الأوقاف: علاج المرضى من أولى الأولويات في الظروف الراهنة

الأوقاف: علاج المرضى من أولى الأولويات في الظروف الراهنة
- وزير الأوقاف
- وزارة الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- ملتقي الفكر الإسلامي
- وزير الأوقاف
- وزارة الأوقاف
- محمد مختار جمعة
- ملتقي الفكر الإسلامي
قال الشيخ عبد الفتاح عبد القادر جمعة المساعد العلمي لمدير عام التدريب بوزارة الأوقاف، إن الزكاة أحد أركان الإسلام ودعائمه ، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة والحج، وصوم رمضان)، وقد دل على وجوبها الكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}.
وقال تعالى: {وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}، وقال تعالى متحدثا عن مصارف الزكاة: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}
وأشار في كلمته بملتقي الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الاسلاميإلى أن الله (عز وجل) أوجب الزكاة على عباده بشروطها المعتبرة شرعا ، ولأهميتها قرنها سبحانه في كثير من مواضع القرآن الكريم بأعظم الفرائض وأجلها وأعلاها مكانة ، ألا وهي الصلاة؛ تعظيما لشأنها، وتنويها بذكرها، وترغيبا في أدائها، وترهيبا من منعها، أو التساهل في تركها ، يقول سبحانه: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون}.
وفي موضع آخر يقول جل شأنه: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير}. كما أشار فضيلته إلى أن القرآن الكريم حدد مصارف الزكاة في قوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}ففي هذا التوزيع الإلهي على هذه الأصناف الثمانية الأكثر احتياجا في المجتمع تحقيق للعدل الاجتماعي ، وضمان لقوة المجتمع وتماسكه واستقراره وأمنه وأمانه ، وترسيخ أسمى صور التكافل
فقد شملت الآية الفقراء والمساكين؛ وجعلت كفايتهم، وسد حاجتهم من أهم الأبواب التي تصرف فيها الزكاة ، حيث بدأت بذكرهم للتأكيد على أولويتهم في استحقاق الزكاة .فلو أن أهل الأموال جميعهم أخرجوا زكاة أموالهم، وصرفوها لمستحقيها، لما بقي في المسلمين فقير ، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): (ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون: ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم، فيقول: وعزتي وجلالي لأدنينكم ولأباعدنهم)، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}، ويقول الإمام على بن أبي طالب (رضي الله عنه): "إن الله (عز وجل) فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء ، فما جاع فقير إلا بما متع به غني" ، ومن ثم فإن سد حاجات الفقراء وعلاج المرضى أولى الأولويات في الزكاة والصدقات في الظروف الراهنة .
وفي ختام كلمته أكد أن إخراج الزكاة باب عظيم للفلاح في الدنيا والآخرة ، ونيل رضوان الله تعالى ومحبته وبركته، ووراثة جنة الفردوس، والخلود فيها ، ففي صدر سورة المؤمنون قال تعالى: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون}،ثم قال سبحانه واصفا ثوابهم: {أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.