صابرين: تجسيدي دور زوجة شهيد في مسلسل "ليالينا 80" عزائي الوحيد عن عدم مشاركتى في "الاختيار"

كتب: ضحى محمد

صابرين: تجسيدي دور زوجة شهيد في مسلسل "ليالينا 80" عزائي الوحيد عن عدم مشاركتى في "الاختيار"

صابرين: تجسيدي دور زوجة شهيد في مسلسل "ليالينا 80" عزائي الوحيد عن عدم مشاركتى في "الاختيار"

استطاعت الفنانة صابرين أن تُبرز صورة المرأة المصرية القوية التى تظهر وقت المحن خلال أحداث مسلسل «ليالينا 80»، فكانت خير مثال للأم الأرملة التى فقدت زوجها الشهيد فى حرب أكتوبر 1973 أثناء دفاعه عن الوطن، فحافظت على أولادها وكانت لهم بمثابة عائلة كاملة، عمودهم الفقرى فى حياتهم ومشكلاتهم، ولا تنفصل عنهم، تراعى مصالحهم لدرجة تنسيها الاهتمام بذاتها، فكانت المعنى الحقيقى للتضحية، ونموذجاً للعطاء.. وهو الدور الذى تلقت عنه إشادات كبيرة من الجمهور والنقاد.

وفى حوارها مع «الوطن» كشفت «صابرين» عن سبب موافقتها على العمل، خاصة بعد تجربتها الكوميدية العام الماضى، وتحدثت عن أجواء التصوير فى زمن فيروس «كورونا» المستجد.

توقعنا أن لا يحظى المسلسل بمشاهدة رمضانية كبيرة.. لكن فوجئنا برد الفعل المبهر من الجمهور

فى البداية.. حدثينا عن ردود فعل الجمهور على دورك فى مسلسل «ليالينا 80»؟

- قبل عرض «ليالينا 80» توقعنا أن لا يحظى بمشاهدة رمضانية كبيرة خلال الموسم الحالى، لأن المسلسل مختلف ولا يشبه الأعمال المعروضة حالياً، ولكننا اكتشفنا رد فعل قوياً على المسلسل من جانب المشاهدين بعد عرض الحلقات الأولى، كما جاءت الأصداء على دورى «مُبهرة»، حيث إننى جسّدت دور الأم المصرية زوجة الشهيد، تلك الصورة التى غابت عن الدراما منذ عرض مسلسلات «الشهد والدموع» و«ليالى الحلمية» التى كتبها الراحل أسامة أنور عكاشة، وأخرجها إسماعيل عبدالحافظ، فكان الجمهور يفتقد تلك الحالة من النوستالجيا.

من وجهة نظرك، لماذا حظى العمل بإشادات من الجمهور والنقاد بعد عرض حلقاته الأولى؟

- بسبب عدة أمور أولها طرح تتر المسلسل بأغنية «ليالينا» لوردة، فهذا صنع رد فعل كبيراً، بالإضافة إلى رجوع الموسيقار هانى مهنى، ووجود مجموعة كبيرة من الممثلين مثل إياد نصار وغادة عادل وخالد الصاوى، فضلاً عن كفاءة المخرج وأدواته، والموسيقى التصويرية، وفريق التصوير، وعرض صورة الحارة الشعبية وجدعنة شعبها، كما استعرضنا صورة الأم التى تربى وتحمل مسئولية وفى نفس الوقت تضحك وتخفف الألم، فكل تلك العوامل كانت أساساً لنجاح العمل.

بعد أدائك لدور أم الكوميدية العام الماضى بمسلسل «فكرة بمليون جنيه»، هل كان هدفك هذا العام تغيير جلدك بتجسيد شخصية زوجة الشهيد؟

- بالفعل، فأنا أحاول تغيير جلدى بالكامل، كما أننى سعدت بالسيناريو عندما عُرض علىَّ دور أم مصرية ولكن بنموذج مختلف، ففى العام الماضى جسدت دور الأم المصرية الكوميدية التى تضحك باستمرار، ولا يشغلها شىء سوى أولادها حتى فى وقت الشدة لا يفارق الضحك وجهها، ولكن فى «ليالينا» الأمر مختلف، فأقوم بدور زوجة شهيد، التى تكون بمثابة أم وأب فى وقت واحد، وبداخلها مسئولية كبيرة تجاه أبنائها، حتى ابتسامتها تحمل خلفها الكثير من الآلام.

معظم مشاهدك غلب عليها الحزن والبكاء.. فما صعوبة شخصية «رقية» بالنسبة لك؟

- صعوبة الشخصية تكمن فى إحساسها وليس تمثيلها، فتجسيد دور أرملة شهيد من الأدوار الصعب تنفيذها، لما تمتلكه تلك الشخصية من مشاعر، فزوجة الشهيد تكمل بطولته الحقيقية فى حفاظها على أولادها، فمن الأشياء التى كنت أتمنى المشاركة خلالها هذا العام مسلسل «الاختيار»، فهو من الأعمال المميزة، وكنت أتمنى المشاركة خلال أحداثه، ولكن عزائى الوحيد أننى قدمت دور زوجة الشهيد فى حقبة زمنية خاصة بالثمانينات.

ولكن تجسيدك لزوجة شهيد مسئولية كبيرة، فما هو مرجعك الأساسى لتنفيذ الشخصية؟

- لم يحالفنى الحظ بمشاهدة نماذج حقيقية لسيدات فقدن أزواجهن فى الحرب قبل تنفيذ المسلسل، ولكن شاهدت أبناء شهداء فى مدرستى عندما كنت صغيرة، وكنت أرى أمهاتهم ماذا تفعل من أجلهم، كما أن نشأتى فى منطقة «عابدين» ساعدتنى لأننى شاهدت الأم المكافحة تعمل وتذهب إلى عملها من أجل أولادها بعد استشهاد زوجها، كما أتذكر جارتنا لأنها كانت أرملة، فكان حولنا نماذج كثيرة فى ذلك الوقت.

