أزهريون وخبراء: "الاختيار" شرح خريطة الإسلام السياسي للمواطن العادي

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسي

أزهريون وخبراء: "الاختيار" شرح خريطة الإسلام السياسي للمواطن العادي

أزهريون وخبراء: "الاختيار" شرح خريطة الإسلام السياسي للمواطن العادي

خلق مسلسل "الاختيار" الذي يجسّد بطوله الشهيد البطل أحمد منسي، أسطورة الصاعقة المصرية، حالة دينية غير مسبوقة، ضاربا بعرض الحائط فكرة رفض المتدينين للأعمال الدرامية، فقد أجبر المسلسل الصغير والكبير والمتدين وغيره على الجلوس للاستمتاع به، وقد أشادت المؤسسات الدينية وقياداتها بالمسلسل، فأطلقت دار الإفتاء المصرية هاشتاج مسلسل الاختيار تشجيعا لرواد صفحاتها على مشاهدته، وأشاد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالعمل.

وأكد العشرات من أساتذة الأزهر على متابعتهم له من كثب، وانخرط العشرات من أئمة وزارة الأوقاف ووعاظها، في تفسير كل كلمة وجملة ومعني ورد بالمسلسل وتوضيحه للناس، فأكد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية وأمين الفتوي والدكتور مظهر شاهين عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على متابعتهم لمسلسل، مطالبين بالمزيد من الأعمال الدرامية الناجحة كالاختيار.

وقال سامح عيد، الباحث في جماعات الإسلام السياسي، إن مسلسل الاختيار خطوة مهمة في اتجاه لطالما طالب به الكثيرون، فالقاعدة أن عملا فنيا واحدا يخاطب الوجدان مثل مسلسل الاختيار، أفضل من ألف خطبة منبرية تقليدية لم تعد تؤثر أو تتجاوز مسامع الحضور، فالمسلسل خطوة جيدة لكشف حقيقة التظيمات الإرهابية وتطرفها وتنوير الرأي العام، حيث إن الأعمال الدرامية الوطنية وقعها يكون قوي وله دوي خاص في قلوب وعقول المصريين، لقد خسر الإرهابيين والمتشددين مساحة واسعة مما كانوا يقفون عليه من قلب للحقائق وسعي للتضليل الديني.

وأضاف "عيد"، أن الأسرة المصرية البسيطة تابعت العمل بشغف، وكذلك الأجيال الجديدة التي للأسف هجرت القراءة والمعرفة، وكان المسلسل بمثابة معين كبير لهم للمعرفة، ومحفز على التضحية، ويمكن القول أن جيلا كاملا وجد بطله وقدوته ونموذجه الذي يقتدي به، فكل من سيرى جنديا أو تذكر أمامه كلمة جيش سيتذكر بطولات "منسي" ورفاقه رحمهم الله.

وأوضح: لقد أزال المسلسل غمة وسحابة سوداء وضعها المتطرفون على أعين الكثيرين، وناقش وحاور وجادل وطرح طرحا مختلفا وعميقا، وأزال غبارا تراكم طويلا عن المعدن الأصيل للوطنية المصرية التي تجلت في أكتوبر وحرب الاستنزاف وما سبقهم من مواقع ووقائع ولحظات كادت أن تنسى لولا بسالة وشجاعة المنسي رحمه الله وزملائه.

وقال خالد الزعفراني، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن تجسيد الأعمال الدرامية الوطنية أمنية طال انتظارها، مؤكدا أن الشعب المصرى لابد أن يدرك مدى أهمية التضحية فى القضاء على التطرف.

وأكد "الزعفرانى" على أهمية بث الأعمال الدرامية فى الوقت الحالى لتتقوية الروح المعنوية، حيث تصل الأذهان بسرعة، مشيرا الى أن الشعب المصرى لابد أن يدرك حقيقة البطولة والتضحية لموجهة التطرف والإرهاب ونشأتهم وشدة عدائهم للوطن وتنوير العقول بالشخصيات البارزة مثل العقيد المنسى التى ظهر يدافع عن الوطن حتى إصراره الذهاب لسيناء للدفاع عن وطنه.

وقال إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق، كان الأمر عبارة عن خريطة متداخلة، لا يمكن أن يجمعها أحد بسهولة، فما العلاقة بين داعش التكفيري، وتنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان التي توزع الصدقات على الفقراء والغلابة، فقد أوضح المسلسل تلك العلاقة، وكشف للناس أن الإخوان اصل كل الشرور، وأن كل التنظيمات الإرهابية ما هي إلا وجهات لجماعة الإخوان الإرهابية، للفت الأنظار بعيدا عنها أو لتخفيف الضغط الواقع عليها، فكلهم كومبارسات داعش وأخواتها (أنصار بيت المقدس – حسم – الثورة – القاعدة.. إلخ) وكلهم أبناء بررة لتنظيم الإجرام الإخواني.

وأضاف: لقد رأى رجل الشارع كيف أن الإخوان هي الأب الشرعي لكل تنظيمات الإجرام باسم الإسلام، وناقش الأفكار القطبية والسلفية الجهادية بمنتهى السلاسة، وفي سياق درامي، لو حاولت إيصال كم المعلومات التي عرضها الاختيار لرجل الشارع وسيدة المنزل وطالب الجامعة، بشتى السبل، لما استطعت، ولكن استطاع عمل درامي واحد توصيلها، في بعث جديد لفكر الدراما الوطنية التي كنا نفتقدها، في مواجهة جماعات المسكنة والادعاء والمظلوميات الأولى في الكوكب، والذين استطاعوا الدخول من باب المسكنة والادعاء على الكثيرين.


مواضيع متعلقة