على الطراز الأندلسي.. حكاية "المرسي أبوالعباس" أضخم مساجد الإسكندرية

على الطراز الأندلسي.. حكاية "المرسي أبوالعباس" أضخم مساجد الإسكندرية
يقع في منطقة الأنفوشي بالإسكندرية، يمتاز بمنارته الشاهقة وقبابه الأربع، إنه مسجد "العباس أبوالمرسي"، أو "المرسي أبو العباس" كما ينطقها أهالي الإسكندرية، وهو أضخم مساجد المحافظة.
بلغت مساحة أرض المسجد 3000 متر مربع، وتم مراعاة أن يكون في تصميمه منتظمًا من الداخل، وطول كل ضلع من أضلاعه 22 مترًا، وتقع القبة والمئذنة بالضلع القبلي، وتقع مرافق المسجد في الضلع الغربي، حسب كتاب فنون العمارة الإسلامية.
يتميز بواجهته ذات اللون الأصفر، و4 قبب عظيمة وتصميمات من الأرابيسك ومنارة مرتفعة، ويقوم على رقعة من الأرض كان يشغل جزء منها مسجد صغير أنشئ في حياة أبي العباس، وظل كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان يطلق عليه ميدان المساجد ضم مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسي، ومسجدا للإمام البوصيري، والشيخ ياقوت العرشي.
يمتاز بالزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، والأعمدة الرخامية والنحاسية والأعمدة مثمنة الشكل، وتعلو القبة الغربية ضريح أبي العباس وولديه.
خصصت الأضلاع الأربعة الباقية لتكون بجانبها أضرحة أربعة، أحدها ضريح العارف بالله أبي العباس، والثلاثة الأخرى لتلاميذه وأتباعه، ويبلغ ارتفاع حوائط المسجد 23 مترا وارتفاع منارته عن سطح الأرض 73 مترا.
يبلغ عدد أعمدة المسجد 16 عمودًا من حجر الجرانيت، ويتكون كل عمود من قطعة واحدة مع قاعدته وتاجه، وهو على شكل مثمن قطره 85 سم، وارتفاعه 8.60 متر، ويبلغ ارتفاع سقف المسجد من الداخل 17.20 متر، وتتوسطه شخشيخة ترتفع 24 مترا عن مستوى أرض المسجد.
أرضيات المسجد من الرخام الأبيض، والجزء السفلي من الحوائط من الداخل مغطى بالموزايكو بارتفاع 5.60 متر، أما الجزء العلوي منها فمكسو بالحجر الصناعي، ونُقشت الأسقف بزخارف عربية، وأبوابه ومنبره ونوافذه مصنعة من أخشاب التك، والليمون، والجوز بتعاشيق، وحليات دقيقة الصنع.
من هو المرسي أبو العباس؟
الإمام شهاب الدين أبوالعباس أحمد بن عمر بن على الخزرجي الأنصاري، والذي وُلد بمدينة مرسيه سنة 616هـ- 1219م ونشأ بها، وهي إحدى مدن الأندلس.
كان "العباس" متصوفًا زاهدًا، وحمل راية الطريقة الشاذلية بعد شيخه أبي الحسن الشاذلي، وفي الإسكندرية يوجد مسجد باسمه تخليدًا لذكراه.
ظل قبر أبي العباس المرسي بلا بناء حتى كان عام 1307م، فزاره الشيخ زين الدين القطان وبنى عليه ضريحا وقبة، وأنشأ له مسجدا وجعل له منارة مربعة الشكل، وفي سنة 1477م أعاد والي الإسكندرية في عصر الملك الأشرف قايتباي بناءه.