحاول وزملاءها إنقاذ حياة مرضى الوباء العالمي الجائح فيروس كورونا المستجد، فحينما كُلفت أن تكون ضمن الفريق الطبي الذى سينتقل لأول مستشفى جرى تخصيصه لعزل الحالات المصابة بالفيروس، لم تتردد لحظة واحدة، على الرغم من خطورة العمل مع الوباء، وحينما عُرض عليها مرة ثانية، أيضا لم تتردد على الرغم من اعتراض أسرتها، تؤمن بأن ما تقوم به هو واجبها الوطني، تجاه بلدها فى هذه المرحلة الحرجة.
شروق شعيشع، ممرضة فى صفوف أبطال الجيش الأبيض بمستشفى العزل ببلطيم، تبلغ من العمر 21 عاما، وجدت أن مهمة إنقاذ حياة مرضى كورونا، إنسانية بالدرجة الأولى، فهي مهمة كبيرة، تُضاف إلي مهام عملها الروتيني، لكنها ستكسبها خبرة فى التعامل مع الفيروسات القاتلة، فعلى الرغم من أنها التحقت بالفريق الطبي الأول فى الرابع من أبريل الماضي، إلا انها طلبت الإنضمام للفريق مرة آخرى، بعد اتنتهاء فترة العزل المنزلي لها 14 يوما، لكنها تعتبر هذه المرة من أجمل أيام حياتها، لرعايتها طفلاً أقل من 9 أشهر يُعالج داخل المستشفى.
منذ أيام، حملت الممرضة الشابة حقيبتها، وتوجهت للمستشفى، للمرة الثانية، لكنها مختلفة، وحين ارتدت الملابس الواقية، بدأت فى مهام عملها، وبينما كانت فى مرور على عنابر المرضى للتعرف على مهامها الجديدة، وجدت الطفل الرضيع «عمر.ا»، البالغ من العمر 9 أشهر، مُصاباً بالفيروس، حينها شعرت الممرضة الشابة نحوه بالأمومة، على الرغم من أنها ليست متزوجة.
احتضنت الطفل الرضيع، وحملت على عاتقها رعايته خلال فترة علاجه، كاسرة حاجز الخوف والرهبة لدى الطفل، الذى لم يدرك ما يحدث حوله: "أول ما بدأت اشتغل لقيت طفل صغير مع والدته مصاب بالفيروس، مكنتش متخيلة إن طفل رضيع فى العمر ده، ممكن يكون مُصاب، مقدرتش أمسك دموعى، حضنته كأنى مامته رغم انى مش متزوجة، ومن وقتها وانا برعاه وبلاعبه وبعالجه، بحاول اخليه ينسى خوف العلاج ، هو لسة مش مدرك ايه اللى بيحصل حواليه، لكن بيحس بالحنية".
بطلة فى الجيش الأبيض: "نداعب المرضى وندعمهم للتخفيف عنهم.. دعواتهم بتقوينا"
حينما ترى شروق، الطفل الرضيع، تتناسي مهامها نحو المرضى لبرهة من الوقت، تبدأ فى مداعبته والضحك واللعب معه، قبل إعطاءه جرعة العلاج، تحاول طمأنة الطفل بطرق مختلفة هى وزميلاتها، حيث يقمن بنفخ الجلافزات ورسم أشكالا عدة عليها، ثم مداعبته بها، بالاضافة الى البلالين: "لما بشوفه بنسى كل حاجة، ضحكته بالدنيا، بلعب معاه وبنفج الجوانتيات وارسمله بالقلم اشكال عليها، برفعه لفوق فبيضحك بصوت عالى، وبننفخله البلالين، الأطفال بتصعب عليا، فبحاول أخفف عنهم، ميدركوش حاجة، ولا عارفين هما فين، بس بيتأملوا الأماكن والأشخاص، وكان بيخاف لما شافنا فى الأول، طفل ميعرفش إحنا لابسين كدة ليه، ولا عارف هو فين، يمكن وجود والدته بيهون كمان".
أيام من الخوف تعيشها أسرة الجندية فى صفوف الجيش الأبيض، لكنها تحاول طمأنتهم عبر مكالمات هاتفية، تُجريها بهم يوميا، دقائق معدودة تهاتف أسرتها للإطمئنان عليها، تحاول الا تشعرهم بما تشعر به من خوف ينتابها، أحياناً: "أهلينا خايفة علينا جداً، خاصة لما بيسمعوا أن فى مصابين بين الأطقم الطبية أو التمريض، بنحاول نطمنهم من خلال الاتصال بيهم يومياً، لكن اللى بيهون عليهم لما بنبعت ليهم صورنا وقد ايه الناس بتحبنا، بنعتبر المرضى أهلنا، دعواتهم بتقوينا، المرضى بيتعلقوا في أمل، وإحنا أملهم فى الشفاء، بنحاول قدر المستطاع نعمل اللى علينا، وبندعى ربنا يوفقنا فى إنقاذ حياتهم، هما كمان بيناجوا ربنا وبيناجونا، أنهم يخرجوا من المستشفى، فجأة وجدوا أنفسهم فى أماكن لا صوت يعلو فيها سوى أصوات سرينة الإسعاف التى لا تنقطع، وأصواتنا اللى بتحاولتطمنهم، بندعمهم نفسيا".
الممرضة: "ارتداء الواقيات صعب مع الصيام.. نتحمل لعدم نقل العدوى"
للمرة الثانية لم تترد ملاك الرحمة فى تأدية واجيها، وتلبية نداء الوطن: "أول ماطلبونى متأخرناش، ولما تعاملت مع الحالات حبيناهم وهما حبونى وبنتعامل على أساس أنهم أهالينا مش بس مجرد مرضى وبنقضي خدمة وخلاص، وفي أوقات كانت بتبقي صعبة عليا لما بتعامل مع ناس وبتعود عليهم ويموتوا كان تقريبا دي بتبقى أصعب لحظه عليا، ونفذنا كل التعليمات لحمايتنا من الإصابة بكورونا، ما جعلنا أكثر قدرة على التعامل مع النزلاء بدون خوف، كنا بنلبس البدلة الواقية والكمامة والقفازات والكزلك قبل التعامل معهم، ولو طلبونا مرة تالتة هنكمل".
ساعات طويلة ترتدى ملاك الرحمة شروق، الملابس الواقية، ضمن الإجراءات الاحترازية التي فرضتها وزارة الصحة، على العاملين بمستشفيات الحجر والعزل الصحي لمنع إصابتهم بالعدوي،"إرتداء الملابس الواقية صعب جداً مع الصيام، كثيرة لكن لازمة علشان نحمى أنفسنا من العدوى، كانت الأول شكلنا بيخوف الناس فما بالك بالاطفال، لكن إتعودوا خلاص، ونتمنى ان ينتهى الفيروس وتنتهى مهمتنا فى انقاذ المرضى".