قرداش: بداية الخلافات والنزاعات داخل داعش الإرهابي ظهرت في 2013

قرداش: بداية الخلافات والنزاعات داخل داعش الإرهابي ظهرت في 2013
أوضح أهم قادة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، المعتقل لدى جهاز المخابرات العراقي، طه عبدالرحيم عبدالله بكر الغساني المكنى بالحاج عبدالناصر قرداش، في مقابلة مع "العربية نت"، أنه في بداية عام 2016 وبعد مقتل الإرهابي المكنى (حجي معتز) نقل قرداش للعمل ضمن (لجنة العراق) وعمل نائباً للإرهابي المقبور (أياد حامد محل الجميلي المكنى أبو يحيى العراقي) الأخير شغل منصب أمير للجنة آنذاك وكان عمله يختص بإدارة الملفات الإدارية والأشراف على عمل (التطوير والتصنيع).
وشهر أغسطس عام 2016 وبعد مقتل الارهابي المكنى (أبو محمد العدناني) صدر أمر من البغدادي بحضوره إلى الميادين واللقاء به وتكليفه بتشكيل (لجنة مفوضة) جديدة حيث اقترح المتهم على الأخير تشكيل لجنة من جميع الجنسيات لعدم حصول تفرقة بين ما يسمى بـ(الانصار والمهاجرين).
ووافق على ذلك ومن ثم أرسل عبدالناصر بريد إلى كافة القيادات والولاة في الشام بترشيح أسماء ليكونوا اعضاء في (اللجنة المفوضة) وبعد استلام الأسماء قام البغدادي أثناء لقاء قرداش به بتكليفه برئاسة اللجنة والإشراف على جميع الملفات بالإضافة إلى إدارة ملف (التصنيع والتجهيز) واختيار أعضاء اللجنة كل من:
أولاً: الارهابي (أبو أسماء التونسي) مسؤول الملفات الإدارية.
ثانيا: الارهابي (أبو إسحاق مضالم) مسؤول الملفات الشرعية وبعد عزل الأخير من اللجنة استلم مهامهالارهابي المكنى (أبو حفص الجزراوي).
ثالثا: الارهابي (أبو أيمن الريفي) مسؤول الملفات العسكرية وديوان الجند.
رابعا: الارهابي (أبو سعد الشمالي) الإشراف على الملفات الأمنية.
ومن خلال للقاء تحدث عن ابرز الأحداث التي رافقت عمله بصفته عضواً ومسؤولاً (للجنة المفوضة) بين أعوام (2015 -2016-2017) وعلى التفصيل الآتي:
أولا: معركة كوباني والدوافع التي أدت إلى الهجوم عليها، منذ سيطرة عناصر التنظيم الإرهابي على مناطق واسعة من محافظة (الرقة) عدا المناطق الكردية وكذلك شرق (حلب) ومحافظة (الحسكة) وخاصة مناطق (رأس العين، تل الحميس) وغيرها من القرى المجاورة، وكان الصراع قائما قبل سيطرة التنظيم بين فصائل (الجيش الحر) و(جبهة النصرة) مع قوات حماية الشعب الكردية، على مناطق محدودة مثل (رأس العين، تل الحميس) في محافظة (الحسكة) وقرية (كندار) في محافظة (الرقة).
ومناطق أخرى في محافظة (حلب) وبعد معركة سنجار وسيطرة التنظيم الإرهابي عليها وقتل (الايزيدين) وأخذ نسائهم كان يتواجد عدد من جنود حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار، وبعد الأحداث آنفا، اتخذوا قرار بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي.
وفي عام 2014، بعد عقد (البغدادي) اجتماع حول الموضوع مع (أبو ياسر العراقي) بحضور الإرهابيين كل من (أبو سعد الشمالي/ والي الرقة، أبو حفص الجزراوي/ والي حلب، عمر الشيشاني)، قرروا شن هجوم على مناطق الأكراد الواقعة بين محافظة حلب ومحافظة الرقة (كوباني)، والقرى المحيطة بها.
