"بق مية من إيد زميل".. حكايات ممرضي "عناية عزل العجمي" في فطار رمضان

كتب: ماريان سعيد

"بق مية من إيد زميل".. حكايات ممرضي "عناية عزل العجمي" في فطار رمضان

"بق مية من إيد زميل".. حكايات ممرضي "عناية عزل العجمي" في فطار رمضان

فترات عمل متتالية تصل لأكثر من 8 ساعات متواصلة، موزعة على فريق تمريض العناية المركزة بمستشفى عزل العجمي، حيث يقفون بالساعات لمتابعة مرضى كورونا بكل دقة، ولكن مع صيام شهر رمضان أصبحت لحظة الفطار من اللحظات التي تتطلب ترتيبا مختلفا نظرا لمدى أهمية تواجدهم وملاحظتهم مؤشرات المرضى لحظة بلحظة فليس هناك رفاهية للخروج والفطار في عشر دقائق والعودة مرة أخرى.

"الحالات الشديدة الأعراض هي التي تدخل العناية وليس هناك رفاهية لتركها ولو دقائق خلال الشفت حتى لو للفطار" يقول محمد حمودة فني تمريض بمستشفى عزل العجمي والذي يقف لنحو 8 ساعات في غرف العناية المركزة لمتابعة مؤشرات المرضى حيث يهتم كل ممرض بنحو 4 أسرة "من 3 لـ5".

يأتي أذان المغرب في خلال الشفت ولكن لا مجال للإفطار فيخرج الممرضون خارج العناية ليسقيهم أي زميل "ماء أو عصير" لكسر صيامهم بيديه ويعودون مرة أخرى لاستكمال عملهم، "وقت الفطار مبيكنش في مجال نغير البدل الواقية إحنا بنستنى أي حد من اللي برا يشربنا ميه أو عصير، وبننرجع تاني شغلنا عشان منسبش زميل جوا معاه 6 حالات لوحده أكتر من دقيقة ونتناوب في دقائق قليلة ونعود لنتابع الشفت" بحسب محمد لـ"الوطن".

14 يوما وقبلها 24 آخرين هي مدة عمل محمد بمستشفى عزل العجمي ومع ذلك يتحدث عن فترة الإجازة التي يقضيها وسط نظرات الناس الذين يرونه "وباء متحرك"  فلم يعد التعامل معه كما السابق، لكنه لا يفرق معه مؤكدا أنه يراعي التباعد الاجتماعي، حتى أنه لا يجلس مع أسرته في وقت إجازة.

رغم إنهم لا يتركون المستشفى قبل عمل مسحات والتأكد من سلبيتها يعمل محمد على عزل نفسه عن أسرته بالكامل لمدة أسبوع كفترة نقاهة قبل أن يعود لهم فيذهب إلى مسكن أخيه ويقيم هناك لأسبوع فوالدته مريضة قلب ووالده مريض ضغط وسكر وأبناؤه صغار في السن ويخشى عليهم جميعا من أي احتمالية للعدول فيحدثهم فيديو كول دون تعامل خلال الأسبوع الأول من الإجازة.

أما أحمد فوزي فني تمريض بمستشفى عزل العجمي من دمنهور، يوضح  صعوبة تبديل بدلة الوقاية في وقت الإفطار وكل ممرض مسؤول من 3 لـ5 حالات وهي مسؤولية كبيرة حين نتركهم لمسؤولية زميل آخر لكسر صيامنا بمياه ونعود فنعتمد على السرعة، موضحا أن قسم العناية والممرضين خصوصا هما أكثر فئة يجب ألا تغفل عن متابعة المرضى لحظة.

ضغط يعيشه "أحمد" لأول مرة يتحدث عنه لـ"الوطن" فيقول الحالات التي تعامل معها هي الحالات المتأخرة جدا، ويعود بذكرياته للحديث عن 28 مات فيهم 7 حالات، فكان أصعب 48 ساعة مروا عليهم منذ بداية الأزمة بل في تاريخم بالعمل في المستشفيات، "في يوم بليل 3 حالات والصبح كان في 4 حالات ومكناش عارفين إيه بيحصل قدامنا كنا الأطباء والتمريض والجميع يحاول المساعدة بأي شكل ولكن الحزن سيطر عليهم"، متمنيا أن لا يعود هذا اليوم وأن يزاح الوباء عن العالم أجمع.

"كيرلس نشأت" يبدو من اسمه أنه لا يصوم رمضان، ولكن الشاب المسيحي له دوره مثله كمثل زملائه يقول "اتعودت أسقيهم وقت الأذان لو مش في الشفت، والموقف متكرر لأن وقت الفطار الشباب بيشتغلوا جوا العناية ولو برا بيكونوا بيفطروا ومبحبش أضغط عليهم، وبتجي وقت الفطار اللي بيقدر يعمل حاجة بيعملها بشربهم ميه أو عصير".

ويتابع "كيرلس" الذي انتشرت صورته وهو يسقى زميلة له ببدلة الوقاية عصيرا للإفطار عبر مواقع التواصل الاجتماعي لـ"الوطن" أن الإجراءات الوقائية تمنع رفع اليد عن مستوى الرأس وبالتالي نساعد بعضنا البعض، متابعا أن الموقف عادي ولا نفكر مسلم أو مسيحي وجميعا زملاء.

 


مواضيع متعلقة