الصيدلانية بسمة أشرف تكتب: لم أشعر بالغربة إلا يوم مغادرة مستشفى العزل

الصيدلانية بسمة أشرف تكتب: لم أشعر بالغربة إلا يوم مغادرة مستشفى العزل
مع بدايه أزمة كورونا في مصر، ما كان يشغلني هو أن أكن ضمن الفرق الطبية في مستشفيات العزل، لم يقع الاختيار عليّ في البداية، ومشاعر مختلفة تتضارب داخلي بين الحزن والانتظار، في ذلك الوقت اتخذت قراري بالمحاولة دون يأس، اتصلت بطبيبة على معرفة معها في وزارة الصحة ساعدتني لتحقيق رغبتي بالتطوع للعمل في العزل.
وبالفعل تلقيت مكالمة هاتفية منها تخبرني باستلام مهام عملي الجديد يوم 9 إبريل الماضي، وقتها كانت السعادة تغمرني وكأني سمعت خبر نجاحي، ورأيت نظرات الخوف عليّ من زملائي المحيطين بي وأسرتي حتى تعرضت والدتي لإغماء عند سماع الخبر، ولكني اتخذت قرارا بأن أكمل مشواري.
في التاسع من أبريل، وأنا في الطريق إلى مستشفى قها للعزل لم أفكر إلا في المسؤولية، هل سأتمكن من أداء المهمة على أكمل وجه أم لا؟ هنا لم يدعمني إلا زميل لي، وهو الدكتور أحمد البدالي دعمني وشجعني على اختياري، ومع أول خطوة لي داخل المستشفى شعرت أنني جئت إلى عالم آخر لا علاقة له بالعالم الخارجي، قضيت أول 3 أيام مشاعر توتر وقلق، كل دقيقه أغسل يدي حتى ف غرفتي كلما لمست شئ أسارع بغسيل يدي، و بعدها تأقلمت على الدنيا شيئًا فشيئًا.
كنت الوحيدة المسؤولة عن الصيدلية داخل المستشفى على مدار 24 ساعة، سيارات إسعاف تأتي فجرًا وقبل أذان المغرب، لم أتذكر مرة أكملت وجبتي كاملة، كلما بدأت تناول طعامي يطلبني أحد لإحضار دواء ما حتى بدأت ارتبط بالمكان وأهله، وأحببت عملي أكثر من أي وقت مضى.
بجانب شغلي كصيدلانية، بادرت بدعم المرضى نفسيا، مع حضور كل سيارة إسعاف إلى المستشفى أستقبل المرضى وأحاول تبسيط الأمر عليهم، حتى تعايشت مع المرضى وخصوصا بالعنايه المركزة، لكل واحد منهم قصة لا أزال أتذكرها، حتى طلبت استكمال 14 يوم آخرين بالمستشفى، لم أشعر بالغربة بل شعرت أني جزئ منهم، لم أشعر بالفقد إلا حين غادرتهم في طريق عودتي إلى بيتي، لم أتوقع تلك العلاقة القوية التي ربطتني بالمستشفى التي جئت إليها متطوعة برغبتي.