بريد الوطن.. الأزمات تظهر كياسة القيادات
بريد الوطن.. الأزمات تظهر كياسة القيادات
تمر مصر والعالم أجمع بمرحلة صعبة لم تشهدها البشرية منذ عقود، مما جعل الحليم حيراناً، والشجاع جباناً.. نسأل الله السلامة والعافية. ورغم أن الحكومة المصرية أدارت الأزمة بشىء من الحكمة واتّخذت قرارات مهمة للحد من انتشار هذا الوباء اللعين، فإن بعض المسئولين ليس عندهم ما يكفى من الكياسة للتعامل مع هذه الجائحة. ونسوق لذلك بعض الأمثلة: الأول البنوك، فلكى تساعد فى الحد من انتشار الفيروس تمنع المواطنين من الوجود داخل البنوك إلا من عدد قليل منهم، وهذا مفهوم، أما غير المفهوم فهو أن يتكدس الناس بحيث تصبح الفرصة مهيأة تماماً لانتشاره خارج البنك. والأشد غرابة أن يظل المواطنون أمام البنوك دون كمامة ويدخلون إلى البنك بدونها كذلك! فالكياسة كانت تتطلب نوعاً من التنظيم خارج البنك، وأن يقوم البنك الذى يربح الكثير من السادة العملاء بتوزيع كمامة على كل متعامل مع البنك، وبذلك نساعد فى الحد من انتشار الفيروس. الثانى: ماكينات الصرف الآلى التابعة للبنوك أيضاً إما تجدها فارغة من العملة خاصة وقت الذروة، وإما معطلة، فضلاً عن أن العدد المتوافر ما زال قليلاً. مما يساعد على التكدّس أمامها، وهذا قطعاً يزيد فرص انتشار الفيروس. فهل صيانة وتغذية وزيادة عدد الماكينات أمر صعب؟ فى ظل النداءات المتكرّرة للبنوك بضرورة الاعتماد على الفيزا كارت.
الثالث: المستشفيات التى هى مكان الاستشفاء تصبح مكاناً لانتشار الوباء فى بعض الأحوال. فتكدس المرضى أمام شباك التذاكر ضيق الاتساع أمام موظف واحد قليل الهمة أمر خطير، ويساعد حتماً فى انتشار الفيروس. فأين خلية إدارة الأزمات وكياسة القيادات فى مصالحنا الحكومية؟
أ. د. سعيد السيد عبدالغنى
أستاذ بكلية العلوم جامعة بنها
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com
