بعد عرض "الاختيار".. تعرف على كرامات شهداء "البرث" بعد الشهادة
بعد عرض "الاختيار".. تعرف على كرامات شهداء "البرث" بعد الشهادة
مع نهاية مسلسل الاختيار، تسود حالة من الحزن على العظماء من رجال الجيش والشرطة المصرية الذين يسطرون بأحرف من نور حكاية هذا الوطن، ويضحون أعظم التضحيات لأمن جميع أبنائه، ومن رحمة الله ورفقه بعباده، أن أعد للشهيد منزلة خاصة، لا يدانيها منزلة على الإطلاق، وذلك تسكينا لأفئدة فاقدي ذويهم، وتوطيدا لعضد المقاتلين لكل أعداء الأوطان، فالمكانة التي أقرها الشرع تجعل كل مقاتل في دأب وسعي لنيل الشهادة وتحصيل منزلتها الخاصة في الشرع الإسلامي.
يقول الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن من يقتل من رجال الجيش والشرطة في المواجهات الأمنية ضد العناصر الإرهابية ينال أعلى درجات الشهادة؛ لأن الإسلام جعل رتبة من يقاتل في سبيل الله تعالى ويدافع عن الأوطان من أعلى رتب الشهداء.
مضيفًا أن كل من قُتل نتيجة اعتداء الإرهابيين سواء أكان من المدنيين أو العسكريين من أبنائنا فهو في رتبة الشهداء إن شاء الله تعالى وقاتلهم ينتظره العذاب الأليم في الآخرة.
وأكد مفتي الجمهورية، في فتوي بيان سابق له أعاد موقع دار الإفتاء نشره، أن من يُقتل من العناصر الإرهابية المجرمة في مواجهاته ضد الجيش والشرطة ليس شهيدًا؛ وقاتله مأجور؛ لأنهم من المفسدين في الأرض الذين ينطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [المائدة: 33] ؛ فالإرهابي شخص مجرم معتدٍ لا تنطبق عليه الشهادة.
وأكد مفتي الجمهورية أن الخدمة العسكرية شرف ما بعده شرف يتمناه أي إنسان، ومن يقولون عكس ذلك إنما يريدون السوء ولا يردون الخير لمصر، ويريدون أن تضعف هذه البلد، وهيهات أن تكون أمنيتهم محل تحقيق أو توفيق؛ لأن مصر عصية صعبة المنال بفضل الله تعالى وحفظه وبفضل رجال هذاالوطن الشرفاء.
وعن رتبة شهيد الدفاع عن الوطن في الآخرة قال مفتي الجمهورية إن العلماء أوصلوا درجات الشهداء إلى ثمانية عشر نوعًا أعلاها من مات وهو يدافع عن وطنه، ويشملهم قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } [آل عمران: 169]، مؤكدًا على أن من مات اليوم ومن قبل في رفح وغيرها هم شهداء، ماتوا وهم يدافعون عن وطننا وشرفنا وعزتنا أمام خوارج العصر من المجرمين.
وحول كرامة الشهداء أكد مفتي الجمهورية أن الله سبحانه وتعالى جعلهم في رتبة الأنبياء وصحبة الصالحين، وأنهم سيشفعون يوم القيامة لأهلهم، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون تكريمًا لهم فهي شهادة حق تخبرنا عن منزلة الشهداء، كما أن الدم الذي سال من كل شهيد ريحه ريح المسلك وهي رتبة لم ينلها إلا الشهيد.
مبينًا أن للشهيد أحكاما خاصة في الفقه من أنه لا يغسل ولا يكفن ويدفن بدمه؛ لأن هذا الدم الذي سال منه في سبيل الله والوطن دم طاهر شريف يبقى معه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى.
وبيَّن مفتي الجمهورية أن أجر الجندي الذي يرابط ويدافع عن الوطن عظيم، لأنه ينطبق عليه وصف الرباط، والذي بشره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا العمل من أعمال أهل الجنة الذين لا تمسهم النار لقوله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".
وقال المفتي إن المجموعات الإرهابية المجرمة تنتمي جميعًا إلى فكر متطرف واحد لا يختلف بمختلف المسميات، حتى وإن تلونوا بأي لون؛ فهم يوهمون البعض بأنهم أبرياء من هذه الدماء، إلا أن التاريخ يؤكد أنهم جميعًا في سلة واحدة، ولقد توعدهم الله بالعقاب في الدنيا والآخرة، هم كلاب النار وقاتلهم مأجور إن شاء الله تعالى.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، حكم الشهيد ومنزلته عند الله، وأجاب المركز عن تساؤل لأحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول استشهاد أحد أصدقائه في موقع دفاعا عن الوطن، وما هي منزلته وما يتميز به الشهيد عن غيره من الأموات.
وبحسب "الأزهر للفتوى" فمن كمال شريعتنا الغراء إنها تعطى كل ذى حق حقه سخاء وكرما، لا سيما حينما يقدم الإنسان حياته ثمنا لحماية دينه وبلده وعرضه والدفاع عنهم فكان البائع هو الإنسان والمشتري هو الله قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" التوبة: 111.
والذي يقدم حياته للدفاع عن الإسلام أو بلاده فهو شهيد فالله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وملائكته يشهدون له بدخول الجنة وروحه شاهدة للثواب. (ابن عابدين/ الدر المختار).
وللشهيد مكانة عظيمة لا يسويها شيء نوضحها في النقاط التالية:
- لا ألم أو وجع للشهيد
لقد خرج أحمد والنسائي وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مَسَّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسَّ الْقَرْصَةِ».
- خصال اختص بها الشهيد
"اختص اللهُ تعالى الشهيد بست خِصالٍ لمْ تُمنح لِغيره، قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ للشّهيدِ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ سِتَّ خِصالٍ: أن يُغفَرَ له في أولِ دَفعةٍ من دمِه، ويَرى مقعدَه من الجنَّةِ، ويُحَلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزَوَّجَ من الحُورِ العِينِ، ويُجارَ من عذابِ القبرِ، ويأمنَ من الفزعِ الأكبرِ، ويُوضَعَ على رأسِه تاجُ الوَقارِ الياقوتةُ منه خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويُزَوَّجَ ثِنتَينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العِينِ، ويُشَفَّعَ في سبعينَ إنسانًا من أقاربِه».
لقد أخرج النسائي وصححه ابن حبان عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ أَيُكَفِّرُ اللَّهُ عَنِّى خَطَايَايَ؟َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «نَعَمْ». فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ نَادَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - أَوْ أَمَرَ بِهِ فَنُودِيَ لَهُ- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كَيْفَ قُلْتَ؟». فَأَعَادَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «نَعَمْ إِلاَّ الدَّيْنَ، كَذَلِكَ قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ».
-النجاة من عذاب القبر
أخرج النسائي عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: «كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً».
- أول من يدخل الجنة هم الشهداء
فأخرج الترمذي وحسنه، وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله: «عُرِضَ عَلَيَّ أَوَّلُ ثَلاَثَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: شَهِيدٌ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ، وَعَبْدٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ اللَّهِ وَنَصَحَ لِمَوَالِيهِ».
- رائحة دمه يوم القيامة المسك
فقد أخرج البخارى ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ -وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ».
- كرامة خاصة من الله
فيما رواه البخاري روى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:َ "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ .
- الشفاعة لأهله
الشفاعة في أهل بيته: ففيما راوه ابو داوود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُشَفَّعُ الشَّهِيدُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِه".