وتمت السيطرة على جميع المناطق بسرعة وحتى المربع الأخير داخل مدينة (كوباني) وبعدها تم التدخل من قبل التحالف الدولي وتلقى الأكراد دعم دولي كبير جداً على كل الأصعدة وخصوصاً الدعم العسكري من خلال توفير السلاح والغطاء الجوي.
وكذلك الدعم الاستخباري، وقلبت الموازين في هذه المعركة لصالح التحالف الدولي والأكراد وخسارة التنظيم الإرهابي مايقارب (800) عنصر في مدينة كوباني، وحدها ومن ثم خسارة جميع القرى التي تمت السيطرة عليها مسبقا، من قبل عناصر التنظيم، وبالتالي استمرت الخسائر لتشمل جميع مناطق شمال سوريا وحتى مدينة (منبج) وماحولها.
ثانيا: السيطرة على مدينة تدمر الثانية ومن ثم خسارتها، معركة تدمر الثانية عام 2015 كانت بناءً على اقتراح الإرهابي المكنى (أبو يحيى العراقي) ووالي (حمص) الإرهابي المكنى (حسان عبود) وذلك لغرض رفع معنويات عناصر التنظيم بعد الهزيمة التي لحقت بهم في مدينة (كوباني)، بالإضافة إلى الاستيلاء على مخازن السلاح والعتاد التي كانت متواجدة بالمنطقة آنفا، والتابعة إلى الجيش السوري.
وأعطى موضوع البحث موافقته لبدء العملية بالإضافة إلى دعمهم لوجستياً لإنجاح العملية واشتركت بالمعركة عناصر التنظيم العاملة في ولاية (حماه، حمص) بالإضافة إلى عدد كبير من العناصر تم سحبهم من الإدارة العسكرية التي كانت بأمرة الإرهابي المكنى (أبو يحيى العراقي) واستمرت سيطرتهم على المدينة مدة (6) أشهر استولوا خلالها على عدد من مخازن السلاح والتي اعتبرت إضافة نوعية لأمداد زخم عملياتهم.
ثالثا: خسارة أغلب مناطق حلب ودمشق، ويقصد بها المناطق الصحراوية المحاذية لريف دمشق والتي تمتد من الريف الشرقي لحمص شمالاً والي شمال وادي اليرموك جنوباً (الواقع في مدينة درعا) والتي تحاذي جبل (الدروز) في السويداء صعوداً حتى جبل (دكوة) ثم بمحاذاة الغوطة الشرقية وصولاً إلى (البتراء)، وتحدها من جهة الشرق ولاية دير الزور.
وهذه الولاية هي الأخرى من المجاز تسميتها بهذا الاسم بل هي لا تزيد عن كونها قاطع، واستقر الأمر على تسميتها بقاطع (بئر القصب) وتكمن أهميتها في كونها حلقة الوصل بين وادي اليرموك في درعا الذي كانت تتواجد فيه عناصر للتنظيم وبين مناطق التنظيم وكذلك يعتبر (جبل الدروز) في المنطقة السويداء من أهم طرق تهريب السلاح باتجاه مناطق التنظيم وكذلك سائر السلع، فضلاً عن كون ذا التواجد للتنظيم يجعله قريباً جداً من دمشق.
وهذا يجعله قوة ضاغطة على الجيش السوري وأثناء تولي المتهم موضوع البحث رئاسة اللجنة المفوضة نهاية عام 2016 قام بأرسال (أبو ايوب العراقي) والذي سبق وان شغل منصب والي (دمشق) لغرض استشارة العناصر العاملة في الولاية آنفاً بالبقاء في مناطقهم حيث رفضوا ذلك وأدى ذلك إلى إصدار المتهم أمر بانسحاب جميع العناصر إلى ولاية الخير مما أدى إلى حدوث خلاف بينه وبين البغدادي بسبب عدم استشارته في موضوع الانسحاب.
رابعا: معركة الباب، عام 2017 بعد تقدم القوات التركية على مدينة (الباب) التابعة إلى (ولاية حلب)، كان الوالي آنذاك الإرهابي المكنى (أبو آيات الجوفي)، و الإرهابي المكنى (أبو أنس الفراتي)، الأخير شغل منصب مسؤول ديوان الجند آنذاك ومسؤول المعركة الإرهابي المكنى (أبو مريم بغداد)، حيث استمرت المعركة مدة (3) أشهر تقريبا.
