"الوطن" تطمئن على متعافي كورونا: صحتنا زي الفل

"الوطن" تطمئن على متعافي كورونا: صحتنا زي الفل

"الوطن" تطمئن على متعافي كورونا: صحتنا زي الفل

كمامات تتبدل وأيام تمر في عزل صحي دون أحبائهم، وظروف صحية تواجهها أجسامهم المصابة بفيروس كورونا المستجد لأول مرة، ولكن بقدر الألم تأتي الفرحة حين يخرج المتعافي بعد فترة نقاهة عقبت بشارة عنوانها "التحليل سلبي"، ليتنفس دون حاجز على وجهه ويراعي التباعد الاجتماعي الطبيعي ويتعامل مع أسرته. 

علام: لما خفيت بطلت سجاير

فترة تعافي عاشها الدكتور محمد علام نائب مدير مستشفى النجيلة، الذي أصيب خلال عمله ضمن صفوف جنود الجيش الأبيض الذين يتصدون لفيروس كورون بكل شجاعة، ويقول "بقيت زي الفل ومفيش أي تأثير على صحتي الحمد لله".

ويتابع علام الذي اعتاد الطعام الصحي في حديثه لـ"الوطن" أن هناك مكتسبات له نتيجة التجربة التي مر بها من الإصابة للشفاء أنه توقف تماما عن عادة تدخين السجائر، قائلا: "بالعكس استفدت لأني بطلت سجاير وبقيت أفضل".

ويؤكد نائب مدير مستشفى النجيلة، أن على الجميع اتباع أنظمة صحية لتقوية المناعة وشرب العصائر الطبيعية إلى جانب الوعي والالتزام بالإجراءات الاحترازية.

محمد تعافى وأسرته من كورونا وتبرع ببلازما دمه للقمص "بيشوي"

في 28 مارس الماضي، وبعد عودته من رحلة سفر من الخارج خلال عمله، تأكد محمد عبدالفتاح من إصابته بفيروس كورونا الجديد هو وأفراد أسرته، عدا الابن الأصغر له، وبعد ظهور نتائج التحاليل انتقلت الأسرة إلى مستشفى الصداقة للعزل في أسوان لتلقي العلاج اللازم: "دخلنا في نفس اليوم مع بعض وخرجنا كلنا في نفس اليوم برضو"، حسبما قال محمد، لـ"الوطن"، عن رحلة علاجه من فيروس كورونا الجديد.

رحلة بين بانكوك وهونج كونج، عاد منها الرجل الأربعيني، الذي يعمل موظفًا في إحدى شركات الطيران، حاملًا للفيروس دون علمه، وتسبب في نقل العدوى إلى زوجته وأطفاله، وبحسب وصفه، كان يقيم هو وأطفاله وزوجته في مستشفى الصداقة للعزل في أسوان، ووجدوا جميعا رعاية جيدة سواء من الأطباء أو طواقم التمريض، وتقدمت حالتهم يومًا بعد يوم حتى تحولت نتيجة العينات الخاصة بهم من الإيجابي إلى السلبي، وتم السماح لهم بالخروج في الثامن من أبريل الماضي.

الأسرة تعافت من الفيروس خلال أسبوعين تقريبا وعادت حياتهم بشكل طبيعي

مر أكثر من شهر على خروج محمد وأسرته من مستشفى العزل بعد تعافيهم من فيروس كورونا، وعادت الأسرة لممارسة حياتها بشكل طبيعي دون أن مضاعفات أو أعراض جانبية، بحسب وصف الأب.

الرجل الأربعيني كان من أوائل المتبرعين ببلازما الدم بعد بدء وزارة الصحة تجريب العلاج ببلازما دم المتعافين، وذلك بعد أن تلقى اتصالا هاتفيًا من أحد الأطباء يستأذنه بالتبرع ببلازما الدم الخاص به لعلاج أحد المرضى المصابين بفيروس كورونا: "مترددتش لحظة وكنت عندهم في المستشفى في نفس اليوم بتبرع بالدم"، حسب تعبيره.

أجرى محمد التحاليل والفحوصات اللازمة وبعد التأكد من حالته الصحية الجيدة، تبرع بالبلازما المطلوبة لعلاج مصاب آخر بالفيروس دون أن يدري إلى من سيذهب دمه، وفوجئ بعدها بذهاب دمه إلى قمص مسيحي يدعى بيشوى ويا، كان يرقد في العناية المركزة بالمستشفى،"اتبرعت عشان أساعد حد محتاج مسألتش هتروح لمين ولا فرق معايا المهم إني أساعد غيري".

ابن شيخ المرشدين السياحيين بالأقصر.. والدي رجع لحياته بشكل طبيعي

في مطلع أبريل الماضي، اكتشفت أسرة عبدالفتاح الحامدي، البالغ من العمر 78 عاما، إصابته بفيروس كورونا، عقب إجراء التحاليل اللازمة بعد ظهور أعراض الفيروس عليه، وانتقل إلى مستشفى إسنا للعزل، بمحافظة الأقصر، لكبر سنه ومعاناته من أمراض مزمنة قضى المسن أول يومين في العناية المركزة بالمستشفى تحت إشراف ورعاية تامة من الأطباء.

