كمامة وجوانتي ومريلة بلاستيكية.. وسائل الوقاية أثناء تغسيل متوفى كورونا

كمامة وجوانتي ومريلة بلاستيكية.. وسائل الوقاية أثناء تغسيل متوفى كورونا
حالة من القلق تنتاب بعض المتعاملين مع جثامين المتوفين جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأسئلة كثيرة تدور في أذهانهم عن إمكانية انتقال العدوى من هذا المتوفى إلى من حوله، وما الطريقة الطبية الصحيحة للتعامل معهم إن كان لابد من ذلك.
الدكتورة سوزي محفوظ، استشاري ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الزاوية الحمراء، في تصريح خاص لـ "الوطن"، تضع "روشتة" للتعامل السليم مع متوفى كورونا، وتقول إنه من المعلوم أن انتقال فيروس كورونا من فرد إلى آخر يكون عن طريق الجهاز التنفسي، وهو العنصر غير المتوفر بالطبع بعد وفاة المصاب، إلا أن هناك عنصرا آخر قد يكون سببًا في نقل العدوى من المتوفى إلى من حوله متمثلا في الإفرازات التي تخرج من أنف وفم المتوفى في الساعات الأولى بعد وفاته، أو أي إفرازات أخرى متواجدة على جسم المتوفى، فهذه، بحسب "سوزي" يمكن أن تنقل العدوى من المتوفى لغيره.
وتضيف "سوزي": كل المطلوب في هذه الحالة هو اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الشخصية العادية أثناء الغسل وأثناء التكفين، حتى لا ينتقل الرذاذ الناتج عن طريق الغسل الملوث بالإفرازات إلى عين المغسل أو أنفه ومن ثم إصابته، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما هو مخيف بالدرجة الكبيرة من المتوفى جراء إصابته بفيروس كورونا، لأنه غير متنقل بعكس الحي المصاب، بينما المتوفى يكون في مكانه لا يتحرك ومن ثم يمكن إحكام السيطرة على كل مسببات انتقال العدوى منه إلى غيره.
وتتابع: "الكمامة التي يتم ارتدائها أثناء الغسل يجب أن تكون عالية الكفاءة وهي موجودة في المستشفيات فقط، والتعامل مع الحالة بعد الوفاة يجب أن كون بنفس إجراءات مكافحة العدوى قبل الوفاة".
وتستكمل "سوزي": في الوقت نفسه لا يجب الاستهتار بالأمر، لأن فرص نقل العدوى ممكنة في النهاية، ومن ثم فمن الضروري على المتعامل مع المتوفى أن يرتدي كمامة للأنف والفم وجوانتي بالإضافة إلى مريلة بلاستيكية غير منفذة للسوائل، على أن يتم تغيير كل هذه الملابس بعد الانتهاء من إجراءات الغسل والتخلص منها، كما يجب أن يتم وضع الجثة في مكان واحد وعدم نقلها حتى الانتهاء من تجهيزها للدفن، وبمجرد الانتهاء من عملية الدفن ينتهي الأمر.
وتوضح "سوزي": كفن ضحايا "كورونا" لا يختلف عن غيره، إلا أن المكان الذي يتم فيه الغسل يجب أن يتم غسله بعد الانتهاء جيدًا بالماء والصابون ثم تطهيره بعد ذلك بالكلور والذي يجب أن يكون تركيزه لكل لتر مياه يقابله 20 سم متر كلور، وبذلك يكون المكان مطهرا وخاليا من أي فيروس، وهو أمر من المفترض أن يكون اعتياديا وطبيعيا مع كل متوفى ولكن لأن الناس لا تطبقه في حياتهم العادية مع كل متوفى بدا لهم غريبًا لآن.
وتشير "سوزي" إلى أنه لا صحة لما يتردد عن اشتراط إبقاء المتوفى بفيروس كورونا داخل ثلاجة الموتى لمدة 3 أيام بعد وفاته، موضحة أنه يتم التعامل معه بالإجراءات العادية التي تتم لأى متوفى من ناحية الإجراءات الإدارية منذ وفاته وحتى دفنه، بالإضافة للإجراءات الأخرى الوقائية اللازمة لذلك، قبل أن تنهي حديثها قائلة: بشكل عام، كل المتوفين أيًا كانت أسباب الوفاة، يجب على المتعامل معهم أن يتخذ كافة إجراءات الوقاية اللازمة لذلك، لأنه من الممكن أن يكون هذا المتوفى مصاب بأية أمراض فيروسية أخرى ونحن لا نعلم، ومن ثم لابد من التعامل معه بصورة سليمة.