وكان أعداد عناصر التنظيم يقارب (700) عنصر، أسفرت عن حرق آليات عديدة للجيش التركي، ما أدى إلى ازدياد حدة القتال، وبعد استعانة السلطات آنفا بالتحالف الدولي، تم حسم المعركة لصالحهم، وقتل ما يقارب (580) عنصر من التنظيم.
وعند سؤاله عن أسباب النزاعات والخلافات داخل تنظيم "داعش" الإرهابي، منذ تولي البغدادي عام 2010، لغاية أحداث الباغوز ذكر الآتي:
أولا: بداية الخلافات والنزاعات داخل صفوف التنظيم على مستوى القيادة، ظهرت بعد عبوره إلى سوريا في عام 2013، حيث حدث نزاع كبير بين قيادة جبهة النصرة، وعلى رأسهم (الجولاني) الفرع التابع للتنظيم داخل سوريا، وبين قيادة الدولة وعلى رأسهم (البغدادي)، وكانت هذه الخطوة متوقعة بسبب طبيعة (الجولاني) المحبة للسلطة والظهور وإعجابه بنفسه، ولم يكن الخلاف لأسباب منهجية أو عقائدية، حيث تطور النزاع من حالة السلمية إلى حالة المواجهة، وخاصة في مناطق شرق سوريا.
ثانيا: النزاع الثاني في صفوف التنظيم، هو نزاع منهجي تولد بوصول طلبة العلم إلى أعلى قيادات الدولة، والتأثير عليهم أمثال (أبو جعفر الحطاب)، الذي كان يصاحب ويعمل مع الإرهابي المقبور (أبو علي الانباري)، وهو محسوب على تيار (الغلاة) ومعه طلبة آخرين من مختلف الجنسيات، كانوا يأخذون الدروس عنده من ضمنهم الإرهابي (أبو منذر المصري، أبو محمد التونسي، أبو مصعب التونسي، أبو هاجر الجزراوي)، الذين تم قتلهم فيما بعد من قبل البغدادي.
وتيار محسوب على (الأرجاء)، على رأسهم الإرهابيين كل من (أبو همام الأثري/ تركي بنعلي، أبو بكر القحطاني، أبو مسلم المصري)، وهم من المقربين جدا من البغدادي، وبعد سيطرة التنظيم على محافظة الموصل، وإبعاد الإرهابي (أبو علي الأنباري) من سوريا إلى العراق.
وعدم نشر خبر مقتله تم ملاحقة المحسوبين على (تيار الغلاة) من قبل الأمن، وكان يتم مناظرتهم في السجون وإطلاق سراحهم في حال تراجعهم عن منهجهم السابق، مع أخذ تعهد خطى بعدم الرجوع للأمر.
وكان يتهمهم البغدادي بنيتهم عمل انقلاب داخل "داعش"، واستمر الأمر حتى تم تشكيل لجنة (الرقابة المنهجية) بقيادة (أبو محمد فرقان) لتدقيق طلبة العلم الذين ثبتت عليهم مشاكل منهجية وتوصل الأخير إلى أن التيار المحسوب على (الأرجاء)، هو من سبب بظهور (تيار الغلاة) الذين أثبتوا أن الإرهابيين كل من (القحطاني والاثري وأبو مسلم المصري) كتبوا مقالات تصل إلى الكفر ولأجل وقف انتشار فكر (الغلاة) في الدولة ولدفع التهم عنها أصدر البيان الأول (المتعلق فيمن يتوقف بتكفير من يعذر المشركين المنتسبين إلى الإسلام)، وكان ذلك بداية النزاع بين الإرهابي (أبو محمد الفرقان)، والمؤيدين له من طلبة العلم، وبين تيار الإرهابيين (أبو همام الاثري والقحطاني) ولم ينتهي الجدل بينهم لغاية مقتل (أبو محمد فرقان).