والد شهيد كمين ملحمة البرث: "لو طولت عشماوي كنت شربت من دمه"

والد شهيد كمين ملحمة البرث: "لو طولت عشماوي كنت شربت من دمه"
"كنت بتمناه بعد انتظار 5 سنوات، كان ابني وسندي وضهري وعكازي، كان بيحب الجيش أوي وطوب الأرض بيحبه، كان بيعطف على الكبير والصغير ويسند الضعيف، وله في الخير كتير"، بهذه الكلمات بدأ الحاج العربي رزق، والد شهيد ملحمة البرث، المجند أحمد العربي حديثه لـ"الوطن"، عن ابنه الشهيد الذي ارتقى في سن الثانية والعشرون أثناء خدمته في سلاح الصاعقة كتيبة 103.
يقول الأب: "كان حاسس إنه هينال الشهادة، قبلها بنص ساعة اتصل بينا يطمن علينا وعلى اخواته البنات، بحكم عادته اللي بتخليه دايما يتواصل معانا علشان يشوفنا محتاجين إيه"، مضيفا "وقت الاتصال كنت لسه واخد جلسة الكيماوي، وعامل شوية عمليات فاتصل يطمن عليّ".
الأب يواصل حديثه عن ابنه قائلا "في المرة الأخيرة قالي ازيك يا ابا صحتك عاملة إيه وشدد علي أخد بالي من نفسي، وكلم والدته قالها متزعليش علي يا أما أنا كويس أدعيلي".
وأضاف" كان في زيارة عائلية لنا قبل ١٠ أيام من الحادث ويومها سلم علي مرتين وقبل يدي وقدمي حيث كانت تلك عادته معي وقال لصديقه المقرب وابن عمه في ذات التوقيت أنا نفسي استشهد في سيناء بس الموضوع هيكون صعب على والدي ووالدتي كأنه كان حاسس بقرب موعد استشهاده تمنها ونالها".
يردف والد الشهيد البطل قائلا كان في نفسي ولد بعد ما أنجبت بنتين ويشاء القدر ربنا منح لى ولدين توأم بعد 5 سنوات أحمد الشهيد وشقيقه محمد وهما الاثنين دخلوا الجيش في يوم واحد الشهيد كان يخدم في رفح وشقيقه محمد في أنشاص محافظة الشرقية ليشاء القدر أن يخدم أحمد مع العقيد أحمد منسي.
ويضيف والد الشهيد قائلا "لما كان بينزل إجازة كان بيعرفنا بموعد نزوله وكنا نتظره حميعا أمام المنزل وخوفا علينا من التعب قرر عدم إبلاغنا بمواعيد زيارته كان بيوصل يروح على شقيقته ياخد دش هناك ويعطيها الحلويات التي كانت عادة عنده عند زيارة شقيقاته ويقعد يطمن عليها ثم يأتي لنا يقعد معنا ويطمئن علينا ولا ينام إلا لجوارنا أنا ووالدته حتى يطمئن علينا ثم يصعد لغرفته".
وتابع" نظرا لأن شقيقته تقيم في طنطا محافظة الغربية فكان حريص كل زيارة يروح لها ثاني يوم يطمن عليها أما شقيقه التوأم فحال نزوله البلد ولم يجد شقيقه كان يذهب له كتيبته في الشرقية ليطمئن عليه ويعطيه الطعام والمال كان صديق لكل زملاء شقيقه من ضباط ومجندين أي حد كان يتعامل معه يحبه كما كان يساعد سيدات البلد الغلابة ويقول لي يا بابا خرج اللبن لوجه الله صدقة بلاش تبيعه كان طيب القلب طاهر حنون وعطوف على الكل" .
