بعد اعتذار أحمد فهمى لجمهوره.. هل يفعلها آخرون؟

علا الشافعى

علا الشافعى

كاتب صحفي

حسناً أن النجم أحمد فهمى قد فعلها وأعلن اعتذاره من جمهوره عن مسلسله المعروض حالياً «رجالة البيت»، لأنه بذلك الاعتذار حفظ ماء وجهه، وأكد احترامه لجمهوره هو والفنان بيومى فؤاد الذى سبق «فهمى» فى الاعتذار عن مستوى المسلسل وأتمنى أن يحتذى غيره من النجوم بما فعله، خصوصاً صناع تلك الأعمال التى تخرج عن المنطق وتميل إلى التلفيق الدرامى، ولا تحترم عقلية المتفرج.

فهمى وزملاؤه الذين يحملون على عاتقهم مسئولية تقديم أعمال كوميدية على مدار الأعوام السابقة يعانون من تكرار واضح للثيمات، وحالة من الاستسهال فى التعامل مع ما يقدمون على الشاشة، ولهاث وراء إفيهات «السوشيال ميديا»، وأذكر أن معظمهم تعامل مع الآراء النقدية التى طُرحت فى العام الماضى حول تراجع مستوى الأعمال الكوميدية، وأن هناك أزمة حقيقية فى كتابة النصوص الكوميدية بقدر كبير من التعالى والاستخفاف، ولكن مستوى الأعمال الكوميدية والمتنافسة هذا العام جاءت خير تجسيد لتلك الأزمة، وعكست مدى ضعف الأعمال المشاركة، والمفارقة الأكبر أن الأعمال التى تحفل بالكوميديا والضحك هذا العام هى لفنانين غير مصنفين كنجوم كوميديا وهو تحديداً مسلسل بـ«100 وش»، إضافة إلى الخط الكوميدى القائم على المفارقات فى مسلسل آخر وهو «نحب تانى ليه».

أحمد فهمى الذى من المفترض أنه يقدم مسلسلاً كوميدياً، ينافس به فى موسم دراما 2020 بمشاركة صديقه فى النجاح أكرم حسنى إضافة إلى عدد آخر من النجوم، أدرك ومنذ الحلقات الأولى أنه هناك شيئاً ما خاطئاً، ورغم ذلك كانت هناك محاولات لترويج العمل على «السوشيال ميديا»، كما أن هناك حالة من المكابرة لازمت فريق العمل لفترة، وحسبما جاء فى تصريحاتهم والحوارات المختلفة التى نشرت لبعضهم عن المسلسل حيث تحدث فهمى «عن الظروف الصعبة لتصوير العمل، وأكد أن تقديم عمل كوميدى يحمل رسالة وضحك هو الهدف المنشود أما إذا اقتصر الموضوع على الضحك فقط فذلك فى حد ذاته رسالة أيضاً»!، أما النجم أكرم حسنى فقال بكل ثقة إن كوميديا رجالة البيت «مستمدة من حياة الناس».

والمفارقة أن المسلسل يخلو من كل ما سبق فهو لا يحمل رسائل ولا قادر على إضحاك الجمهور بمنطق الضحك للضحك فقط، ولا يمت بصلة لحياة الناس، وحتى لم ينجح صُناعه فى تحويله إلى «كوميديا فارس»، والمدهش أكثر بالنسبة لى هو أن العمل يحمل اسم المخرج أحمد الجندى صاحب العديد من التجارب الكوميدية الناجحة والمميزة، سواء فى السينما أو التليفزيون، لذلك لم أستطع أن أستوعب أن «الجندى» هو مخرج لهذا العمل، وكيف تمكن من إنجاز حلقات بهذا المستوى المتواضع، وكيف ارتضى سيناريو «أيمن وتار» منزوع الكوميديا؟

تلك الحالة من حلاوة الروح لدى فريق العمل تبخرت مع متابعتهم المستمرة لتعليقات الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، والتى جاءت فى معظمها سلبية وتؤكد أن العمل قائم على الاستظراف والاستخفاف، والإفيهات ثقيلة الظل، وأن المسلسل يخلو من أى مواقف كوميديا حقيقية، وكان يصعب على النجم أحمد فهمى تجاهل ردود فعل الجمهور أكثر من ذلك، ويبدو أن اعتذار الفنان بيومى فؤاد قد وضع فريق العمل كله فى مأزق، وكان يصعب على «فهمى» تجاهل هذا الأمر أيضاً لذلك خرج على منتقديه معلقاً «إن شاء الله اللى جاى أحسن... أنا ما بحبش أدّى مبررات وزعلان إنى خذلتكم».

وأعتقد أن «فهمى» تعلم الدرس جيداً وأدرك أن صناعة مسلسل كوميدى جيد تتطلب الكثير من المجهود والإخلاص لهذا العمل، خصوصاً أن الكتابة الكوميدية تعد هى الأصعب، وأن جمهوره قد يسامحه مرة ويبحث له عن مبررات ويحاول أن يغفر له فى الأخرى، ولكن فى المرة الثالثة سينصرف عنه بكل تأكيد.

إضافة إلى أن اختيار فريق العمل يجب أن يخضع لمعايير أخرى أكثر احترافية بعيداً عن الراحة النفسية لفلان، أو أن فلان وشه حلو وغيرها من المقولات التى تسيطر على بعض العاملين فى صناعة الفن المصرى، وقد يكون درس «فهمى» جرس إنذار لصناع الكوميديا أيضاً وليتهم يدركون أخطاءهم الفادحة فى حق جمهورهم، ويبذلون جهداً أكبر فى تقديم أعمال جيدة الصنع.

كلمة

وفى وسط هذه الحالة من ضعف الأعمال الكوميدية المعروضة نفتقد حقاً النجم أحمد مكى الذى يؤكد بغيابه أن الكوميديا تفتقد الكثير.