الصور بتقول: الرئيس افتتح مترو مصر الجديدة.. والواقع بيقول: مقفول في وش الجمهور

حركة غير عادية، لاحظها رواد مترو الأنفاق، وتحديدا "العتبة -العباسية"، فالمحطات نظيفة على غير العادة، وحركة التقاطر تجري بانتظام، والتكييف أصبح أعلى من المعتاد، وبسرعة انتشر الخبر "الريس افتتح المحطات بتاعة مصر الجديدة"، فأصبح مادة التعليق الأساسية داخل القطارات، بعضهم أسعده الخبر "أخيرًا هنرتاح من الميكروباصات"، والآخر تمنى على الله "يا ريت بس ما يبقاش زي محطات رمسيس والعتبة ويبعد عنه الباعة الجائلين". تأهب أنور محروس، المواطن الأربعيني البسيط، لارتياد المحطات الجديدة، لم يغادر القطار في محطة العباسية، عسى أن تنقله وجهته إلى محطة كلية البنات الجديدة، فاجأه نداء في الإذاعة الداخلية للمترو "على الركاب إخلاء المركبة، قبل أن نغلق الأبواب للرجوع"، لم ينتبه الرجل له إلا بعد أن طلب منه أحد عمال النظافة مغادرة القطار بدعوى أنه "هايجرش"، وحين سأله محروس "ليه هو مش مكمّل المحطات الجديدة اللي فتحها الريس النهاردة؟"، لم يجبه العامل، واكتفى بالقول "ماحدش عارف". غادر محروس القطار والحسرة تملأه، كان يتمنى أن يركبه في أول أيام التشغيل، ليحظى بلحظة لا تتكرر في عمر "أي حاجة جديدة في مصر"، شاركه حسرته محمد حسين عبدالمعطي، الذي ظل يتابع حركة المترو طيلة 3 أيام في انتظار الافتتاح، لكنها "فرحة ما تمتش" حسب وصفه. تركز رجال الأمن أمام عربة السيدات، في الخط الجديد، أعطى بعض الطمأنينة لسعاد عبدالحميد (ربة منزل) لكنها في الوقت ذاته أبدت بعض التخوف "خايفة يكون الغربال الجديد له شدة وبيعملوا كده عشان المسؤولين تفقدوه"، عدم افتتاح المحطات الجديدة للجمهور فسرته سعاد وغيرها من ركاب العربة في إطار المؤامرة "أكيد هيتأجل لحد ما السيسي يبقى رئيس ويبقى وشه خير على الخط الجديد.. ولو ده سبب التأجيل يبقى نستنى طبعًا ونصبر".. ما اعتبره أحمد عبدالهادي، المتحدث باسم الإدارة العامة للمترو، محض شائعات، مؤكدًا أن الخط الجديد سيكون متاحًا للجمهور خلال ساعات، نافيًا تأجيل تشغيله ليوم آخر كما تداول الركاب: "التأجيل لدواعٍ أمنية، وكي نتأكد أن المواطن هيلاقي الخدمة اللي منتظرها".