بعد انتحار مريض بالعباسية.. ما الدعم النفسي الذي يحتاجه مصابي كورونا؟

بعد انتحار مريض بالعباسية.. ما الدعم النفسي الذي يحتاجه مصابي كورونا؟
- انتحار
- صدر العباسية
- كورونا
- مصابي كورونا
- انتحار مريض بكورونا
- الصحة
- الدعم النفسي
- انتحار
- صدر العباسية
- كورونا
- مصابي كورونا
- انتحار مريض بكورونا
- الصحة
- الدعم النفسي
انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مختلف أنحاء العالم، أثار القلق والخوف بين الجميع، بينما لم يتمكن البعض من تحمله، من بينهم، شابا مصابا بكورونا في العقد الرابع من عمره تخلص من حياته، داخل مستشفى الصدر بالعباسية، والتي تعد الحالة الأولى بمصر.
تفاصيل الانتحار
كشف تفاصيل الواقعة، مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، بقوله إن المصاب غافل الأطباء والموجودين بالمستشفى وتخلص من حياته، موضحا أنه تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق، حيث إن الواقعة منذ يومين، وتم التصريح بالدفن وتسليم جثمانه إلى أسرته، وأن التحريات الأولية أثبتت عدم وجود شبهة جنائية، وجارٍ فحص ملف الضحية للتأكد من إصابته بمرض نفسي قبل إصابته بكورونا.
قررت النيابة العامة، انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة مريض مصاب بفيروس كورونا، انتحر داخل مستشفى الصدر بالعباسية، بإلقاء نفسه من غرفته في الطابق الرابع.
اتخاذ المريض لتلك الخطوة، يكشف عن مدى حاجة مرضى كورونا لدعم نفسي بالغ، وفقا للدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي، موضحة أن ذلك الفيروس يصيب الأصحاء والمرضى النفسيين والذي يفاقم من أوضاعهم، حيث إن الإنفلونزا العادية تصيب المريض باكتئاب.
المرض النفسي أو الخوف.. أسباب حالة الانتحار
وفسرت هالة، لـ"الوطن"، أن المريض كان يعاني من اكتئاب مسبق زاده كورونا أو من الممكن أن يكون قد نقل الدعوة لفرد من أسرته، ما جعله يظن سلبيا أن حياته ليست ذات معنى ويجب أن تنتهي، لذلك أقدم على تلك الخطوة، يجب دراسة تاريخ المريض النفسي وسجل عائلته.
وأكدت أهمية الدعم النفسي لمرضى كورونا والطاقم الطبي القائم عليهم، من خلال تقديم المعلومات الإيجابية لهم بأن ذلك الفيروس يتوفى 2% فقط من المصابين به، ما يعني أن الشفاء منه يعتبر أمرا ليس بالمستحيل، بالإضافة لتلقيهم جلسات علاجية نفسية أيضا لذلك على الأطباء المتابعين لتلك الحالات مراقبة حالتهم النفسية، موضحة أنه "الطبيب المتفائل المبتسم" هو نصف العلاج للمرضى وتلبية احتياجاتهم ونقل الإيجابيات لهم.
استشاري نفسي: الطبيب المتفائل المبتسم نصف العلاج.. والأطقم الطبية بحاجة للدعم أيضا
العلاج النفسي غير قاصر على المرضى فقط، وفقا للاستشاري النفسي، مشيرة إلى أنه يجب تقديم الدعم أيضا للأطباء والمرضى، من خلال تواصلهم الدائم مع أطباء نفسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتخفيف عنهم، بالإضافة لتدريبهم على أن يمتلكوا أعين واعية عن أعراض الاكتئاب لدى المرضى، حيث إنه في حالة ملاحظة ذلك يجب البدء في إعطائهم أدوية مضادات للاكتئاب.
وفيما يخص رد فعل المرضى على حالة الانتحار، لفتت إلى أنه من المتوقع أن ترتفع لديهم نسبة القلق والاكتئاب والخوف بنسبة كبيرة، وهو ما يجعلهم بحاجة لمساندة نفسية، والإجابة على كافة أسئلتهم حاليا وطمأنتهم لتجاوز الأمر.
وشاركها في الرأي نفسه الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، بأهمية الدعم النفسي لمرضى فيروس كورونا، حيث يجب توافر أخصائيين نفسيين واجتماعين بأماكن العزل لمتابعة المرضى، وتغيير أماكنهم كل فترة، أو أن يتولى أحد الأطباء زيارة تلك المستشفيات على فترات مختلفة.
استشاري نفسي: يجب توافر أخصائيين نفسيين واجتماعيين بمناطق العزل
وأردف فرويز أن بعض المرضى يتعرضون للتنمر ويزداد الخوف والتوتر لديهم من معرفة تطورات وتبعيات المرض، ما يجعل حالتهم النفسية تزداد سوءً، إلى جانب أن بعض الشخصيات تكون عصبية بالأساس، ما يزيد من ذلك داخل مستشفى النفسي وهو ما يؤثر سلبا.
وشدد على أن الدعم النفسي يمكن أن يقدم من خلال عدة سبل، حيث يتولى الإخصائي النفسي متابعة التطورات داخل مستشفى العزل وتعريف المرضى بأسباب الوفاة لكل حالة من أجل زيادة الوعي وإضفاء جو من المساندة، بينما يجب تقديم جلسات نفسية مع الأدوية للحالات التي تزداد لديها الأعراض، بينما على الإخصائي الاجتماعي حل مشاكل المريض الأخرى لدعمه وتحسين حالته النفسية.
ويرى أنه يجب أيضا توافر أنشطة بسيطة في مناطق العزل، والتي يحتاجها أيضا الجميع حاليا، منها الألعاب السهلة التي لا تحتاج لحركة كبيرة، ومشاهدة التلفزيون وبعض الأنشطة الثقافية والرياضية البسيطة لكسر العزلة والروتين وتحسين حالتهم النفسية.