يستعيد الأب الملكوم ذكريات قائلا" أمه كانت حاسة أن ضناها هيموت فيوم الحادث ذهبت للكشف خلال قافلة طبية لتجد السيدات يتهامسن أمه دي فلم تأخذ في بالها فلم تكن قد علمت بخبر الاستشهاد وقبل ما تدخل تكشف في العيادة قال لها أخد الجيران أبنك مصاب في حادث ياحاجة روحى البيت وأول ماوصلت وجدت الناس متجمهرة أمام المنزل أما أنا فجاء لى ابن شقيقي الأرض تعالى أصل أحمد تعبان شوية وهما عايزينك عند البيت يا عمي لنجد الناس متجمهرين ونبلغ بالخبر من مركز شرطة الزرقا و حينها لم نتمالك أنفسنا وجميع أفراد الأسرة دخلوا في نوبة انهيار خاصة وأن شقيقته كان أحد الضباط تواصل معها قبل مننا.
ويردف الأب قائلا أبننا استشهد مع الشهيد البطل أحمد المنسي حيث كان يقوم أحمد ابني بقنص التكفيريين متابعا فضل يضرب عليهم لآخر نفس فيه هو راح لربه فلا يغلى على ربنا ولا يغلى على مصر قلوبنا أنا ووالدته راضيين عنه ليوم القيامة.
يتابع الأب حديثه قائلا أنا وكل أفراد الأسرة حريصين على متابعة مسلسل الاختيار الذي يجسد ملحمة وطنية فريدة متابعا مع كل حلقة بشعر وكأن شعري بيقف وبتعب جدا من الأحداث الصعبة لكن عندنا أبطال يدافعون عن الأرض والعرض ليوم الدين فأحمد وزملاءه ضحوا بعمرهم من أجل أن نعيش في أمن وأمان إحنا بناكل وبنشرب وعايشين وهما يحاربون عصابات ليس لهم دين أو ملة.
وعن علاقته بقادته يقول والد الشهيد كان دائما ما يحرص المنسي على إصطحابه معه منزله ليتسامرا كان يعتبره شقيقه الأصغر كما كان أحمد في كل زيارة حريص على شراء الحلويات ليأكلها بصحبة أفراد كتيبته وقادته كانوا أسرة واحدة كما كان يصف خالد مغربي بالفتوة طيب القلب.
وعن أمنيته يقول والد الشهيد "كان نفسي أشوف منظر عشماوي وهو بيتعدم علنيا ليشعروا بحرقة قلوبنا كما كان يتمنى قتل أولاد عشماوي أمام عينيه كان نفسي يعدموا عيال عشماوي قدام عينينه عشان يحس بالضناكان نفسي أشوف منظره وهو بيتعدم وكان نفسي الضنا مفيش أغلى منه يتعدموا عياله قدام عينيه ليعلم مدى حرقة قلوب أهل الشهداء ذنبهم إيه ولادنا يستشهدوا عشان شوية خونة باعوا شرفهم وضمائرهم والله لو كنت أطول عشماوب ومن معه لشربت من دمائهم وفي النهاية مقدرش أقول غير ان الشهيد لا يغلى على ربنا ولا على مصر فطول عمره مطول رقبتنا ورجالة الجيش رجالة محترمة ربنا يحميهم لشبابهم".
تلتقط جمالات بركات والدة الشهيد طرف الحديث قائلة "يوم جنازته كنت برقص فيها من حرقة قلبي عليه ملحقتش أشوفه عريس في الدينا ليذهب إلى ربه عريس في الجنة.
وأضافت "كانت حنية الدنيا فيه كان بيغسل لى الملابس وبيطبخ الطعام ويأتي به لى دائما كنت بتشرف به ولن أنسي يوم إجازته الأخيرة حين توديعنا سلم علي مرتين في البيت ومرة على السلم سلم علي وحضننى بشدة وكأن قلبه كان حاسس وقبل استشهاده بنصف ساعة أتصل بي ليطمئن علي وقال لى " خلى بالك من نفسك ياماما وكان بيوصيني على نفسي وقال لى الوضع تمام عندنا متخافيش وسبق وقال لي هتطوع مرة ثانية بعد إنتهاء فترة خدمتى أصل الجيش هيوحشنى ورجالته لو مروحتش الجيش مين هيروح ويومها أستغربت لما سلم علي ثلاث مرات في الإجازة الأخيرة مختتمة حديثها قائلة "عايزين نقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي لو قابلته كأن شوفت ابني".