حسب رواية ابنه "محسن" لـ"الوطن"، بعد وضعه تحت الملاحظة بالعناية المركزة استقرت حالته واستجابت للعلاج حتى انتقل إلى غرفة عادية بالمستشفى.

الحاج عبدالفتاح الحامدي، هو واحد من قدامى المرشدين السياحيين بمحافظة الأقصر، يعاني من الزهايمر إلى جانب الأمراض المزمنة، ولكن بعد شهر من تعافيه عاد لممارسة حياته بشكل طبيعي، "بقى يخرج عادي معانا ومش بيشتكي من أي مضاعفات الحمدلله"، بحسب قول ابنه محسن.

"والدي اتعامل معاملة جيدة جدا والأطباء كل يوم كانوا بيطمنوني عليه"، استكمل ابن أحد قدامى المرشدين السياحيين بالأقصر حديثه عن فترة علاج والده بمستشفى إسنا للعزل، لافتًا إلى أن المعاملة الجيدة والعامل النفسي لعب دورًا كبيرا في طمأنة والده خلال فترة العلاج.

محمد عبدالوهاب: خفيت أنا وبنتي

47 يوما مرت على خروج محمد عبدالوهاب وأسرته من الحجر الصحي في مستشفى العجمي بالإسكندرية، بعدما تأكد إصابته هو وابنته وزوجته ووالدته، بفيروس كورونا، في نهاية مارس الماضي، بعد رحلة علاج استمرت لما يقرب من 9 أيام.

"خرجت أنا وبنتي الأول"، بهذه الكلمات بدأ محمد حديثه لـ"الوطن"، إذ تحسنت حالته الصحية هو وابنته وتأكد شفائهم أولا، وبعد 4 أيام من خروجهم تم شفاء باقي الأسرة، "من ساعة ما خرجنا واحنا الحمد لله كويسين، ومظهرتش علينا أي أعراض مرضية تانية، والناس كانت فرحنا بشفائنا من الفيروس ولم يضايقنا أي شخص بعد خروجنا"، في 15 مارس الماضي، بدأت قصة محمد عبدالوهاب، مع فيروس كورونا، حيث كان متواجدا في مقر نقابة المحامين للمشاركة في انتخابات النقابة، وبعد يومين من هذا التاريخ بدأت أعراض المرض في الظهور عليه، والتي كانت عبارة عن سعال وصداع شديدين بالإضافة لشعوره بالبرد الشديد، وهو ما ظنه في البداية أنها مجرد أعراض البرد.

 عمل زوجة "عبدالوهاب"، كطبيبة إجراء فحوصات فيروس كورونا، جعلها أكثر إصرارا على إجراء فحوصات طبية للاطمئنان على صحته، "عملنا أشعة وطلعت النتيجة جود التهاب رئوي، توجهنا لمستشفى الحميات وتأكد إصابتي أنا وزوجتي وابنتي ووالدتي بفيروس كورونا، وتم نقلنا جميعا إلى مستشفى العجمي لتلقي العلاج اللازم"، حسب حديثه لـ"الوطن".

تلقى خلالها الراجل البالغ من العمر 45 عاما، العناية الفائقة من الطاقم الطبي، في المستشفى المجهز بأحدث الأساليب والأجهزة، بالإضافة إلى الفحوصات اليومية التي تجري له، بالإضافة إلى الاتصالات المستمرة مع مديري المستشفى للاطمئنان على صحته، "كل ذلك مجاني 100%، حتى لما كنت بحاول أدي عامل النظافة أي مبلغ مالي بصفة شخصية يرفض بشدة"، وفقا لـ"عبدالوهاب".

يوم "عبدالواهاب" داخل الحجر الصحي كان منقسما ما بين إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل اللازمة للتأكد من تحسنه، والتي تتم على مراحل مختلفة من اليوم، والاستمتاع بوسيلة الترفيه المتوفرة داخل الغرفة وهي مشاهدة التلفاز.

الهاتف كان وسيلة "عبدالوهاب"، للاطمئنان على أسرته التي كانت تقيم معه في ذات المستشفى، ولكن يرى الأطباء أن عدم الاختلاط في تلك الفترة مفيد لجميع المرضى، "ماعدا مرة بنتى الصغيرة كانت عايزة تشوفني بشدة، وأحضروها عندي الغرفة"، حسب حديثه.تجربة "عبدالوهاب"، داخل الحجر الصحي، أكدت له أن مصر دولة عظيمة ترعي أبناءها، وأنها تستطيع الانتصار على المرض والفساد والإرهاب، وهي التحديات الكبير التي تواجه دول العالم.

 

 


مواضيع متعلقة