المسلسل تعتمد أحداثه بصورة أساسية على مشكلات «بريد الجمعة»، فمن وجهة نظرك ما أهم ما يميز كتابات عبدالوهاب مطاوع؟

- فى الحقيقة أننى قدمت أكثر من عمل للكاتب عبدالوهاب مطاوع، وأهم شىء مميز فى كتاباته هو أن قصصه تمس القلوب لأنها من نبض الشارع المصرى، فهى قصص حقيقية من لحم ودم، وكان الجميع يتكاتف من أجل متابعة قصة يوم الجمعة، ومحاولة تقديم حل لها، وأتذكر متابعة عائلتى لهذه القصص، ومثلت شخصيات من أعماله، خاصة أننى دخلت الوسط الفنى وأنا صغيرة، فقد نشأت على قراءتها.

بعد عرض المسلسل وجد البعض أن أحداثه من الممكن أن تتماشى مع أى وقت دون الالتزام بحقبة الثمانينات، ما تعليقك على ذلك؟

- كانت وجهة نظر المؤلف أن اغتيال أنور السادات حقبة تاريخية لم يسلط عليها الضوء فى الدراما، لذا قرر أن تكون بداية المسلسل من هذا المشهد، بتولى محمد حسنى مبارك الرئاسة، وما تبعه من الانفتاح الاقتصادى فى المجتمع المصرى، وتغيرات بداية دخول فكر التطرف الدينى، وتحكم الرأسمالية، ومدى تطور وتغيير الشخصية المصرية.

معنى ذلك أن العمل يبعد عن السياسة؟

- «مقاطعة».. العمل لم يكن سياسياً، ولكنه رصد للحالة الإنسانية وتغيراتها وتوضيح بداية تغيير الشخصية المصرية، وظهر ذلك فى مشاهد إياد نصار بتغيير العملة وما أعقبه من تغييرات، ومحاولة خالد الصاوى التغلب على ذكريات وفاة شريكة حياته والبحث وراء أسرة أخرى، وغادة عادل التى تكتشف خيانة زوجها لها وتحاول التغلب على الصعاب من أجل ابنتها، فنريد أن نبين أن المصرى طول الوقت صلب مهما مر عليه من ظروف، ولكن بكل تأكيد عندما يحدث تغيير سياسى يؤثر على المجتمع بكل طوائفه.

هل قمت بأى تعديلات على سيناريو المسلسل؟

- لم يكن لى أى إضافات، خاصة أن الدراما تتطور بتصاعد متميز، وكل الممثلين دخلوا التصوير وهم على علم أن العمل بطولة جماعية، وكل حلقة لها نجم مميز، وفى النهاية الكل يكمل بعضه، لذا لم أتدخل فى كتابة السيناريو، وكل ما كان يهمنى أن يكون كل مشهد خاص بى فى الحلقة مميزاً.

هل ترتيب أسماء النجوم على التتر وفقاً للظهور كان بالاتفاق مع فريق العمل تفادياً للمشكلات؟

- بالطبع، هذا الأمر أصبح قاعدة فى المسلسلات التى تضم أكثر من نجم، لذا يكون ترتيب الاسم حسب الظهور حتى يرضى الجميع.

هل تعتبرين أن «ليالينا 80» يجذب فئة الجمهور الذى عاش تلك الفترة فقط؟

- بالعكس، فالمسلسل يتابعه طبقات مختلفة، خاصة الفتيات، فتلفت انتباههم موضة تلك الفترة، بالإضافة إلى أن المسلسل به مشاعر وقصص حب تجذب المشاهد.

ماذا عن التعاون مع المخرج أحمد صالح؟

- يجمع بينى وبين المخرج أحمد صالح كيميا كبيرة، وهو مخرج مُريح بصورة كبيرة، وهو حرص على استعراض المشاهد الخاصة بالمشاعر والتى تربط العائلة بعضها ببعض، وكان هناك مناقشة طوال الوقت بيننا قبل التصوير.

اعتمدتِ على البساطة فى ظهورك بـ«ليالينا»، لماذا ابتعدتِ عن التكلف؟

- لأننى أجسد دور أم بسيطة تعمل من أجل أبنائها، فصممت أن تكون ملابسها محدودة، بظهورى بـ«لوك» واحد فقط، فهى حتى إذا كانت جميلة فإنها تدارى جمالها، فبدل أن تشترى لذاتها وتهتم بحالها تفضل أبناءها، فكان من المهم أن نُظهر تلك البساطة، وتركت وزنى يزداد من أجل الدور حتى يتم تصديقى بأننى «أم» لمجموعة من الشباب، لأننى عندما أفقد وزنى أظهر بشكل أصغر، وهذا لا يتناسب مع طبيعة الشخصية.

من وجهة نظرك.. هل المسلسل يحتاج إلى أكثر من جزء؟

- بالنسبة لى سوف أحدد مشاركتى فى الأجزاء المقبلة على حسب نجاح شخصية «رقية»، فإذا انتهى المسلسل والجمهور متشوق للشخصية فسوف أشارك فى الجزء الجديد، ولكن إذا لم يأخذ الصدى فلن أشارك لأننى أخشى على تاريخى، ولكن بـ«فضل الله» المسلسل فى منطقة خاصة بمفرده، والجمهور أحب مشاهدة تلك الفترة وأحداثها.


مواضيع متعلقة